Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

ثقافة أية وكلام فاضى أيه…"الناس مش حسه بحاجة من جريها وراء لقمة العيش!؟ " ايمن القاضى يكتب

توقفت كثيرا عند حديث أحد الأصدقاء خلال جلسة على أحد المقاهى بوسط العاصمة ، وتطرق حديث الجالسين الى ما يردده البعض من أزمة ثقافة ومثقفين ، ودور وزارة الثقافة ، وقضايا الآثار المصرية ومشروعات الحفاظ عليها وترميمها ، وغيرها من الموضوعات التى تشغل بالنا نحن الصحفيين الذين نمتهن هذه المهنة ونتخصص فى الشأن الثقافى فى مصر .


والغريب أن ما أزعجنى هو عدم إحساس هذا الصديق الذى يعد من المتابعين للشأن الثقافى وقارى جيد ، ويطلق عليه كلمة ” مثقف ” بحجم التطور الثقافى والإنجاز الذى تحقق خلال السنوات الماضية على مستوى البنية الأساسية ، للمؤسسات الثقافية فى مصر ، والدعم ومشروعات الحفاظ على تاريخنا وأثارنا فرعونية كانت او اسلامية او قبطية ، وكانت مقولته التالية ” ثقافة أية وكلام فاضى أيه … الناس من حسه بحاجة من كتر جريها وراء لقمة العيش ” هى التى جعلتنى أتساءل وأتنبه لخطورة القضية .


والتساؤل الذى أحاول الإجابة عنه حتى الآن ، كيف سنحافظ نحن المصريين المواطنين العاديين على انجازات ثقافية او أثرية ونطورها ، ونحن لا نشعر حتى بوجودها او أنه تم انجازها وصرف عليها ملايين بل مليارات على مدار سنوات طويلة .. هى المشكلة فى الإعلام والصحافة المنشغلين بأمور السياسة داخلية وخارجيا ، أم فى المثقفين أنفسهم الذين انشغلوا بهمومهم الخاصة ، وأجندتهم الشخصية عن التعريف بهذه الانجازات بدعمها والتعريف بها للمواطنين المصريين وتوجيههم بكيفية استغلالها والحفاظ عليها كون مردودها سيكون على الجميع ثقافيا واقتصاديا ، وحتى سياسيا واجتماعيا ، واذا لزم الأمر كشف العيوب فى هذه الانجاز والهفوات والأخطاء التى اقترفت عن عمد او غير عمد ومحاولة توجيه المسؤولين لتصحيحها او حتى ايقافهم والاستعانة بذوى الكفاءة كون هذا المنجز الثقافى او الأثرى ملك لنا جميعا ، وعلينا جميعا مسؤولية متابعته .


لو تحدثنا عن المنجز الثقافى والأثرى فى مصر خلال العشرين عاما الماضية سنجده كثير جدا ، لا تستوعب هذه المقالة او الوقت لسرده وعرضه ومناقشته بحيادية ، والتعرف على النقاط المضيئة به والسلبيات التى تمت ، لكن يمكن أن نناقش ذلك فى مقال لاحق ، لكن ما يهمنى هو أنه لا احد يشعر باى شىء خارج أطار اهتماماته ، والغريب أنه لا يهتم حتى بالتعرف على ما هو يدور بالخارج ويؤثر على مجاله بالسلب او الايجاب … والحقيقة التى يجب أن نستوعبها هو أن كل شىء يدور فى فلك شىء آخر ، وحياتنا حلقات متصلة غير منفصلة ، فاذا تحدثت عن انجاز اجتماعى ستجد نتيجته ايجابيات ثقافية واخرى سياسية وبالتالى رفاهية اقتصادية ، فلا شىء حاليا فى مصرنا العزيزة لا يؤثر على شىء ، فاذا اختلف الساسة ، تعرض الاقتصاديون لكبوات ، وشعر بها المواطنون ، فانصرفوا عن ثقافتهم وسخطوا على عيشتهم ، ونسوا أهمية تراثهم وموروثاتهم وبحثوا فقط عن كيفية توفير لقمة خبز غدا لاسرتهم التى تنتظرهم ، فبداية الخيط هى توفير الحد الأدني من الحياة الكريمة للاسرة المصرية ومنها المثقف المصرى وبعد ذلك نطلب منه الحفاظ على ثقافة المجتمع وتاريخه وآثاره ، فمن يحافظ على الثقافة والأثار ” هو أنا ، وأنت ، وهو ، وهى ” التاجر والسائق والموظف والمثقف وسيدة البيت والطالب والتلميذ ، فكيف لهؤلاء ان يحافظوا أو يصونوا أشياء لم نشعرهم أنها ملكهم ، ونطالبهم بالمحافظة عليها ونحن لا نستطيع الحفاظ على توفير لقمة العيش الكريمة لهم ولو ليوم واحد .

والخلاصة أنه علينا التعامل مع هرم احتياجاتنا بواقعية شديدة ، فلقمة العيش والحاجة للمال والمسكن والملبس فى قاع الهرم ، والغالبية العظمى تعيش فى هذا القاع ، ولظروف نعيشها جميعا لا تستطيع ان تنظر او تصعد درجات الهرم الأخرى ، والتى من بينها الاحساس بالامتلاك سواء لمسكن او سيارة او أجهزة حديثة اوغيرها ، وفى درجة من هذا الدرجات قبل قمة الهرم سنجد ” الثقافة والفن والأدب ، والإحساس بالحضارة والآثار والاستمتاع بموروثات الأجداد ” جميعها قابعة فى هذه الدرجة تنتظر أن يعبر من فى قاع الهرم كبواتهم وازماتهم لكى يتنبهوا لهذه الدرجة ويتعلمون كيفية استيعابها والتعامل معها والاستفادة منها …. وفى اعتقادى الشخصى أننا سننتظر سنوات طويلة أخرى لكى نصل الى هذه الدرجة ، وسنوات أطول لنصل لقمة الهرم !!؟

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله