ومضة ضوء ………..ل الكاتب محمد مصطفى
محنة الخلط بين السياحة والدعارة !
يغضب البعض عندما نصف المحليات بالفساد وأنها وراء معظم السلبيات التى يذخر بها الشارع المصرى ، وبالطبع فإن هذا الإتهام لا يشمل ( بعض ) الشرفاء الذين ينتمون الى هذا الجهاز ، لكن الواقع يؤكد أن نسبة الإنحراف كبيرة جداً فى المحليات التى بيدها سلطة اصدار التراخيص والموافقات ، ومن بينها الترخيص بإقامة الكافيهات والكافتيريات وسط الكتل السكانية المزدحمة .. تلك الكافيهات التى تحول بعضها الى ” كباريهات ” تسهر حتى الصباح ويحدث داخلها كثير من الموبيقات والممارسات غير الأخلاقية تحت شعار بائس هو تشجيع السياحة العربية .. هذه السياحة التى نرحب بها ونتمنى ازدهارها ولكن ليس على حساب قيم المجتمع وتعاليم الأديان ..
إن هذه الكافيهات يُقبل معظم روادها عليها بعد الحادية عشرة مساءاً ويستمر توافدهم حتى الصباح وتكتظ المنطقة أمامها بسيارات الرواد وتتحول الى تكدس رهيب ، إضافة الى مشاهد العبث التى تبدأ من خارج الكافيهات وحتى داخلها دون أى خجل .. وبعض هذه الكافيهات يعتبر كمركز لتجمع الساقطات وليأتى الزبائن لإصطحابهن عينى عينك أمام سكان العقارات المجاورة !! .. هؤلاء السكان الذين كثيراً ما ارتفعت أصواتهم بالشكوى والإستياء لكن الفساد فى بعض الأجهزة يكون صوته أعلى وسلطته أقوى ، فيصبح غض النظر هو الرد على الشكاوى ومشاعر الإستياء ..
والأغرب أن أحد هذه ” الأوكار” سبق أن قام الدكتور “فتحى سعد ” محافظ الجيزة السابق بإغلاقه بعد شكاوى السكان ولغياب كثير من اشتراطات الترخيص ، واستمر ذلك لعدة أشهر ، لكنه عاد من جديد يفتح أبوابه ويمارس نشاطاً أكثر شراسة عما سبق متحدياً كل القوانين والمشاعر بعد أن حصل على مهلة لإستكمال بنود الترخيص ( !!! ) .. والغريب أيضاً أن محافظ الجيزة الحالى كان قد أصدر قراراً منذ أسابيع بانتهاء عمل هذه الكافيهات
عند منتصف الليل ، لكن الواقع أنها تبدأ ممارسة نشاطها العبثى فى ذلك الوقت وحتى الصباح .. ولا أتصور أن هناك قانوناً يسمح بأن تستمر مثل هذه المنشــآت تعمل ليل نهار ، وأعتقد أن هناك جهات من سلطتها تنفيذ القانون ، لكنه وكما قلت ” الفساد ” !! .
وبالطبع فإن لكل شىء ثمناً ، وأن غض النظر عن تنفيذ القانون لا يمكن أن يكون بلا مقابل .. ان مشكلة مصر الأساسية تتركز فى غياب الرقابة سواء بترهل الأجهزة الحكومية أو بالأموال الحرام التى تدخل جيوب بعض المسئولين عن الرقابة ، وأجد نفسى أختلف مع التفسير الذى يطرحه البعض بأن الفساد سببه الأساسى هو ضعف الدخل وغلاء المعيشة وقلة الموارد ، فإذا أخذنا بهذا التفسير سنجد أنفسنا أمام كارثة لأن هذه الاسباب تنطبق على أكثر من 80 % من الشعب المصرى ..
واذا قبلنا تلك التفسيرات البائسة ستكون دعوة لمزيد من الفساد والتسيب .. وقد سمعت تبريراً أكثر سوءاً لممارسات هذه الكافيهات والكافتيريات التى تحولت الى كباريهات بأنها تضم عمالاً وموظفين وتخفف من أزمة البطالة الطاحنة ، وبالطبع فإن عاقلاً واحداً لا يقبل بهذا التبرير ولنتذكر الحكمة القائلة ” تموت الحرة ولا تأكل بثدييها ” .
اننا لا نريد أن يتحول موسم السياحة العربية الى عبء على قيم مجتمع محافظ ومتدين ، والواقع أن غالبية السياح العرب الوافدين الى مصر هى عائلات محترمة نرحب بها وندعو للمزيد منها بزيارة مصر ، أما القلة من الشبان العابثين فإنهم لا يمثلون إلا نسبة ضئيلة من السياحة العربية الوافدة .. ولهؤلاء نقول أهلاً بكم فى بلد الأزهر والأكثر من الف مئذنة .. فى بلد يحترم الأديان السماوية والقيم الإجتماعية ..
فلا تعبثوا أيها الأشقاء فى قيمنا وتستفذون مشاعرنا من خلال تلك القلة التى تتعامل مع مصر بصورة لا نقبلها ولا نشجع على استمرارها .. أما أصحاب بعض هذه المنشآت الذين اعتادوا المال الحرام ويحصلون عليه بأى ثمن أو وسيلة .. فنقول لهم اتفقوا الله فى أنفسكم وفى جيرانكم وفى أرزاقكم .
اننا نعرف أن كثيراً من الأجهزة والهيئات تتحمل نصيباً مما يحدث من تجاوزات فى هذه القضية يأتى فى مقدمتها المحليات التى تملك حق اصدار التراخيص ، وكذلك ادارة المنشآت السياحية بوزارة السياحة ، وادارة المرور التى تغض النظر عما تحدثه هذه المنشآت من ازدحام كبير أمامها ، علماً بأن موافقة المرور على ترخيص هذه الكافيهات عامل أساسى للحصول على الترخيص ..
كما أن هناك دور غائب لمباحث الأداب التــى لا يمكن أن يكون ما حدث بعيداً عن أنظارها ، وهناك كذلك هيئات أخرى متهمة بالتقصير مثل الصحة والدفاع المدنى والبيئة ، ومعظم هذه الهيئات يحدث بينها وبين أصحاب هذه المنشآت (تطبيع) واتفاقية شهيرة فى بلدنا هى ( غض النظر مقابل المعلوم).
يبقى أن أقول أن شهر رمضان على الأبواب .. شهر الصوم والقرآن .. فهل سيستمر هذا العبث والمجون والتسيب خلال هذا الشهر الكريم .
للتواصل مع الكاتب كمحمد مصطفى مباشرة يرجى مراسلته على البريدالالكترونى Egcmedia @ hotmail.com