ليس دفاعاً عن الولايات أو تعاطفاً معها ولكنها الحقيقة. فقد شهدت الولايات في السنين الماضية خلال فترة تطبيق نظام الحكم الاتحادي نمواً وتطوراً في مختلف المجالات، خاصة في مجال الخدمات السياحية كخدمات الإيواء والنقل السياحي والمحلات العامة والاتصالات والمنتجعات والقرى السياحية ومنتزهات الأسر والأطفال وغيرها. كما شهدت حواضر الولايات أيضاً تشييد العديد من قاعات الاجتماعات الحديثة مما يجعل الولايات مؤهلة تماماً للمساهمة في تنمية وازدهار سياحة المؤتمرات على مستوى البلاد.
فمعروف أن هناك ولايات زراعية، وولايات تزخر بثروة حيوانية، وأخرى تتمتع بجمالات طبيعية نادرة وتراث شعبي ثر ومتنوع وآثار خالدة لممالك وثورات وحضارات.. إذاً فالضرورة تقتضي الانفتاح على الأقاليم بتوزيع والاجتماعات الاقليمية التي يستضيفها السودان من حين لآخر، على مختلف الولايات خاصة المؤتمرات والاجتماعات التي تتعلق بالتنمية الزراعية والثروة الحيوانية كمؤتمرات الزراعيين العرب والبياطرة الأفارقة وغيرها، آخذين في الاعتبار أن عدد المشاركين في مثل تلك المؤتمرات والاجتماعات الإقليمية يكون عادة في حدود متواصفة تسمح ظروف الولايات ومنشآتها الإيوائية وقاعات اجتماعاتها من استضافتها بالصورة المشرفة المطلوبة.
إن توزيع المؤتمرات والاجتماعات الإقليمية على ولايات البلاد المختلفة سيحقق بجانب الانفتاح على الأقاليم الأهداف التالية:
أ. التعرف ميدانياً على إمكانات الولايات وبالتالي المشاركة بالرأي والخبرة في كيفية استغلالها وتطويرها ومعالجة بعض مشاكلها وإتاحة الفرصة للولايات لطرح رؤيتها تفعيلاً لمبدأ الشراكة (The Partnership) الذي عم كل البلدان المتقدمة.
ب. الإعلام عن الولايات المضيفة حيث تعتبر السياحة عموماً وسياحة المؤتمرات على وجه التحديد، أداة فعالة في التعريف بنماء وتطور وازدهار البلد المضيف.
ت. المساهمة في تحريك وتفعيل كل الصناعات والأنشطة المتصلة بالسياحة في ولايات البلاد وهي تتجاوز المائة وأربعين صناعة رئيسية وفرعية مما يساعد في تخفيف حدة الفقر وتحقيق التوافق الاجتماعي خاصة في الأرياف والمناطق النائية.
ث. العمل على تنمية وتطوير سياحة المؤتمرات في البلاد كنشاط مهم حيث أخذت كل بلدان العالم تهتم بها من منطلق أنها سياحة جماهيرية ذات مردود كبير اقتصادياً واجتماعياً وإعلامياً وثقافياً وتربوياً وسياسياً.
ج. زيادة ورفع معدلات الوعي السياحي بين المواطنين في مختلف الولايات بجانب تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مجال المشروعات السياحية في شتى ربوع البلاد.
فالذي نأمله من الجهات المختصة إعطاء هذا الموضوع كل عناية واهتمام والله الموفق.
عثمان إبراهيم محمد