المغرب / المسلة
مع شروع وزارة الصحة في تلقيح الحجاج المدرجين، ضمن الحصة الرسمية، أول أمس الأحد، بعدما توصل المغرب بـ 40 ألف جرعة من اللقاح من مختبر صيدلي فرنسي، بينما أفادت مصادر ببرمجة وزارة الصحة للتوصل بحوالي مليون جرعة، كدفعة أولى، خلال وضع استراتيجية مقاومة فيروس أنفلونزا الخنازير.
وأكدت المصادر أن الحجاج الممتنعين عن أخذ اللقاح، مخافة التعرض لبعض أعراضه الجانبية، وسط أنباء حول تضمنه مواد مضرة بالصحة، تناولتها أخبار ونقاشات عبر فضائيات عربية ودولية، منعوا من الصعود إلى الطائرة، قبل أن يقبلوا بالخضوع للقاح، بعد عملية تحسيس من قبل أعضاء البعثة الطبية الرسمية في مطار محمد الخامس، الذين حاولوا تطمينهم بخلو اللقاح من أي مخاطر على الصحة، مقابل نجاعته في مقاومة الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير.
وعللت مصادر طبية في مطار محمد الخامس لـ”المغربية”، إجبارية الخضوع للقاح بالتزامات فرضتها السلطات السعودية على الدول التي تبعث بحجاجها إلى الديار المقدسة، مشيرة إلى أن الفوج الأول من الحجاج المغاربة، الذين وصلوا إلى السعودية، قبل توصل المغرب بالجرعات الأولى من اللقاح، لم يخضعوا للتلقيح، مبينة أن الجهات الصحية المغربية بعثت، أمس الاثنين، بالجرعات الكافية لأعدادهم.
وعلمت “المغربية” أن ألفا و182 حاجا مغربيا خضعوا، أمس الاثنين، للتلقيح ضد فيروس أنفلونزا الخنازير، بينما يرتقب أن يلقح ألف و100 حاج، اليوم الثلاثاء.
من جهة أخرى، تحدثت مصادر من وكالات الأسفار المنخرطة في عملية تنظيم الحج لهذا الموسم، عن مخاوفها من نفاد جرعات اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير، سيما أن بعض الأطباء في مطار محمد الخامس عبروا، في اليوم الأول من بداية عملية التلقيح عن نفاد الجرعات، وبالتالي، استثناء الحجاج المغاربة المسجلين ضمن حصص وكالات الأسفار، تبعا لعدد الجرعات التي توصل بها المغرب، والتي وصفتها المصادر بـ”الضئيلة”. إلا أن مصادر طبية رسمية في مطار محمد الخامس أكدت لـ”المغربية” أن عدد الجرعات ستكون كافية لجميع عدد الحجاج، البالغ عددهم 33 ألفا.
وأكدت المصادر أن هذه المخاوف تأتي مع توصل وكالات الأسفار المشاركة في تنظيم الحج بأخبار بوصول جرعات اللقاح، وطريقة الاستفادة منها، في الوقت الذي صدرت مذكرة من وزارة الداخلية، رفعت إلى الولاة والعمال، تخبر بضررة إشعار الحجاج بالوصول إلى مطار محمد الخامس، قبل موعد المغادرة بست ساعات، لإتمام الإجراءات الإدارية والخضوع للتطعيم المضاد لأنفلونزا الخنازير.
وذكرت مصادر طبية لـ”المغربية” أن اللقاح كلف وزارة الصحة حوالي 50 درهما عن كل جرعة، في إطار دفعة أولى مكونة من 40 ألف جرعة، ستمنح جرعات منها، بعد تلقيح الحجاج، للأطر الصحية بوزارة الصحة، ثم للنساء الحوامل والرضع لأقل من سنتين، ثم للأشخاص المسنين، وبعد ذلك سيجري تلقيح رجال الأمن والوقاية المدنية. وعللت المصادر تأخر توصل المغرب باللقاح، في الوقت الذي لقحت دول أمريكا وأوروبا، بالضغط الذي كان ممارسا على الشركة الفرنسية المنتجة للقاح، التي كانت ملزمة بتموين فرنسا بـ 60 مليون جرعة، ثم تلبية طلبية سويسرا ودول أوروبية أخرى.
وفي تعقيب على ذلك، عبرت مصادر طبية أخرى عن مخاوفها من نفاد جرعات اللقاح، قبل تلقيح أفراد الأجهزة التي تكون لها علاقة مباشرة بالمواطنين، في حالة تزايد انتشار المرض في المغرب، معتبرة أن الحل الأنسب يتمثل في مطالبة الشركة الممونة بتسريع وتيرة التوصل بالدفعات الأخرى، حتى لا يفتح الباب “للقول إن مسارعة وزارة الصحة بتلقيح الحجاج، والإعلان المفاجئ عن وصول أولى الجرعات، مجرد تهدئة للأوضاع”.
المصدر: المغربية