Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

الغردقة .. نموذج مطلوب تعميمه… مصريون مخلصون عملوا من أجل الله والوطن يستحقون أوسمة الريادة بقلم .. محمد مصطفى

الغردقة .. نموذج مطلوب تعميمه
مصريون مخلصون عملوا من أجل الله والوطن يستحقون أوسمة الريادة



تربطنى علاقة حب قديمة بمدينة ” الغردقة ” أهرع اليها كلما اشتاقت النفس للحظات من المتعة ، وهناك ارتمى فى أحضان الطبيعة السخية والطقس الرائع والخصائص الفريدة التى وهبها الله لهذه البقعة الرائعة من أرض مصر ..وفى كل زيارة أذهب الى أماكن بعينها فى محاولة لرصد التطور الذى حدث والتغيير الذى طرأ عليها .


*****
أمضيت مؤخراً أسبوعاً كاملاً فى رحلة جديدة الى الغردقة تحمل رقم ( 96 ) أى أننى قد زرت هذه المدينة الساحرة ( 95 ) مرة قبل زيارتى الأخيرة .. لقد استطاعت الغردقة من خلال التنمية المتكاملة على أرضها أن تحتل مكاناً بارزاً على خارطة السياحة الدولية ، وأن تشكل منتجعاً سياحياً عالمياً يجتذب مئات الآلاف من السياح من سائر بلاد العالم ، ولا تزال الغردقة تتطور كل يوم بل كل ساعة بفضل التخطيط العلمى والعمل الدؤوب والإدارة الواعية ، ولعل من أكثر العناصر التى ساهمت فى التنمية السريعة بالمنطقة هو وجود باقة من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين الذين قدموا المال والجهد والتضحيات الجسام وغامروا بمستقبلهم وبكل ما يملكون من أجل أن ترتدى الغردقة حلتها القشيبة وتبدو بهذا السحر والبهاء ..


*****


إن مجموعة المستثمرين القدامى الذين بدأوا رحلة الإستثمار عندما كانت المنطقة صحراء جرداء يحدها بحر ذو مياه صافية رقراقة وجبال تكمل لوحة طبيعية صنعتها يد الرحمن جل وعلا .. هؤلاء المستثمرون يستحقون الحصول على أوسمة ” الريادة ” .. والمراقب لنمو هذه المنطقة لابد أن يسجل بالتقدير أسماء سميح سويرس وسيف هيكل ووحيد رحمى وعلى رضا ومصطفى عدلى وسعيد الدالى وعلى خليل وكامل ابو على والراحل الكبير محمد سعيد ومحمد عبد المقصود وعوض عبد السميع اضافة لآل حويدق وكبيرهم محمدى حويـدق الذى بدأ المسيرة وكان واحداً من أهم رواد التنمية بالمنطقة ، وغيرهم وغيرهــم كثيريــن ممن لا تتســع مساحة هذا المقال لذكرهم ..


*****
فريق يوسف عفيفىلقد قاد الفريق يوسف عفيفى محافظ البحر الأحمر الأسبق هذه المجموعة وغيرها الى آفاق التنمية ولا يمكن أن يسقط من الذاكرة محمد عوض رئيس مدينة الغردقة فى عصر النهضة والذى كان الساعد الأيمن لمحافظها والداعم مجهوده ..
لقد استطاع يوسف عفيفى بحسه التنموى وخبرته الكبيرة فى القيادة ابان عمله بالقوات المسلحة أن يتفاعل مع أحلام هذه المجموعة ، وأن يصنع معهم وبهم ملحمة ستظل مسجلة بحروف من نور على جبين التاريخ .
كان يوسف عفيفى رجلاً حالماً يتمتع برؤية استراتيجية وبرغبة جانحة فى الإنجاز ولا أكون مبالغاً إن قلت أنه أحد البنائين العظام فى تاريخ مصر الحديث .. فأنا احد شهود هذه الحقبة حيث لم تكن هناك اية امكانيات مادية متوفرة وقتها ، فاستحدث الرجل اسلوباً جديداً حينئذ وهـو ” التمويل الذاتى ” وأشهد أن المستثمرين كانوا يدفعون بسخاء وبنفس راضية مرضية ، وقد شاهدت بعينى الفريق عفيفى وهو يذهب مع أحد المستثمرين ليقنع البنك بإقراضه ما يكفى لإتمام قريته السياحية .. كما شاهدت الرجل يقف بنفسه على رأس العمل فى كثير من المشروعات يحمس العاملين فيها ويشد من أزر أصحابها .. كثيرة هى التفاصيل التى اتمنى أن يأتى يوم تُدرس فيه كنموذج للبناء والتنمية بروح وثابة تبتعد عن الأضواء والتظاهر وتنحاز الى الإنجاز دون التشبس بشماعة ” نقص الإمكانيات ” ..


*****


فريق سعد ابوريدة وللفريق يوسف عفيفى كتاب هام سجل فيه تجربته أتمنى أن يعمم على المحافظات الأخرى لدراسة هذا النموذج الإيجابى .. واذا كان الفريق عفيفى قد بدأ الخطوات الأولى فى طريق الألف ميل فلابد من الإعتراف أنه بعدما ترك موقعه فى محافظة البحر الأحمر ليتولى محافظة الجيزة حيث تراجعت عجلة العمل لعدة سنوات ، ولم تنطلق بنفس السرعة الى أن جاء اللواء سعد ابو ريدة ليكمل مسيرة عفيفى، ويقدم جهداً تنموياً وميدانياً مهماً ساهم فى ايجاد قفزة نقلت محافظة البحر الأحمر الى آفاق رحبة بعد أن تشكلت كمنطقة سياحية من الدرجة الأولى ، وسانده جهاز معاون نشيط نذكر من بينه اللواء محمد البنان رئيس مدينة الغردقة السابق .
ولأن دوام الحال من المحال فقد سلم ابو ريدة الراية لمحافظ جديد ليعود الإيقاع الى الخلف وتتوقف الإنجازات لعدة سنوات .
وهنا أتوقف لأتساءل .. ما السر فى أن كل محافظ نشيط يذهب يأتى بعده محافظ كســول أو لا مبالى وهكذا ؟ !…



لواء مجدى القبيصىالمهم أن الإستثمارات الضخمة التى شهدتها الغردقة لم يكن بإمكان أحد أن يوقف انطلاقتها ، فبعد أن مرت فترة استرخاء جاء قرار تعيين اللواء مجدى قبيصى – محافظ الفيوم السابق- محافظاً للبحر الأحمر .. وكمراقب مهتم رحت أرصد خطواته والسياسات التى سيتبعها خاصة وأن القبيصى كان أحد القادة اللامعين فى القوات المسلحة ، وشغل خلال خدمته مواقع مهمة منها قيادته لسلاح المهندسين .. واستبشر المشتثمرون وأصحاب المشروعات خيراً بقدومه ، حيث كان قد عمل لسنوات طويلة رئيساً لهيئة التنمية السياحية وشهدت فترة رئاسته لها تجاوباً وتعاوناً مع المستثمرين ، حيث اتسمت سياسته بمساندة المستثمر ومساعدته انطلاقاً من شخصيته المتواضعة والودودة وهدوئه الفاعل .


***** 
اليوم .. ها أنا أتجول فى مدينة الغردقة بعد شهور من تولى اللواء مجدى قبيصى المسئولية ، وللحق أقول أن الرجل قد أعاد للمستثمرين ثقتهم فى التلاحم العضوى بين سلطات الدولة وقطاع الأعمال الخاص ، فالجميع هنا يشعر بالراحة والإطمئنان وأن العدل والشفافية هما المنطلق فى التعامل معهم .. أرى شوارع جديدة وأخرى قد تم توسيعها وملامح مشروعات بدأت رغم الظروف الإقتصادية الصعبة التى يمر بها العالم أجمع وتلقى ظلالها على مصر .. النظافة فى مدينة الغردقة تضارع المدن الأوربية .. سألت عمن يقف وراء المظهر الحضارى الذى تبدو عليه مدينة الغردقة قالوا : أن المحافظ بنفسه يرعى هذه العملية ، لكن هناك اياد فاعلة ومخلصة تعاونه وذكروا لى اسم اللواء سعيد جبر رئيس مدينة الغردقة الذى يواصل الليل بالنهار لإنجاز مهامه ، ويسهر فى مكتبه حتى الساعات الأولى من الصباح ليكمل مسئولياته الإدارية ..


قررت أن أشاهد بنفسى مبنى مجلس المدينة لأقف على خدمة المواطنين التى كانت قد شهدت تراجعاً كبيراً فى عصر المحافظ السابق .. أشهد بالله أن الصورة قد تغيرت تماماً .. نوافذ يجلس خلفها موظفون منضبطون يؤدون عملهم فى بشاشة وسلاسة ومعاملة كريمة ، بينما باب رئيس المدينة مفتوح للمواطنين لمعالجة الأمور المعقدة .



وفى الغردقة سمعت كلاماً طيباً واطراء عن رئيس حى شمال الغردقة اللواء أحمد على الذي يبذل جهوداً جبارة من أجل أن يبدو جزء مهماً من المدينة فى ابهى صورة ، وهناك المهندس حسن عباس رئيس حى الجنوب الذى يشاركه ذات الأداء المتميز .
وقفت ألملم مشاعرى وأدعو الله لهؤلاء الرجال ومساعديهم أن يبارك لهم وأن يزد من أمثالهم ممن يحتاج الوطن اليهم ..


*****
لواء على رضاوفى نهاية جولتى ذهبت للقاء صديقى اللواء على رضا رئيس جمعية الإستثمار السياحى بالبحر الأحمر .. أسأله عن الأحوال خاصة فى ظل أزمة الإنحسار السياحى وكيف تواجهها المنشآت السياحية العملاقة بالغردقة .. وكأن على رضا قد استكثر علىّ مشاعر البهجة والإرتياح التى استمتعت بها خلال جولتى فى معشوقتى الرائعة ” الغردقة ” .. أطلعته على انطباعاتى لكنه صارحنى بأن ما رأيته هو جهد رجال مخلصين عاشقين لوطنهم ، لكن الصورة فى جانبها الآخر – جانب المستثمرين – تحمل ثقوباً وتشويشاً مما يتحمله المستثمر من ضغوط من جهات عديدة تجعل الإستمرار صعباً بل مستحيلاً ، وأنه لابد أن تتصدى الدولة لبعض الجهات التى تترك الإستثمارات فى واد بينما هى فى واد آخر .. ولأن ملاحظات رئيس جمعية الإستثمار السياحى بالغردقة تستحق مقالاً آخر ..
فإلى اللقاء .

محمد مصطفى


Egcmedia @ hotmail.com للتواصل مع الكاتب مباشرة رجاء الكتابة له على هذا البريد الالكترونى

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله