Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الجزء الثانى …عبدالحليم مع مع المُوجي والطَّويل وبَليغ

مرت علاقة عبد الحليم بالملحنين الذين عملوا معه بمراحل عديدة ومثل كل منهم بصمة في مسيرته، فقد شهد كل من محمد الموجي وكمال الطويل مرحلة البداية، ورغم ما قدماه في مسيرة عبد الحليم من روائع لكن مشاعر الغيرة لم تقترب منهما وسارا معاً مشوارهما الطويل بجوار حليم، فقد كان لكل منهما خصائصه ومميزاته وطابعه، كان الطويل غزير الموهبة والجملة الموسيقية لديه شديدة الثراء وبسيطة في نفس الوقت، كما برع “كمال الطويل” في تلحين الأغاني الوطنية التي تمثل مرحلة مهمة في مسيرة “عبد الحليم حافظ”.
أما الموسيقار “محمد الموجي” فقد كانت موهبته مقرونة بالعلم وأصول الصنعة وكانت بدايته مع حليم في أغنية “صافيني مرة” و “يا مواعدني بكرة” ثم قدما مجموعة من الأغاني الخالدة التي سطرت بداية رحلة النجاح والمجد التي شهدت من ألحان الموجي روائع خالدة خاصة قصائد “قارئة الفنجان”، وحبيبَها، و”رسالة من تحت الماء”، وغيرها.
ووسط تألق الموجي والطويل ظهر بليغ حمدي ولفت الأنظار بشدة عندما قدم مذاقاً جديداً في أغاني “عبد الحليم” من خلال لحنه “تخونوه” وبدأت موهبة بليغ ورغبته في تطوير “الفلوكلور” فلقي هوى في نفس “عبد الحليم” لتبدأ مرحلة أخرى أفرزت أغنيات “سواح”، و”التوبة”، و”على حسب وداد قلبي” وغيرها، وقد وجد هذا اللون استجابة وصدى كبيراً أُضيف إلى رصيد كليهما.

إِعجابٌ مُشْتَرك
أما علاقة العندليب الأسمر بموسيقار الأجيال “محمد عبد الوهاب” فقد تميزت بالخصوصية، أحبَّ عبد الوهاب حليما حباً جماً وكان يرى فيه مزايا فنية عديدة، فهو ذو أذن دقيقة واعية، والواقع أن “عبد الحليم” تعلم فن الحياة على أيدي مجموعة من العباقرة من بينهم “عبد الوهاب” الذي كان يعشق من بين أغانيه “يا اللي الهوى خالك”، وعلى الرغم من الإعجاب المشترك بين النجمين الكبيرين لكن التعاون الفني بينهما جاء متأخراً، إلا أن الأعمال التي قدماها كانت في قمة الروعة مثل – أنا لك على طول – توبة – شغلوني – أهواك – ظلموه – قولي حاجة – لست قلبي – ضي القناديل – لا تكذبي وغيرها من الأغاني التي بلغت 29 أغنية.

مِشْوارُ حيَاتِهِ بالصُّوَر
إن حكاية المصور الفنان “فاروق إبراهيم” مع “عبد الحليم حافظ” تضم تفاصيل شائقة يرويها “فاروق” قائلاً: بدأت مع عبد الحليم من بداية المشوار.. مشوار صعب مليء بالأشواك، ومليء بالزهور أيضاً، لقد تقابلنا في مرحلة الفقر لكن الفارق أن ما كنت أكسبه أنا كنت أنفقه وحدي، أما ما كان يكسبه هو فقد كان ينفق ثلاثة أرباعه على الأدوية، ويمضي “فاروق إبراهيم” قائلاً: “عبد الحليم” كان صاحب الفضل في نجومية كل من اقتربوا منه؛ أخذ بأيديهم جميعاً للأمام وبصراحة هو كان صاحب فكرة أن يؤرخ حياته بالصورة، وكان أول فنان يكون له مصور خاص، لقد صحبته في كل سفرياته وأخذت له أماكن مميزة للتصوير وسجلت كل لحظات السعادة والألم والإبداع في حياته .. إن لدي أكثر من 150 ألف صورة لحليم.
وأترك رواية “فاروق إبراهيم” قليلاً لألتقط خيط هذه العلاقة المميزة من مذكرات مجدي العمروسي الذي يقول: لم يحدث أن رأينا عبد الحليم معجباً أو منبهرا بمصور معين، وفجأة وجدت “عبد الحليم” يصاحب “فاروق إبراهيم” ويحضره معه للمنزل باستمرار، وكان عبد الحليم لا يتركه أبداً يذهب قبل أن يتناول معنا طعام الغداء أو العشاء، ولم أسمع عبد الحليم يتحدث معه أبداً في التصوير أو أن يطلب منه أن يصور له أي مناسبة، لكنها كانت مجرد صداقة..
وكان عبد الحليم يهوى التصوير، ويمضي بعض الوقت في تعلم أصوله حيث اكتسب هذه الهواية من صديقه الدائم الشيخ “كمال أدهم”، وذات مرة عاد “عبد الحليم” من إحدى سفرياته حاملاً مجموعة من أحدث الكاميرات العالمية وأحضر “فاروق إبراهيم” للمنزل وسأله كمصور محترف عن رأيه فيها، وبعد أن قلب فاروق في الكاميرات صاح بصوت عال.. الله يا عبد الحليم يا محترف يا ذوق يا صاحي.. إزاي عرفت تختار المجموعة الرائعة دي؟.. دي أمنية أي مصور في الدنيا .. دا أنا بيها أعمل البدع .. رد عبد الحليم :طب يا سيدي حنشوف.. اسمع يا فاروق الكاميرات دي بتاعتك.. فقام فاروق واحتضن عبد الحليم وقبله قائلاً.. ياللا ناخد أول صورة.
قال حليم..” اسمع يا فاروق من النهاردة لن تفارقني في أي حفلة أو فيلم أو سفرية وورينا يا عم إزاي تكون الصور”.. ومن هذا اليوم أصبح فاروق إبراهيم الرفيق الخاص لعبد الحليم.
ونعود لفاروق إبراهيم الذي يروي لنا حكاية بعض الصور التي التقطها لعبد الحليم.. ويقدم إحدى هذه الصور قائلاً: في هذه الصورة كان حليم يغني أغنية فيلم “لا” ولم يكمله وسقط على الأرض وقمت بتصوير هذه اللقطة في 8 كادرات، وبالرغم من وجود مصور فرنسي فلم يصورها، وأصبحت الصورة التي التقطتها هي أحد مشاهد الفيلم، وساعتها قال لي عبد الحليم: ” شايف الفرق بقى بين المخ الفرنساوي والمصري؟”.
كان “عبد الحليم حافظ” مثله مثل كل المشاهير تحوطهم الشائعات والمتطفِّلون وتنسج حولهم الحكايات والخيالات؛ الأمر الوحيد الذي ينفرد به هو كونه

ومع الروايات الكثيرة التي ترددت حول قصص حب العندليب نتوقف مع إحداها.. فقد كانت قصة الحب الأولى في حياته عندما ارتبط بخطوبة حقيقية من فتاة صغيرة بإحدى قرى مركز “أبو كبير” بالشرقية.. الفتاة اسمها “فاطمة” أو “طاطا” كما كان “عبد الحليم” يطلق عليها – وتروي “فاطمة” صاحبة القصة قائلة: منذ أن أتيت إلى قرية “الحلوات” عشت في منزل “عبد الحليم شبانة” أكثر مما عشت مع إخوتي، فقد أخذتني خالتي السيدة “زينب” من زوجة الحاج “متولي عماشة” خالة عبد الحليم وأنا رضيعة حتى وصلتُ إلى الرابعة عشرة، وكان عبد الحليم يلازمني بصفة دائمة وسمعته كثيراً وهو يقول لخالتي “عهد يا ماما “زينب” تخطبي لي” بطة” .. وبالفعل تمت الخطبة ولم يكن عمر فاطمة قد تجاوز 9 سنوات بينما كان عمر حليم وقتها 18 سنة، وكثيراً ما كان يأخذها إلى الزقازيق للفسحة، ومرت السنين إلى أن انقطعت هذه العلاقة بعد زواج “فاطمة عبد السلام” من رجل آخر، بل إنها لم تستطع زيارة عبد الحليم أثناء مرضه حيث كانت التقاليد الصارمة تمنع ذلك.. لكن السؤال بقى مطروحاً.. هل كانت “طاطا” هي حب حليم الحقيقي؟.
حبٌ منْ أوَّلِ نَظْرَة
الحكايات كثيرة ومنها ما يؤكد أن أهم حب في حياة العندليب كانت فتاة رائعة الجمال – عيناها زرقاوان كحيلتان يفوق سحرهما أي جمال شاهده “عبد الحليم” في حياته، كان شعرها الناعم الطويل يتوج بشرتها السمراء الخمرية ذات الجاذبية الخاصة .. كانت ” ديدي” التي أحبها حليم من أول نظرة منذ أن رآها في الإسكندرية، وهي ملهمته في أغنية “كان يوم حبك أجمل صدفة” لكن المشكلة أن “ديدي”، وهي ابنة أحد أعيان الشرقية، وأثريائها كانت قد تزوَّجت من رجل من أكبر عائلات الصعيد، ويعمل في السلك الدبلوماسي، ورغم عدم توفيقها في هذا الزواج، ومحاولاتها المستمرة للخلاص من زوجها للارتباط بعبد الحليم لكنها فشلت، وهو الأمر الذي جعلها تيأس من حياتها، ويشاء القدر أن تُصاب محبوبته الأثيرة بمرض خبيث في المخ، وتودع الحياة دون أن يتبخر حبها من قلب حليم الذي ظل يعاني طوال سنوات مرضها وغنى لها “في يوم في شهر في سنة” .. ويذكر الفنان فاروق إبراهيم المصور الذي لم يفارق عبد الحليم طوال مسيرته فيقول عن هذه العلاقة :تعرف حليم على “ديدي” بالإسكندرية وأحبها بشدة، وذات يوم مر عليهما أحد البائعين المتجولين على “البلاج” يحمل خواتم فاشترت من هذا البائع دبلة وألبستها لحليم .. هذه الدبلة ظلت في إصبعه سنوات طويلة لا يخلعها ورغم أنها دبلة رخيصة لكن الغريب أنها لم تصدأ في يد عبد حليم.
وتؤكد “زينب عبد القادر” – سكرتيرة عبد الحليم الخاصة أن “ديدي الألفي” هي المرأة الوحيدة التي أحبها “عبد الحليم” في حياته حباً حقيقياً، وعلى الرغم من معارضة أهلها لعلاقتها به، لكنها تحدت الجميع حتى وصل الأهل إلى قناعة باستحالة ابتعادها عن طريقه، وقام والدها “إبراهيم الألفي” بإهدائه شقة في عمارته بسيدي بشر بالإسكندرية، وأضافت سكرتيرة العندليب أن رنين التليفون لم ينقطع يوماً بين العاشقين، كما تؤكد أن العلاقة بين “ديدي وحليم” لم يكن مقدراً لها أن تنتهي بالزواج، فقد كان العندليب ممنوعاً من الزواج بأمر الأطباء، وجميع الشائعات التي تقول أنه تزوج لا أساس لها من الصحة.
بين المَغْربيّة، واللبنانيّة
وقد شاع في فترة أن عبد الحليم ارتبط عاطفياً بفتاة مغربية وتدعى “فاطيما” .. كانت امرأة مختلفة عن كثير من النساء التي عرفهن عبد الحليم وظلت العلاقة بينهما تتطور يوماً بعد يوم، لكن المشكلة أن هذه المرأة كانت زوجة لشخصية رفيعة جداً في المغرب تردد وقتها أنه الجنرال “أوفقير” وزير الداخلية القوي آنذا

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله