رغم تحفظات زهير جرانة وزير السياحة التي تعكس الرغبة في ضمان خط الرجعة فيما يتعلق بتوقعات الحركة السياحية المحلية والعالمية هذا العام الذي يأتي بعد عام الأزمة الاقتصادية إلا أن ما لمسته وسمعته ورأيته في بورصة برلين من اقبال وحماس ولقاءات واتصالات مكثفة صاحبها نجاح في عقد الاتفاقات والصفقات يشير إلي أنه سيكون هناك نمو ايجابي علي خلاف ما كان عليه الحال عام الأزمة من تراجع بلغ أكثر من ٤٪ علي مستوي العالم و٣.٢٪ علي مستوي مصر، لقد عبر الوزير عن هذا التحفظ في تصريحاته عندما وصف هذا العام.. عام ٠١٠٢ بأنه سوف يكون عاما صعبا علي صناعة السياحة نتيجة تقارير المؤسسات الاقتصادية الدولية وما تضمنته من ارتفاع في معدلات البطالة عالميا خاصة في الدول الاوروبية.
> > >
سعيا إلي مواجهة هذه الظروف ومن أجل تعويض تراجع العام الماضي الذي اوقف النمو السياحي عند ٢١ مليونا و٠٠٨ ألف سائح دون الوصول إلي هدف الـ ٤١ مليون سائح.. فقد أعلن الوزير خلال لقاءاته واتصالاته في بورصة برلين استمرار سياسة التحفيز والتنسيق مع منظمي الرحلات. يأتي هذا الالتزام بعد ان اثبتت هذه السياسة وما تضمنته من إجراءات فعاليتها في احتواء الأزمة والحد من تداعياتها وهو ما كان محورا للاشادة والتقدير من جانب منظمة السياحة العالمية التي يتولي جرانة رئاسة لجنة الأزمات بها.
> > >
بالإضافة إلي هذا الاعلان عن استراتيجية الترويج المصرية ومن أجل جذب المزيد من الحركة السياحية الجديدة سوف تكون هناك جهود مكثفة ومحسوسة للارتفاع بمستوي الخدمات التي توفر الراحة والأمان والمتعة والذكريات الطيبة للسياح الوافدين إلي مصر، تشمل هذه الخطوات اعطاء مزيد من الاهتمام والرعاية لسياحة السفاري والواحات وسياحة الغوص وقضاء الاجازات الصيفية علي شواطئ البحر المتوسط بالساحل الشمالي ليكون منطقة جذب جديدة لسياحة الاجازات.
> > >
ولقد كان مؤشرا ايجابيا هذا الاقبال المكثف من جانب الصحفيين الالمان ومن كل الجنسيات علي متابعة المؤتمر الصحفي المصري السنوي في بورصة برلين والذي تحدث فيه الوزير زهير جرانة وعمرو العزبي رئيس هيئة التنشيط السياحي وبحضور السفير رمزي عز الدين وأحمد النحاس رئيس اتحاد الغرف السياحية وهشام زعزوع مساعد الوزير.
> > >
لقد اتسم الحضور الصحفي الكبير بعدم توجيه أي اسئلة تتضمن أي نوع من الشكاوي بل كان هناك اجماع علي نجاح الحملات الدعائية التي تقوم بها مصر، كما عبروا عن اعجابهم بالفيلم الدعائي الجديد الذي تم عرضه في المؤتمر ويحمل عنوان »كل شئ يبدأ من مصر«.
تناولت بعض الاسئلة الصحفية تأثير الأزمة الاقتصادية علي أسعار الفنادق.. وكان رد الوزير انه لم يكن هناك أي تغيير في الأسعار باعتبار ان اسعار الإقامة معقولة مع توفر التنوع في المستويات الفندقية.
أشار إلي الاهتمام التي توليه الوزارة واتحاد الغرف السياحية لقضية التدريب الذي يشمل العاملين في كل المجالات السياحية بما في ذلك سائقو وسائل النقل سواء كانت سياحية أو غير سياحية، قال ان المد السياحي الالماني مازال مستمرا وأن التراجع في عدد السياح الالمان لا يُذكر.
وشملت اجابات الوزير علي الاسئلة التأكيد علي التعاون والتنسيق مع مصر للطيران وكل الشركات الأخري من أجل زيادة الرحلات المنظمة والخاصة إلي مصر .. يدخل ضمن ذلك الرحلات القادمة من الصين والهند وعن سؤال خاص بالحفاظ علي »الكورال«.. الشُعب المرجانية التي تذخر بها سواحل البحر الأحمر وسيناء قال أنه يجري التخطيط لتحويل شرم الشيخ وكل منطقة البحر الأحمر إلي محميات طبيعية.
ان الاقبال الذي شهده جناح مصر والاهتمام الاعلامي والحفاوة التي احاطت بمشاركتنا في بورصة برلين تجعلني اتوقع ان يحمل عام ٠١٠٢ رغم أي ظروف معاكسة الخير للسياحة المصرية.
وللحديث بقية