ليس جديدا الحديث عن الارتباط الوثيق بين السياسة والاقتصاد وان كليهما يخدم الاخر بالتبادل اىان الاقتصاد يمكن ان يخدم السياسة علي اساس تعظيم المصالح وكذلك السياسة يمكن من خلال التعاون والتنسيق والوئام ان تفتح الطريق امام تعاون اقتصادي اوسع واوثق في هذا الاطار فان هناك فرصة للارتفاع بمستوي العلاقات بين مصر ودول العالم من خلال التواصل وتبادل زيارات المستويات العليا القادرة علي صنع القرار
***
انطلاقا من هذا الواقع تأتي اهمية زيارات العمل السريعة التي يقوم بها الرئيس مبارك لبعض الدول للقاء الرؤساء والمسئولين. مثل هذه المبادرات تساهم في فتح الابواب المغلقة وتليين المواقف والتعاملات في كل الانشطة الاخري التي تخدم المصالح الوطنية وبالتالي مصالح الشعب.. ولان العالم يتطور واوضاعه لا تبقي علي حال فقد كان ضروريا ان يتجه الاهتمام – وان كان قد جاء متأخرا- ببعض الدول البازغة التي افرزتها الاحداث السياسية التي شهدها العالم في العقدين الاخيرين وابرزها ما يتعلق بمسيرة الدول التي كانت ضمن عقد الكتلة الشرقية ذات السمة الاشتراكية قبل انفراطه وانضمامها إلي الاتحاد الاوروبي الرأسمالي. تبرز من بين هذه الفئة ثلاث دول شملتها جولة الرئيس الاوروبية وهي المجر وسلوفينيا وكرواتيا بالاضافة إلي ايطاليا احدي دول الاتحاد الاوروبي العتيقة.
***
وبعد ان اصبحت صناعة السياحة ركنا اساسيا في المنظومة الاقتصادية الدولية والاقليمية والمحلية فان ارتباطها بالسياسة والاقتصاد اصبح اساسيا في تصاعد أو انخفاض الحركة السياحية. لاجدال ان العلاقات السياسية والاقتصادية القوية بين دولة مصدرة للسياحة ودولة مستقبلة لهم تعد عاملا مهما إلي جانب عناصر الجذب السياحي الاخري.. من الطبيعي ان يكون وجود علاقات طيبة بين الطرفين ذا تأثير ايجابي علي اختيار السائح لوجهته السياحية. لا يمكن لهذا السائح ان يتوجه لزيارة دولة ما تربطها ببلاده علاقات متوترة والعكس صحيح حيث انه يفضل ولكي لا يتعرض لاي مشاكل ولكي يشعر بالاطمئنان ان تكون هذه العلاقات علي احسن ما تكون وهو ما يمكن ان تحققه الزيارات المتبادلة للقيادات المسئولة سواء كانت علي المستوي السياسي أو الاقتصادي.
***
وفي مجال صناعة السياحة الواعدة في مصر فانه من المنتظر ان يكون هناك تأثير ايجابي علي حركة السياحة الوافدة من الدول التي زارها الرئيس تتمثل في زيادات محسوسة في اعداد السياح المجريين أو السلوفانيين أو الكرواتيين أو الايطاليين. وحتي يمكننا ان نتابع هذه التطورات المستقبلية فإن علينا ان نستعين بالاحصائيات الخاصة بحركة السياحة الوافدة من هذه الدول حاليا ومستقبلا. ان عدد السياح المجريين الذين استقبلتهم مصر من يناير حتي اغطس عام ٩٠٠٢ (٨ شهور) بلغ ٦٧٤٥٣ سائح بينما بلغ هذا العدد في عام ٨٠٠٢ »يناير – ديسمبر« ٢١ شهرا ٨٩٥٥٦ سائح وبالنسبة لسلوفانيا فان العدد في نفس الفترة من هذا العام كان في حدود ٢٥٧٤١ بينما كان في عام ٨٠٠٢ كله ٨٥٣٥٢ وكرواتيا بلغت ٧١٣٦ في مقابل ٨١٠٠١ في كامل العام وايطاليا ٦٧٠٣٤٧ سائحا كانوا في حدود ٩٥١٣٧٠١ سائح عام ٨٠٠٢ . ووفقا لتقديرات الخبراء ونتيجة لهذه الزيارات الودية التي قام بها رئيس الجمهورية لهذه الدول فانه من المتوقع ان ترتفع اعداد السياح الوافدين من الدول الاربع ما بين ٥١٪ و٥٢٪ خلال الموسم السياحي القادم.. هذه الزيادة هي انعكاس طبيعي للتحسن في مناخ العلاقات مع هذه الدول والتي من المؤكد ان السائح الذي يحمل جنسياتها سوف يتجاوب معه عندما يفكر في القيام برحلة سياحية.