رأس البر تحتاج للترويج لجذب السياحة الخارجية

طبعا بمرور السنين وتمشيا مع التطور الذي تشهده الحياة وما يحدث من مستجدات فقد كان طبيعيا ان يتغير مصيف رأس البر التاريخي‮ كان مقصدا سياحيا صيفيا جاذبا للمشاهير وعلية القوم في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ولكنه تحول بمضي هذه السنين وبعد بروز مقاصد سياحية جديدة في الساحل الشمالي والبحر الاحمر إلي مصيف للسياح المصريين خاصة سكان منطقة الدلتا وكذلك بعض الفئات المتوسطة وما دونها‮.‬

واذا كانت رأس البر اصبحت وقفا علي المصيفين المصريين خلال فصل الصيف‮.. ‬فإنه يمكن وبعد التطوير‮ ‬الكبير الذي شهده علي يد محافظ دمياط الدكتور مهندس محمد فتحي البرادعي الاستفادة منه لجذب السياحة الخارجية خلال شهور الخريف والشتاء حتي شهر ابريل‮. ‬ان الطقس في هذه الفترة يعد مناسبا ونموذجا لاستقبال آلاف السياح الذين يتطلعون لقضاء اجازاتهم‮ ‬علي شواطيء تتمتع بالمياه الدافئة والشمس الساطعة طوال هذه الفترة‮ ‬،‮ ‬كل ما هو مطلوب هو قيام الشركات السياحية بحملات ترويجية بمساعدة هيئة تنشيط السياحة التي من مصلحتها توسيع رقعة المقاصد والمزارات السياحية‮ . ‬ويمكن ان تسجل مثل هذه البرامج السياحية‮ .

 ‬زيادة عدد من المناطق الاثرية التي تنتشر بالقرب من هذه المناطق بالاضافة إلي بعض المواقع التاريخية في المنصورة ودمياط‮ . ‬ولعل ما يساهم في انجاح هذه البرامج توافر الطرق الحديثة الممهدة وفي مقدمتها الطريق الساحلي الدولي‮.‬
من ناحية اخري فانه يمكن الربط بين امكانات ميناء بورسعيد التي لا يتعدي طوله بالطريق الساحلي سوي خمسين كيلومترا فقط وبين برنامج زيارة رأس البر‮.‬

استطيع ان اقول ان هناك فرصة للتنمية السياحية الخارجية إلي هذه المنطقة لو خلصت الارادة والنية لدي الشركات السياحية‮. ‬من المؤكد ان توافر اماكن الاقامة لهؤلاء الوافدين باسعار معقولة بالاضافة إلي عوامل الجذب السياحي التي تنفرد بها رأس البر وتتجسد في لقاء نهاية النيل عند المصب بمياه البحر المتوسط‮.‬
وقد تمكنت عمليات التطوير في هذه المنطقة ان تجعل منها مزارا سياحيا فريدا يتمتع بالجمال والتسهيلات سواء من خلال السير علي الاقدام أو استخدام البواخر والسفن المجهزة للابحار بين النيل والبحر المتوسط‮.‬

وتجاوياً‮ ‬مع جهود التطوير التي شملت الشوارع والمباني بتخطيط‮ ‬يتسم بالجمال كان لابد من اقامة مشروع فندقي علي اعلي مستوي للاستفادة من المنطقة المميزة المطلة علي اللسان الممتد بين النيل والبحر المتوسط‮ . ‬هذا الفندق الذي بدأ العمل فيه يتكون من خمسة طوابق وتطل جميع‮ ‬غرفه علي نهر النيل عند مصبه وعلي البحر المتوسط‮.. ‬وهو مجهز بكل الامكانات سواء حمامات سباحة أو مطاعم أو قاعة للاجتماعات والاحتفالات‮. ‬من المؤكد ان وجود هذا المشروع الفندقي سوف يكون عاملا مهما لجذب نوعيات جديدة من السياح إلي مصيف رأس البر‮. ‬وقد شملت عملية تطوير رأس البر ومدينة دمياط اقامة كورنيش يمتد لعدة كيلومترات علي شاطيء النيل وهي ما يسمح للرواد بقضاء وقت ممتع‮. ‬وقد تم استخدام الحواجز المائية لخلق خليج مائي علي طول شاطيء البحر من اجل اعادة الشواطيء الرملية التي كانت موجودة من قبل‮.‬

واستنادا إلي ان عملية التنمية السياحية تحتاج إلي الخيال والفكر المتجدد‮.. ‬فقد خطط المحافظ البرادعي لاقامة‮ »‬مشروع رأس البر زمان‮ « ‬روعي في تصميمه التمتع بالخصوصية وسهولة الوصول الي البحر‮. ‬كما تم ايضا احياء شاطيء النخيل وشاطيء الجربي وتزيينه بالنخيل والشماسي المصنوعة من سعف النخيل الجاف‮. ‬ولتسهيل المرور خلال رحلة الذروة ومنعا للحوادث فقد ألغيت جميع الميادين والتقاطعات وتم استبدالها بمحاور دورانية تحقق السيولة والامان‮ . ‬ومن اجل اتاحة فرص الترويج لزوار رأس البر فقد شيد مسرح مكشوف في الجهة الشرقية يطل علي النيل قبل الالتقاء بالبحر يمكن استخدامه لاقامة العروض المسرحية والفنية المختلفة‮.‬
انني وبعد الزيارة التي امتدت لمدة ساعات لدمياط ورأس البر لا يسعني سوي ان اعبر عن سعادتي بما شاهدته والذي اعاد إلي ذهني ذكريات جميلة لهذا المكان‮.‬