بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
صحيح ان مصر بحكم التاريخ والروابط والامكانات غير المحدودة تعد المقصد السياحي النموذجي للاشقاء من ابناء الدول العربية. وقد كانت مصر خارج المنافسة لقضاء الاجازات بالنسبة لاجيال واجيال من هؤلاء الابناء إلا انه ونتيجة للتطورات التي شهدها العالم ومنها المنطقة العربية وللتغييرات التي استجدت علي مجتمعاتها فقد كان طبيعيا امتداد هذه التغيرات إلي فكر واتجاهات الاجيال الجديدة فيما يتعلق باختياراته للمكان الذي يقضي فيه اجازات، انطلاقا من هذه الحقيقة التي اصبح علينا ان ندركها ونفهمها فقد تصاعدت المنافسة علي السوق السياحي العربي خاصة بعد ارتفاع مستوي معيشة ابنائه نتيجة زيادة الدخل البترولي.
ولقد دخلت حلقة المنافسة إلي جانب الدول الاوروبية العديد من الدول الاسيوية مثل ماليزيا وتايلاند والهند بالاضافة إلي استراليا التي استحوذت علي اعداد متصاعدة من السياحة العربية.
تماشيا مع هذه التطورات التي شهدها العقدان الاخيران فقد اصبح لزاما علي مصر التخلي عن الشعار الذي كان يحكم تعاملها مع السياحة العربية والذي كان يقوم علي عبارة »انهم قادمون قادمون«. كان من الضروري بل من المحتم ان تتغير استراتيجيتنا تجاه السياح العرب وان نكون جاهزين لهذه المرحلة بدراسات جدية تضع في اعتبارها متطلباته والمتغيرات في مزاج هذا السائح بما يؤدي إلي توفير احتياجاته مع مراعاة ان قطاعا كبيرا من هؤلاء السياح اصبحوا من الموظفين وهو ما يتطلب مراعاة معقولية الاعباء المالية والخريطة الاجتماعية السائدة حاليا في المجتمعات العربية.
وفقا لهذه الاوضاع التي اصبحت تحكم الاسواق السياحية العربية فقد اصبح علينا ان نؤهل انفسنا منذ سنوات لمواجهتها وتأهيل اجهزتنا السياحية الرسمية وقطاع الاعمال للتأقلم مع هذه المسارات الجديدة. التحرك علي هذا الطريق سعيا إلي النجاح المأمول في استمرار تدفق السياحة العربية بالحجم المطلوب اصبح يتطلب منا الدخول في دائرة المنافسة مع استثمار المقومات التي تميزنا عن المنافسين وهي كثيرة وجاذبة إلي اقصي حد للسائح العربي.
اهم ما نحتاج اليه في هذا المجال هو العمل علي اشعار هذا السائح بانه إلي جانب الاستمتاع بالمميزات التي تنفرد بها رحلته السياحية إلي مصر. سوف يحظي بالرعاية وكافة التسهيلات منذ لحظة وصوله وحتي مغادرته للاراضي المصرية وان يكون شعوره بانه في بلده وبين اهله واقعا تؤكده الاجراءات والسلوكيات.
من ناحية اخري فانه لابد من التركيز في حملات الدعاية علي عدد من النقاط الاساسية التالية:
مصر. . انسب مكان لسياحة الاسرة العربية من ناحية الامن والامان والحفاظ علي الاخلاق والتقاليد.
توافر اوجه الترويح المتمثلة في الحفلات الفنية والمسارح وزيارة الاستديوهات الفنية والمعالم الاثرية اسلامية وقبطية وفرعونية.
وجود شواطيء لا مثيل لها في العالم وطقس يوفر الاستمتاع بقضاء اجازة رائعة.
الترويج الاعلامي للحوافز التي قررها وزير الطيران لرحلات الطيران السياحي الخاصة وكذلك الاسعار المخفضة لشركات الطيران التي تعمل بين العواصم العربية والقاهرة وكل المقاصد السياحية.
التأكيد علي أنه لا تفرقة في المعاملة بين السائح العربي والسائح الاجنبي في تكاليف الاقامة بالفنادق وفقا للاجراءات التي تم اتخاذها من جانب اتحاد الغرف السياحية وغرف الفنادق.
تنظيم حملات اعلانية واعلامية حول توافر مراكز التسوق في مصر علي اعلي مستوي من خلال فروع شركات الانتاج العالمي خاصة في مجال الملابس.
التوسع في حل مشاكل مستوي وسائل النقل في القاهرة ورفع مستوي الخدمات علي الطرق لتسهيل حركة سيارات السياحة.
في اعتقادي ان مراعاة كل هذه العناصر والتي يتوجها اقتراب شهر رمضان المبارك باجوائه الخاصة جدا في مصر والتي لا يوجد لها مثيل في اي دولة عربية أو اسلامية.. يمكن ان يساهم في استقبال مصر لموسم سياحي عربي ناجح.