كتب -موفد المسلة
توافدت جموع من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر اليوم على مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا اقتداءا بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة.
وقد امتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته / 110 / آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.
ودعا سماحته في الخطبة الناس إلى تقوى الله في السر والعلن وتوحيده وإقامة أركانه والتمسك بنهج الله القويم و اتباع سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فى جميع أعمالهم وأقوالهم .
وخاطب سماحته معشر المسلمين قائلا // يامن فتح الله قلوبكم لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم يا من جعلكم الله شهداء على الناس ، حجاج بيت الله الحرام يا من استجبتم لنداء الله وقدمتم من كل فج عميق إلى هذا البيت العتيق يا معشر المسلمين يا من ينتظرون العيد السعيد أوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي وصية الله من فوق سبع سماوات للأولين والآخرين/ ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله / وهي وصية محمد صلى الله عليه وسلم . . تقوى الله خير واق عن المعاصي ورادع عن الآثام ، تقوى الله خير واعض للعبد في حله وترحاله وسؤدده وغيبته . . فاتق الله في ليلك ونهارك وسرك وجهارك اتق الله في كل
أحوالك اتق الله في تعاملك مع ربك . . ليكن التقوى سياجا منيعا يحول بينك وبين معاصي الله كلما عضمت التقوى في القلب كثرت الطاعات وقلت المعاصي //.
وبين أنه بالتقوى يكون المرء عضوا صالحا في الأمة ولبنة صالحة في بناء المجتمع وتحترم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وتبتعد عن ظلم العباد وتعطي الحقوق لأهلها التزاما بقوله صلى الله عليه وسلم // اتق الله حيثما كنت //.
وقال سماحته // إن الله خلق الثقلين الجن والإنس لعبادته ولأجل هذه الغاية خلق الله أدم فكان آدم خليفة في الأرض وأول نبي لبنيه فعاشوا قرونا على التوحيد يدينون بعبادة الله وحده لا شريك له ثم تمكن الشيطان بين بني آدم فانتشر الشرك في الأرض وعبد غير الله وانحرف الناس عن دينهم فأرسل الله الرسل عبر القرون متعاقبين متواترين مبشرين ومنذرين أنزل عليهم الكتب وأيدهم بالمعجزات ليهدوا الناس إلى الطريق المستقيم لينقذوا الناس من وساوس الشيطان وضلالاته // .
ولفت النظر إلى ما واجهه الرسل من قومهم من صنوف الأذى والاتهامات والتكذيب والسخرية والدسائس والمؤامرات مشيرا إلى أنه مع هذه المعارضات فإن الله ناصر رسله ومؤيدهم وأذاق المكذبين العذاب الأليم .
وبين كيف أن مبعث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم جاء تتويجا لدعوة الرسل الكرام أن جعله خاتم الأنبياء وأفضلهم مستعرضا حال الناس عند مبعثه عليه السلام إذ بعثه الله للناس في أمس الحاجة إليه وهم في تقاتل وتناحر واختلاف . . لا رابط بينهم . . فلا عقيدة تحميهم ولا شريعة تهديهم يعيشون في الضلال والهوان وقد تنوعت ضلالاتهم . . فأهل الكتاب حرفوا كتبهم ونسبوا الصاحبة والولد ونسوا تعاليم أنبياءهم والعرب الجاهليون انحرفوا عن ملة الخليل عليه السلام وعبدوا الأوثان واستباحوا الفواحش والوثنية ضاربة في أطنابها في انحاء المعمورة .
وأِشار سماحة المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء إلى أن أعداء الامة اليوم هم اعدائها بالأمس وإن تنوعت الأساليب واختلفت على حسب اختلاف الأزمان والأحوال .
وقال ” إن الامة الإسلامية مازالت تعاني في عصورها المتأخره من بعض التحديات العظيمة والخطيرة ومنها الإنحراف العقدي وهم الذين استبدلوا العقيدة الصحيحة بمبادئ كفرية و مناهج منحرفة مما أثر على العقيدة الصحيحة ولذلك فالاهتمام بالعقيدة الصحيحية من أجل المهمات وأعظم والواجبات ” .
واستعرض سماحته تحديا اخر يواجه الإمة وهو التشكيك برسول الله صلى الله عليه وسلم والقدح فيه وفي سنته مبينا أن محبة رسول الله شرط من شروط الإيمان وواجب الامة الدفاع عن رسول الله وسنته ودفع كل الشبه بالحق المبين وان تطبيق المسلمين للسنه في أقوالهم واعمالهم هى دليل على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولفت سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث والعلمية والافتاء إلى جوانب من التحديات التي يواجهها المسلمون ومنها ما يقوم به بعض المحسوبين على الاسلام بايقاظ الفتنة والحرب والتقاتل بين الاشقاء وتغذيه السفهاء الذين غررو بهم وخدعوهم تحت قضايا مزعومه ارادو بها ضرب الأمة في صميمها وتشتيت شملها وتفريق كلمتها واستعداء الاعداء عليها .
وقال // إن من عظيم جهل أولئك وضلالهم عزمهم على تسييس الحج والاضرار بأمنه وإحداث الفوضى والشغب ، ولكن يأبى الله عليهم ذلك والمؤمنون ، فالبلد الأمين في أيدٍ أمينه قوية لا تسمح لا لمفسد او مغرض أن يدنس هذا البلد الأمين أو يخل بأمنه أو ان يقلل من شأنه ، وتضل بالمرصاد لكل عدو عابث ، والحمد لله رب العالمين على فضله وكرمه //.
وبين أن من التحديات التي تواجه أمة الإسلام أيضا انتشار السحرة والمشعوذين الذين لا خير فيهم الذين يزعمون علاج الامراض والإخبار بالمغيبات إلى غير ذلك من ضلالاتهم وهم ليسوا أصحاب علم شرعي أوأطباء مختصين أصحاب أبحاث علميه . . ولكن الدجل طريقهم وغايتهم محذرا منهم وداعيا لمحاربتهم بكل الطرق وشتى الوسائل .
كما بين سماحته أن من التحديات العظيمة التي تواجه المسلمون في العالم اليوم انتشار المعاصي في العالم الاسلامي وكثيرة الجهل بالأمور الشرعية مما أدى إلى التباس الأمور بين كثير من الناس بين الحلال والحرام ، مبينا أن صمام الأمان هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من خصائص هذه الأمة .
وقال // إن الأمة تمرض ولكنها لا تموت ، هي خالدة بخلود كتابها ورسالتها باقية ما بقيت السماء دائمة ما دام الكتاب يتلى ، إن كثيرا من النظم قد سقطت وبعض المناهج البشرية قد أفلست والعالم يتطلع إلى منقذ ولا منقذ إلا الاسلام . . إن هذا الدين أمانة في أعناق الأمة كلفهم الله إياها بعد أن عجزت عن حملها السماوات والارض والجبال وهي الفاصلة بين الإيمان والكفر فمن أخذها كان ممن تاب الله عليه ومن ضيعها من الكفار والمنافقين استحق العذاب الأليم //.
وأكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والافتاء عظم الأمانة الملقاة على رجال الأمة مبينا أن للأمانة ميادين فاسحة ومجالات واسعة تتعلق بحق الله وحق العباد وتتعلق بالمصالح العليا للأمة .
وقال // إن أعظم أمانة كلمة “لا إلة إلا الله” أصل الاسلام وأساسه بأن تعرف معناها وأن توحد الله بربوبيته وألوهيته وأسماءه وصفاته ، وتخلص لله رجاءك وخوفك وذبحك ونذرك وأن تؤمن بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم وتصدقها وتطيعه فيما أمر وتجتنب ما نهاك عنه , وأن تؤدي أركان الاسلام من الصلاة والزكاة والحج كاملة الأركان والواجبات وبقية أوامر الشرع في الأحوال المدنية والجنايات والحدود كلها ، أمانة يجب أن تستجيب لها ولا تخل بشئ منها وتعلم أن هذه الأوامر لمصلحة العباد// .