عندما وصلتني دعوة لحضور ورشة عمل بعنوان (السياحة تثري )ماجت صور في ذهني عن السياحة في وطننا، سياحة دينية حيث يوجد الحرمان الشريفان ، وحيث توجد طرق المرور لهما عبر شرق البلاد وغربها ، ومواسم الحج والعمرة ..
طاف في خاطري قلعة تاروت وساحل دارين ومسجد جواثا ، وآثار من مروا هنا وهناك قبل الإسلام وقبل ميلاد السيد المسيح. ، أصحاب الأخدود في نجران ، ومدائن صالح قرب المدينة المنورة ، والآثار الإسلامية في كل مكان من الجزيرة وقلاع العثمانيين . أشياء جميلة وفريدة.
( السياحة تثري ) ..ورشة عمل قدمتها هيئة السياحة والآثار، في الغرفة التجارية بالشرقية . وقبل أن اتناول هذه الورشة أحب أن أذكر بالخير الغرفة التجارية بالشرقية ، فهي مكان أنيق وجميل لمن يريد عمل نشاط منبري ثقافي أو اجتماعي ، تبدو السيدات العاملات بها على قدر كبير من المهنية ومن الحرص على أن يكون العمل كاملا من جميع جهاته. لذا يجدر بي شكر السيدتين ،أ. هند الزاهد وأ.حنان الوابل ، وجميع العاملات في الغرفة التجارية وأيضا مركز سيدات الأعمال الذي يبث روح النشاط والحماس في المرأة بالمنطقة! . كما لابد من شكر مدربة الورشة أ. منيرة الحربي .
( السياحة تثري ) عندما أكملت الورشة لمدة أربع ساعات ، كنت قد خرجت وفي بالي سياحة نظيفة، وهذه النقاط :
أولا : أن السياحة مشروع وطني كبير، هذا المشروع بحاجة لمساندة وهذه المساندة لا تقتصر علينا كأفراد ، سواء كتابا أو تجارا ، أو أصحاب مشاريع أو مواطنين مستفيدين مما يقدم فقط .
ثانيا : أنه بدون حماية كاملة للآثار بقوة القانون بل ويعاقب من يمسها بسوء ، أو ان تهدم لصالح أي مشروع كان حتى ولو شق طريق .كما لابد من الصيانة المستمرة والمحافظة على شكلها الأساسي .. ومن المحزن أن نجد آثارا قد دمرت أو أسواقا عريقة تاريخيا تحترق بسبب شرارة كهربائية. كما لا أظن ان الهيئة الموقرة قد غفلت عن تسجيلها لدى اليونسكو . مثل ذلك الصناعات البيئية والشعبية والتراثية ولابد من حمايتها وإقامة معاهد خاصة بها او على الأقل دورات تدريبية مكثفة .
ثالثا : الثقافة السياحية ضرورية وأعني بها التقدير المادي والمعنوي للسياحة ، هذا التقدير يتشعب كثيرا حتى يصل إلى أدق الأشياء ، فلا سياحة بلا طرق سهلة وواضحة ، ولا سياحة بدون خدمات متكاملة ، وخاصة على الطرق وبالأخص المرافق الصحية ، وتنظيم وتطوير أمور السكن والأمان .. وبدون وجوه سمحة وأناس متعاونين .
رابعا: السياحة صناعة والصناعة تحتاج لأيد عاملة ، وسياحة تكون بيد عمالة وافدة لا تمثل البلد ، لذا لابد من إعداد قادة للصناعة السياحية ، عبر كليات ومعاهد خاصة . في جامعة الملك خالد بالجنوب هناك كلية للسياحة، لذا يجب أن تعمم كليات السياحة والآثار.
خامسا : كي تثري السياحة ماديا ومعنويا لابد من التأسيس لها تأسيسا جيدا وعلى قواعد علمية ومهنية ، والمردود يحسب به أيضا فرص التلاقح الثقافي سواء بيننا كأبناء بلد واحد أو مع الأشقاء فيما جاورنا أو مع العالم ككل .
أشياء كثيرة تترابط مع بعضها البعض ، تصب في الصناعة السياحية .
أظن هناك الكثير مما يجب قوله ، لكني أقول السياحة فن وثقافة وصناعة وتسهيلات حكومية كثيرة .
على كلّ يسرني شكر الهيئة العامة للسياحة والآثار على تلك الورشة المثرية ، وقبل ان أنهي مقالي هذا في رأسي تدور فكرة الاستفادة من السياحة الدينية بتسهيل إطلاع الحجاج والمعتمرين على اغلب مناطق المملكة ، خاصة ونحن نطمح لسياحة نظيفة خاليا من ملوثات المجتمع والبيئة .