* ذكريات عديدة دارت في ذهني وأنا أستمع إلي الأخ العزيز محمود عبدالوهاب العضو المنتدب لشركة رواد مصر للاستثمار السياحي التي باع القطاع العام السياحي نصيبه فيها.. وكنا في الاحتفال بتوقيع عقد بيع أسهم هذا القطاع التي اشتراها القطاع الخاص..
* وقف محمود عبدالوهاب في نهاية كلمة الأخ العزيز علي عبدالعزيز رئيس الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما.. ليقدم إعتراضا.. يقول إن الرواد الذين بنوا هذا الصرح وحافظوا عليه وزادوا استثماراته كانوا يستحقون كلمة شكر.
* كان يشير بذلك إلي الرائد الكبير عبدالحميد فرغلي الذي كان يجلس إلي جواره وهو الذي بني هذه الشركة بخمس ملايين ونصف المليون من الجنيهات في عام 1986 وشاركه هو نفسه محمود عبدالوهاب الذي كان نائبا له في هذه الفترة في بناء نواة الشركة وهو فندق “الفيروز هيلتون” الذي كان أول فندق مصري يقام في سيناء بعد عودتها علي خليج نعمة في شرم الشيخ.. وأضافا اليه بعد ذلك هيلتون نويبع.. ثم هيلتون برج العرب..
* وبعد عبدالحميد فرغلي جاء إلي رئاسة هذه الشركة محمود عبدالوهاب.. الذي أضاف إلي الشركة فندقا رابعا في سهل حشيش بتمويل ذاتي ودون قروض.. ويفتتح هذه الفندق بعد أسابيع.. وذلك إلي جانب أراضي ومساهمات في شركات أخري.
* وأحسست في كلام محمود عبدالوهاب رنة أسي.. ليس فقط لأن أحدا لم يشكر الجيل الذي بني.. وانما لإحساسه أن الجيل الذي يبيع لم يقدر معاناة الجيل الذي بني.. معتزا بجهد البيع..!!
* في قاعة البلفديد التي تطل علي نيل القاهرة في أروع مشاهده من الطابق الثاني عشر في فندق النيل هيلتون . التأم شمل الحاضرين ليشهدوا “النهاية السعيدة” لقصة بيع أسهم القطاع العام السياحي في أسهم شركة رواد مصر للاستثمار السياحي.. وتوقيع العقود النهائية.. البائعون كانوا شركة مصر للفنادق.. وكانت تملك 25% من الأسهم.. ووصل نصيبها في الصفقة ذات الثلاثمائة مليون جنيه إلي 155 مليون جنيه.. وجاء ليمثلها فتحي نور رئيس مصر للفنادق.. ثم محافظة جنوب سيناء وجاء ليمثلها اللواء شعبان خميس السكرتير العام.. ثم الشرق للتأمين ومثلها د. معوض حسنين والتأمين الأهلية ومثلها اللواء محمود عبدالله وكان مجموع أسهم هذه الأطراف الثلاثة 3.23% بما يعني أن الحصة المبيعة كانت 3.48% بمبلغ ثلاثمائة مليون جنيه.
* وعلي مائدة التوقيع كان إضافة إلي هؤلاء جميعا المستشار أحمد سرحان نائب رئيس مجلس الدولة ومستشار الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما.. وفي منتصف المائدة جلس علي عبدالعزيز رئيس الشركة القابضة التي فوضها جميع البائعين من خارج قطاع السياحة بالبيع.. ثم صاحب الفرح كما أسماه البعض .الأخ العزيز حمادة أبوالعينين.. رئيس شركة شارم دريمز التي فازت بالصفقة.
استثمار
وأمام كاميرات التليفزيون وعدسات مصوري الصحف وقع الجميع عقد انتقال ملكية الأسهم ثم اضطروا إلي إعادة التوقيع – أو تمثيل التوقيع – مرة أخري بعد حضور احدي القنوات التليفزيونية متأخرة عن الموعد.. وتحدث علي عبدالعزيز رئيس الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما.. فوصف هذه البيع بانه “انجاز”.. ووعد باستمرار هذه “الانجازات”.. أي بيع كل ما يمتلكه القطاع العام السياحي.. إلا الفنادق التاريخية.. ومع هذا اضاف انه يشتري أيضا.. وقد اشتري فندق سيسل لأنه تاريخ.. كما انه يبني ويستكمل فندق أسوان.. وسيبني فندقا في البلينا.. أما حصيلة البيع فستدخل في تطوير النيل هيلتون الذي وصل إلي حالة لا يمكن الانتظار بعدها.. فلابد من التطوير والتطوير السريع ليستمر في المنافسة.. بل ويتفوق فيها..
* علي عبدالعزيز تحدث في هذه المناسبة عن ادخال الإدارة الأجنبية شريكا في الفندق من خلال اسهامها في التطوير لتضخ أموالا تسهم مع المالك في التطوير.. وسيكون هذا أحد عناصر المفاضلة القادمة عند تجديد عقد إدارة النيل هيلتون “2008” التي تسعي أكثر من شركة عالمية للحصول علي إدارته.. ومن رأي علي عبدالعزيز ان تقليل الأتعاب التي تحصل عليها شركة الإدارة خطأ.. لأن شركة الإدارة لن تخسر.. وانما ستعمل للحصول علي ما كانت تريده بوسيلة أخري.
* أما حمادة أبوالعينين رئيس شرم دريمز التي اشترت أسهم “رواد مصر” فقد عبر عن سعادته بالصفقة بطبيعة الحال.. وأعلن عن ضخ 300 مليون جنيه في الشركة لتطوير مشروعاتها بما سيوفر فرص عمل جديدة تزيد عدد العمالة الحالية بنسبة 25% إلي جانب الاهتمام بالتدريب من خلال دعم معهد التدريب الفندقي القائم في فندق برج العرب.
جيل الرواد..كان يتوقع كلمة شكر
* وتدخل محمود عبد الوهاب العضو المنتدب لشركة رواد مصر للاستثمار السياحي وكان يجلس إلي جوار عبد الحميد فرغلي الرئيس السابق لهيئة القطاع العام السياحي ومؤسس الشركة الأصل: مصر للقري السياحية “الرواد فيما بعد”.. تدخل محمود عبد الوهاب ليقول انه كان يتوقع كلمة شكر للرواد الذين صنعوا هذه الشركة التي تباع اسهمها الآن بأكثر من ستة أضعاف. ذلك ان السهم الذي يباع ب 414 جنيها سيأخذ نصف سهم آخر ويكون بذلك السهم الذي كانت قيمته 100 جنيه قد وصل إلي 621 جنيها. ان الشكر هو أقل ما ينتظره الذين بذلوا الجهد والعرق في الصحراء حتي صنعوا صروحا شامخة تباع الآن بمئات الملايين من الجنيهات. وأقل ما ينتظر ممن يبيعون.. أن يشكروا من صنعوا ما يباع.
* ولم ينتظر علي عبد العزيز.. بل سارع ليرد اننا جميعا أصحاب هذا الفرح.. فهل نشكر أنفسنا.
* وعاد محمود عبد الوهاب ليؤكد أن شركة رواد مصر التي بيعت أسهم القطاع العام فيها إلي القطاع الخاص.. لا توجد عليها أي ديون قصيرة أو طويلة الأجل ولها احتياطيات مرحلة وتملك 3 فنادق هي هيلتون الفيروز وهيلتون نويبع وهيلتون برج العرب بالاضافة إلي سهل حشيش الذي تكف 120 مليون جنيه وقيمته السوقية الآن تصل إلي 300 مليون جنيه يضم 312 غرفة وجناحا وشاليها.. وبالاضافة إلي أن الفيزو هيلتون قابل للتوسع لأكثر من مائتي غرفة اضافية ومع التوسعات الاخري في خدماته.. وبالاضافة إلي مساهمات أخري في عدة مشروعات وأرض في دهب. وهنأ حمادة أبو العينين قائلا: لقد أخذت شركة رابحة وزعت توزيعاتها النقدية وتملك كل هذا وبلاديون. ثم عاد يختتم كلامه بما معناه ان الجيل الذي بني.. كان ينتظر مجرد كلمة شكر عندما تباع حصيلة عرقه وجهده.
الأيام الأولي من نقطة البداية
* مع تعديد محمود عبد الوهاب لمناقب الشركة المباعة.. ارتفعت همهات الصحفيين
..ثم جاء القطاع الخاص
* ومن الفيروز هيلتون ولد “نويبع هيلتون”.. ثم هيلتون برج العرب.. وأخيرا سهل حشيش.. ثم جاء القطاع الخاص .. ويعد بالمزيد من البناء والتطوير حيث يعد الأخ حمادة أبوالعينين رئيس شرم دريمز التي فازت بهذه الصفقة. بضخ 300 مليون جنيه وزيادة العمالة بنسبة 25% أي إتاحة المزيد من فرص العمل مع التطوير وزيادة المزيد من الطاقة.
الفيروز.. يصبح 7 نجوم
* ولكن أكثر ما يعد به حمادة أبو العينين. هو التغيير الشامل في أهم ممتلكات الرواد وهو فندق الفيروز هيلتون حيث يعد باعادة التطوير والبناء الشامل ليصبح الفندق 7 نجوم – طبقا لتعبيره – فالفندق يملك شاطئاً فريدا علي خليج نعمة.. ويملك المساحات القابلة للتطوير والاضافة.. ولابد أن يشارك في المنافسة علي سائح المستوي المرتفع.. ويقدر حمادة أبو العينين ما سينفق علي هذه العملية وحدها بمبلغ مائة وثمانين مليونا من الجنيهات.
فندق جديد.. بدلاً من برج العرب
* ويعد حمادة أبو العينين باعادة بناء هيلتون برج العرب من جديد.. فقد زار الفندق.. ورأي أن التطوير غير مجد.. ومن الأفضل أن يزال الفندق بالكامل.. ليجري بناء فندق 5 نجوم في فترة قياسية لن تتجاوز 18 شهراً ويتم رفع عدد غرف الفندق إلي 5 نجوم.
* وقد حقق حمادة أبو العينين نسبة 51% من رأس مال شركة الرواد بشرائه نسبة أخري من الأسهم.. وبذلك يصبح مسيطراً علي الشركة.. ولكنه مع ذلك وعد بالمحافظة علي مجلس الادارة.. وعدم تغيير رئاسة الشركة.. والابقاء علي إدارة الشركة كما هي طالما استطاعت التجاوب مع فكر وأسلوب المالك الرئيسي للشركة.
مسلسل بيع القطاع السياحي العام
* وننقل إلي أصل آخر.. كان يدر 21 مليون جنيه سنويا.. ورأي القطاع العام السياحي أن يتخلص منه..!! وقد تصادف. أولعله بترتيب مسبق. أن توقع في المساء صفقة بيع أسهم رواد مصر.. بينما تسبقها في الصباح صفقة أخري هي صفقة بيع أسهم القطاع العام السياحي ممثلا في ايجوث في الشركة المالكة لفندق سميراميس انتركونتننتال ويصل عدد أسهم ايجوت إلي 288725 سهما بنسبة 2.28% من جملة الأسهم.. وقد اقتربت الصفقة من 280 مليون جنيه.
* وقد سألت الأخ العزيز نبيل سليم رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة ايجوث عما قدمته هذه الحصة في سميراميس لشركة ايجوث في آخر ميزانية فقال: 21 مليون جنيه. وقال نبيل سليم إن الايراد البالغ حوالي 278 مليونا و619 ألفا سوف يتم الاستفادة به في برنامج تطوير الفنادق التاريخية النامية لشركة ايجوث وخاصة فندق كتراكت بأسوان.
*وقال لي نبيل سليم إن مزاد بيع الأسهم دخلت فيه 3 شركات من خمس شركات سحبت كراسة الشروط.. وقدمت كل شركة خطاب ضمان بعشرة ملايين جنيه.. وقدمت شركة رولاكو للفنادق أعلي سعر وهو 965 جنيها للسهم باجمالي ثمن قدره 278 مليون جنيه و619 ألفا وهي احدي الشركات المساهمة في الشركة المالكة لسميراميس.. وقد تلت هذه الشركة شركة أسنس لتصنيع المواد الغذائية والتي توقفت عند 880 جنيها. أما الشركة الثالثة “عبدالله العانزي” فتوقفت عند 735 جنيها.
* ومعني صفقة ايجوث في تقديري أنها خسرت موردا دائما كان يدر 21 مليون جنيه سنويا قابلة للزيادة.. وحصلت علي مبلغ 278 مليون جنيه ستنفقها في تطوير الفنادق التاريخية.. وسيرفع هذا التطوير بلا شك عائد هذه الفنادق.. ولكن كان يمكن أن يتم دون بيع الأصول المنتجة لانفاقها في التجديد.. ولكن هذا هو مسلسل الخصخصة!!