Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

فى الغردقة….بقلم الكاتب الصحفى محمد مصطفى

شجون مصرية
محمــد مصطفــى
Egcmedia @ hotmail.com




فى الغردقة



ــــــــــ
 تجارب رائدة لابد أن نقلب أوراقها .
 ترميم المدارس ودعم تغذية التلاميذ نموذج لتفاعل رجال الأعمال واحتياجات المجتمع .
 الحكومة تحصل رسوم وضرائب تمثل 55 % من ايرادات الفنادق .

تابعت فى الغردقة تجربة رائعة لمشاركة قطاع الأعمال السياحى فى دعم جهود الدولة فى مجال التعليم وسد النقص فى الإمكانيات الحكومية فى ترميم المدارس حتى تحولت مدارس الغردقة الآن الى نموذج يجب أن نتوقف عنده ونتأمله ونرصد تفاصيله لتعميمها فى العديد من المحافظات ، فقد تبنت جمعية الإستثمار السياحى لمحافظة البحر الأحمر التى يتولى رئاستها اللواء على رضا وبدعم فاعل من محافظ الإقليم اللواء مهندس/ مجدى قبيصى وبتفاعل ايجابى من مجموعة المستثمرين ورجال الأعمال فى قطاع الأعمال السياحى بالغردقة إعادة تأهيل عدد كبير من المدارس التى وقف ضعف الإمكانيات الحكومية دون إتمام أعمال الصيانة لمرافقتها حتى بدأت فى التراجع مثلها مثل معظم مــدارس مصـر ، فنادراً ما تجد مدرسة تصلح فيها دورات المياه للإستخدام الآدمى ، ناهيك عن تهالك المبانى والمرافق وتوقف كثير من الأنشطة .. ووسط هذه الظروف الصعبة امتدت يد الخير والمشاعر الوطنية الإيجابية فتم حصر المدارس التى تحتاج الى صيانة وترميمها وقامت جمعية الإستثمار السياحى بعرض الأمر على المستثمرين الذين تسارعوا فى تقديم العون المادى المباشر أو القيام بأعمال الترميم بأجهزتهم وإمكانياتهم الذاتية .. ولم يمض وقت طويل حتى كانت الصيانة والتجديد قد شملت كل مدارس الغردقة بعد أن تحولت الى محيط حضارى يشكل نموذجاً للعمل الوطنى الخلاق .



ولم يفتر حماس المستثمرون من خلال جمعيتهم الفاعلة على ما قامو به من دعم عمليات الصيانة والتجديد للمدارس المتهالكة ، بل امتد تطوعهم ليشمل دعم برامج التغذية لطلاب المدارس الحكومية التى كانت تعانى أيضاً من ضعف الإمكانيات فجمعوا لها مبلغ 2 مليون جنيه أضيفت الى الملايين الأربعة التى تقدمها الدولة لبرامج التغذية لتكتمل هذه المنظومة الإنسانية والحضارية والتى تؤكد على قيم التكافل الإجتماعى بين مواطنى البحر الأحمر ورجال الأعمال الذين يترجمون المشاعر والشعارات الوطنية إلى أفعال .



إلتقيت باللواء مجدى قبيصى محافظ البحر الأحمر وسألته عن التفاصيل فقال بصراحته المعهودة .. صدقنى أن مجموعة المستثمرين ورجال الأعمال المتواجدين فى محافظة البحر الأحمر رجال محترمون ومواطنون صالحون بالفعل ، فالوطنية ليست مجرد شعارات جوفاء فسفورية تتوهج للحظات ثم سريعاً ما يخبو بريقها .. الوطنية الحقة هى العطاء والتكافل وأن يعمل المجتمع كله فى نسيج متحاب ومتحد ومتفاعل .. ان ما يقوم به رجال الأعمال من خلال جمعية الإستثمار السياحى هو مثال ونموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين كل طوائف المجتمع وفئاته .


وبمناسبة الحديث عن الغردقة التى أجد فيها جديداً مع كل زيارة أود توجيه تحية لمحافظها المحترم اللواء مهندس مجدى قبيصى فقد استحدث طريقاً جديداً خلف فندق شيراتون ليصبح ممشى مواز للممشى الكبير الذى يطل على القرى السياحية ، وزوده بمقاعد يستطيع المواطن الذى لا يملك استخدام الفنادق والمطاعم والكافيهات المنتشرة على الكورنيش .. يستطيع أن يجد له منفداً للمتعة ودون مقابل ، كما أود الإشادة بجهود اللواء سعيد جبر رئيــس مدينــة الغردقة الذى استطاع بدعم من المحافظ أن يقضى على مشكلة لم يستطع محافظو القاهرة الكبرى القضاء عليها ، بعد أن وضع حلولاً عاجلة لتخفيف مشكلة القمامة المتراكمة فى ظل زيادة المشروعات السياحية وعجز شركة النظافة المتعاقد معها على التعامل مع هذه الزيادة ، كما أن العمل يجرى على قدم وساق لإفتتاح مقلب قمامة حديث على بعد عدة كيلو مترات ليقضى تماماً على كل مظاهــر إلقـاء القمامــة فى الطرقات .. وهو عبء تحمله مجلس المدينة ورؤساء الأحيـاء .. ولا يزالون .



************



يبقى أن أقول أن أزمة وجود ما يسمى ” الخرتية ” وهى مجموعة السماسرة الطفيليون الذين يصطادون السياح من الشوارع ويعدون لهم برامج سياحية وهو أمر فى منتهى الخطورة ننبه بضرورة الإستمرار فى مقاومته بحزم قبل أن تقع كارثة لا قدر الله وقبل أن يصبح هؤلاء الطفيليون أمراً سلبياً واقعاً مثلما حدث مع الميكروباص بالقاهرة .. علمت أن جهوداً يبذلها فرع غرفة السياحة فى الغردقة بالتعــاون مع جمعية الإستثمار السياحى وبدعم من المحافظ لمواجهة هذه الظاهرة ، وأدعو كل الأجهزة المعنيه للتصدى لهؤلاء الطفيليين قبل أن تتسع دوائر هذه السلبية .. وليس ” الخرتية ” والسماسرة وحدهم هم الذين يجب التصدى لهم ، بل أن فوضى بائعى الهدايا الذين ينتشرون أمام كثير من البازارات والمحلات التجارية تمثل خطراً قادماً فى ظل حركة السياحة بالمنطقة ..



************



إن الأمن فى محافظة البحر الأحمر تقع عليه مسئوليه كبيرة ومتزايدة تجاه مجتمع يتحول بسرعة من البداوة الى مجتمع سياحى متنامى ، والأمن فى محافظة البحر الأحمر يحتاج الى اعادة النظر فى عدد وأماكن الكمائن خاصة دوريات المرور وايقاف سيارات التاكسى بما تحدثه من تكدس فى كثير من الشوارع ..
إن الأمن أمر مطلوب ولا شك أن لرجاله تفسيرهم وتبريرهم لما يتخذوه من تدابير ، لكن هناك من يرى أن أفضل وأمهر تدابير الأمن هى التى لا يراها الناس بهذا الوضوح الذى يعتبره البعض نوعاً من المبالغة وأحياناً ” المنظرة ” .



************



وخلال الأيام القليلة التى قضيتها فى الغردقة أتيحت لى الفرصة للإستماع إلى العديــد من الآراء وأن أتلمس نبض عدد من أصحاب المشروعات السياحية .. سمعت لأكثر من رأى حول تجاهل وزارة المالية لمطلبهم العادل بتأجيل تحصيل الضرائب العقارية التى يأتى فرضها فى وقت صعب تحاول فيه المشروعات السياحية عبور أزمة الركود والتراجع ، مع تحدى كبير يتمثل فى الحفاظ على العمالة التى يأتى تسريحها أحد وسائل مواجهة الأزمة الإقتصادية التى يشهدها العالم ، وتتأثر بها مصر بل يأتى قطاع السياحة فى مقدمة القطاعات التى تعانى .. لا أحد من أصحاب المشروعات يرغب فى تسريح العمالة لديه وفى سبيل ذلك يتحملون الكثير من الأعباء .. ومع ذلك فالدكتور بطرس غالى لا يهتم الا بتحصيل الضرائب بمختلف أنواعها ، وكثير من تلك الضرائب هو فى الواقع ” إتاوات “وبعضها غير دستورى ويحصــل بـلا قانـون ولا يحزنون حتى وصلت جملة ما تحصله مختلف الجهات الى 55 % من قيمة دخل الفنادق والقرى السياحية ( !! ) ..



يقول أحد المستثمرين أن الحكومة تتعامل مع قطاع الأعمال السياحى ” بتوحش” ولأن هذا القطاع ليس عالى الصوت مثل غيره فإنهم يستبيحونه ويقسون عليه ويغيب العدل والمنطق ، فالمستثمرون فى نظر الدولة ” قراصنة ” ولصوص أو أولاد البطة السوداء كما يقولون .



***********



مثلما قال أحد كبار الفلاسفة أن ظلام الدنيا كلها لا يستطيع أن يخفى نور شمعـة .. فقد كان ضوء شمعة الغردقة فى تجربة قادها انسان وطنى محترم هو محمد عوض رئيس مجلس مدينة الغردقة الأسبق وفى عصرها الذهبى أى أثناء ولاية الفريق يوسف عفيفى الذى وضع اللبنات الأولى فى طريق نهضة هذا المنتجع السياحى العالمى .. محمد عوض يشغل الآن موقع رئيس نادى الرياضات البحرية – وهى منشأة حكومية تابعة لوزارة الشباب .. عندما تسلم محمد عوض النادى كان مجرد نادى متواضع- بل متواضع جداً – وقد استثمر الرجل خبرته الكبيرة فى الإدارة المحلية وبعد أن حقق فى موقعه السابق نجاحات وإنجازات لا تزال تذكر حتى اليوم .. ولأن موارد النادى ضئيلة للغاية تتمثل فى قليل من دعم المجلس الأعلى للشباب والرياضة واشتراكات متواضعة من الأعضاء .. لكن طموح محمد عوض كان كبيراً ورؤيته الإبداعية قادته الى عمليات تمويل ذاتية وبناء فندق داخل مساحة خالية من أرض النادى اتم منه حتى الآن 51 غرفة وعدد من المطاعم والقاعات اضافة الى مرسى اليخوت وغيره من المرافق والمنشآت ..



لم أصدق ما رأيته من تطور فى نادى الرياضات البحرية بالغردقة ، وهى تجربة أخرى أدعو المسئولين الى تأمل تفاصيلها وتعميمها على كثير من الأندية التى تحولت الى جثث هامدة .. يبقى أن نقول أن شماعة ضعف الإمكانيات هى حجة العاجزين .. أما من يريد أن يعمل وينجز فإن له قانون آخر يعتمــد على قول الله تعالى ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ” صدق الله العظيم
كثيرة هى شئوون وشجون الغردقة .. هذه البقعة الرائعة من أرض مصرنا الحبيبة التى فرضت نفسها على خارطة السياحة الدولية .. فهل نحافظ عليها؟



Egcmedia @ hotmail.com




نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله