Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الإرث المعمارى دعامة المنتج السياحى لدول العالم

 

بيروت / المسلة

اعتبر وزير السياحة فادي عبود  فى تصريحاته اليوم خلال مؤتمر السياحة المعمارية أن “القطاع السياحي يُعدّ من أهم روافد التنمية في العالم ويُنظر إليه باعتباره دعامة هامة في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص العمل وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازن، ويعتبر الإرث المعماري من العناصر الأساسية للمنتج السياحي لأي دولة”.

وإذ لفت إلى وجود “علاقة خاصة تربط العمارة بالسياحة المستدامة، فالعمارة تؤدي دوراً هاماً في تنشيط السياحة وتحقيق التنوّع الثقافي والحضاري”، شدد على “ضرورة تنمية كنوزنا المعمارية واستثمارها لتحقيق تنمية على مستوى الجذب السياحي، عبر إعادة تأهيل والحفاظ على المباني الاثرية كوجهة للسياحة والترويج لهذه المواقع بهدف تنمية السياحة الداخلية”.


وقائع المؤتمر: كلام الوزير عبود جاء خلال تمثيله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في افتتاح مؤتمر “السياحة المعمارية في الوطن العربي” الذي تنظمه هيئة المعماريين العرب واتحاد المهندسين العرب بالتعاون مع نقابتي المهندسين في لبنان، في “بيت المهندس” – بيروت، برعاية الرئيس سليمان.


وحضر الافتتاح وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك، المدير العام للآثار فريديرك الحسيني، الوزير السابق للإسكان في فلسطين المعمار سميح العبد، رئيس هيئة المعماريين العرب المعمار هيامي الراعي، رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين نقيب مهندسي بيروت الدكتور بلال علايلي، الامين العام لاتحاد المهندسين العرب الدكتور عادل الحديثي، نقيب المهندسين في الشمال جوزف اسحق، المهندس هشام سنو ممثلا رئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس، نقيب المهندسين في الاردن المعمار عبدالله عبيدات، رئيس جمعية المعماريين السودانيين الدكتور عمر صديق عثمان، نائب رئيس اتحاد المعماريين للبحر المتوسط (اومار) المعمار ميشال برمكي، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد المهندسين العرب محمد سعيد فتحة، رئيس رابطة المعماريين في الكويت المعمار مزيت المطيري، رئيس فرع المهندسين المعماريين الاستشاريين في نقابة المهندسين في بيروت المعمار اندره بخعازي، عميد كلية الفنون في جامعة الروح القدس – الكسليك المعمار الياس طعمة، رئيس بلدية جبيل الدكتور جوزف الشامي، رئيس بلدية نهر ابراهيم جورج غانم، وممثلون لشركة “سوليدير” و”بنك بيبلوس” ووفود هندسية من الدول العربية المشاركة في المؤتمر ومعماريون.


الراعي: بعد كلمة عريف الاحتفال مستشار هيئة المعماريين العرب المعمار شربل سلامة، تحدث المعمار الراعي فشكر لرئيس الجمهورية رعايته المؤتمر ممثلاً بالوزير عبود “تعبيراً عن صدق اهتمامه بأهمية النهوض بالسياحة المعمارية، خصوصاً في مدينة كبيروت حفلت عبر الأجيال بالشواهد التاريخية العظيمة حتى غدت بحق، منارة الشرق وعروس المتوسط”.


وقال: “لرئيس، ان رعايتكم لقاءنا اليوم تحفزنا على قطع الوعد والتزامه بأن نعمل يداًُ واحدة، مسؤولين ومعماريين، لنهضة معمارية جديدة تستحقها بيروت التي افتقرت خلال حقبة من الزمن الى تنظيم مدني سليم، فطغى عليها البنيان العشوائي وجعل من معظم احيائها غابات من الاسمنت لا روح لها ولا جمال، اخفت معظم التراث المعماري الرائع الذي لا يزال الكثير منه في حاجة الى ترميم واصلاح ليكون في صميم السياحة المعمارية التي نحن اليوم في صدد الترويج لها والارشاد اليها، واطلاق مشروع السياحة المعمارية في الوطن العربي انطلاقاً من لبنان، لتكون العمارة بمراحلها الزمنية المختلفة في صلب الحركة السياحية. أقول اطلاق هذا المشروع، لأن الفكرة المرجوة لن تقتصر على لبنان انما الهدف هو إبراز المعالم السياحية المعمارية لكل الدول العربية من خلال مؤتمرات تتبعها ندوات تعقد في كل دولة، يلقى الضوء من خلالها على معظم الاماكن لتصبح لدينا لائحة موثقة شاملة يسهل الاطلاع عليها”.


الحديثي: أما الحديثي فنوّه من جهته، “بالدور الذي يؤدّيه لبنان في استضافة مؤتمرات هندسية عربية”، وقال: يعقد هذا المؤتمر في لبنان حيث ان اتحاد المهندسين أحد المؤسسين الستة لاتحاد المهندسين العرب ولبنان احد المحطات الثلاث لتأسيس الاتحاد”.
وتابع: ان هيئة المعماريين العرب أمام وضع نظام لمزاولة مهنة الهندسة المعمارية والحفاظ على التراث المعماري وابراز أثره في تقدم الحضارة بهدف إيجاد عمارة عربية متميزة منسجمة مع البيئة العربية منبثقة من التراث العربي مستلهمة أحدث التطورات العالمية والارتقاء بالمستويات التعليمية المهنية وتشجيع تبادل الخبرات والمساعدة على انشاء هيئات معمارية قطرية في البلدان التي لا توجد فيها”.


علايلي: ثم تحدث النقيب علايلي فقال: السياحة المعمارية في الوطن العربي هي عنوان مؤتمرنا الذي اجتمعنا لافتتاح فعالياته، والذي خصنا فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان مشكورا بشرف رعايته، والذي يعتبر من اوائل المؤتمرات العربية التي تطرح هذا الموضوع المهم والشيق، لتشكل نقطة تحوّل مهمة في الاضاءة على ما يحتويه عالمنا العربي من إرث حضاري وثقافي معمّر يعود في معظمه الى سنين غابرة.


أضاف: “كما كان موروثنا التاريخي غنياً، لم يبخل علينا الخالق الكريم بطبيعة خلابة اكتنزت بها شواطئنا وخلجاننا وجبالنا وحتى في اعماق اعماق صحارينا. ومن هنا يبدأ دوركم أيها المعماريون، في إنجاز عمارة حديثة تحاكي طبيعتنا ومجتمعاتنا، تراعي الماضي وتواكب الحاضر وعينها على المستقبل البعيد، وتعمل على الحد من الفيروس والتشوّه العمراني المستفحل لتشكل استمرارية لإرث حضاري ومعماري كبير، من اجل سياحة معمارية مستدامة هي، بلا ادنى شك، من أهم المقوّمات الاقتصادية لمعظم دول عالمنا العربي. فالسياحة المعمارية ترتكز على الارث المعماري التاريخي، في سبيل الانجازات المعمارية الحديثة، وما أكثرها”.


كلمة رئيس الجمهورية: وأخيراً، ألقى الوزير عبود كلمة رئيس الجمهورية، وجاء فيها: “يشرفني ان أمثل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في هذا المؤتمر الهام والاول من نوعه في الشرق الاوسط والذي يهدف الى إلقاء الضوء على اهمية السياحة المعمارية في لبنان والعالم العربي. وأتقدم بالشكر من هيئة المعماريين العرب واتحاد المهندسين العرب ونقابتي المهندسين في لبنان على الجهود المبذولة لتنظيم هذا المؤتمر الغني بمواضيعه ونشاطاته والذي يمتد من بيروت الى طرابلس فجبيل، وهي مدن عريقة مشهورة بفنها المعماري التراثي والحديث. وأرحب بكل الوفود العربية في بلدها لبنان عسى ان تكون زيارتها والتي تتضمّن جولات في المناطق الأثرية في لبنان زاخرة ومفيدة، وان يستمتعوا بغنى لبنان الحضاري والثقافي.


ان تاريخ لبنان الزاخر يتجلى في نوعية العمارة فيه، من المواقع الاثرية والبيوت التراثية التي تعكس جمالية فريدة، بالاضافة الى الكثير من روائع الفن المعماري. فهياكل بعلبك الرومانية لم يتم بناؤها بأيدٍ رومانية بل بأيادٍ لبنانية ماهرة، فن العمارة نعتبره جزءاً اساسياً من تراث لبنان. فالعمارة التراثية والتاريخية هي شاهد على تطوّر العصور والتنوّع الثقافي والحضاري للبلدان، أما العمارة الحديثة فهي صناعة للحاضر والمستقبل وتعكس مدى تطوّر المجتمعات وتناغمها ورقيّها.


القطاع السياحي يُعدّ من أهم روافد التنمية في العالم وينظر اليه باعتباره دعامة هامة في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني وايجاد فرص العمل وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازن، ويعتبر الارث المعماري من العناصر الاساسية للمنتج السياحي لأي دولة.


وهناك علاقة خاصة تربط العمارة بالسياحة المستدامة. فالعمارة تؤدي دوراً هاماً في تنشيط السياحة وتحقيق التنوّع الثقافي والحضاري الذي يجعل مدننا ذات خصوصية ثقافية تجذب السائح، فكل النشاطات السياحية تقام في منشآت معمارية كما ان كثيراً من المنشآت المعمارية تحوّلت الى معالم سياحية هامة. وبالفعل هناك ضرورة لتنمية كنوزنا المعمارية واستثمارها لتحقيق تنمية على مستوى الجذب السياحي عبر إعادة تأهيل والحفاظ على المباني الاثرية كوجهة للسياحة والترويج لهذه المواقع بهدف تنمية السياحة الداخلية.


والسياحة المعمارية لا تشمل فقط الابنية التراثية وانما ايضاً كل المراحل العمرانية التقليدية والحديثة. من هنا ايضا ضرورة رسم استراتيجية لتحسين مدننا. ففي ظل العولمة تتبارى الدول في إيجاد ابتكارات هندسية للمستقبل، من هنا ضرورة تعزيز الابتكار والابداع والجمالية في مجال العمران والبناء.


نشعر اليوم بالفخر لاختيار المنظمين ثلاث مدن عريقة لاستضافة المؤتمر: فبيروت مدينة التاريخ والحاضر والمستقبل. مدينة حققت تطوراً عمرانياً حصد الإعجاب العالمي، وتجمع بين التراث والحداثة وتعبق بجميع انواع الثقافة. وجبيل مدينة من اقدم مدن العالم وهي مدينة حديثة بقلب قديم يمتزج فيها التراث بالحداثة حيث المرفأ القديم والقلعة والكنائس المعقودة والجوامع التي تناجي الله والاسواق القديمة التي تمتلك طابعاً مميزاً.
أما طرابلس، فهي المدينة العريقة التي تعدّ ثاني اكبر المدن في لبنان، العابقة بالارث الثقافي والتاريخي: قلعة طرابلس، الجوامع والمآذن، المدارس القديمة والاسواق العتيقة.


بالاضافة الى ذلك، يحتضن لبنان مخزوناً معمارياً تراثياً وحضارياً شاسعاً، وسيساهم هذا المؤتمر في إظهار الوجه الحضاري للبنان والفن المعماري فيه. وسيساهم ايضا في تعزيز الفكر المعماري الخاص بالقطاع السياحي والذي يتناسب مع المتطلبات الجديدة للقطاع السياحي، خصوصاً في ما يتعلق باستحداث طرز معمارية جديدة واستخدام العمارة لتحقيق مفاهيم الاستدامة والتنوّع الثقافي والصورة الذهنية للمقصد السياحي.
أتمنى ان يحقق هذا المؤتمر نتائج مثمرة وأن يساهم في توفير رؤى معمارية جديدة تساهم في تحقيق سياحة مستدامة”. يذكر أن المؤتمر يستمر ثلاثة أيام في بيروت وطرابلس وجبيل.


نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله