تلقيت رسالة من الأستاذ حسين بدران مستشار تنمية الموارد البشرية والتدريب في الاتحاد المصري للغرف السياحية.. كانت الرسالة رداً على مقالي ب المسلة بعنوان “التدريب مشروع قومي”..يقول بدران في رسالته إن جودة الخدمات السياحية قد أصبحت العنصر الفاصل في المفاضلة بين المقاصد السياحية المختلفة على المستوى العالمي، والتي تستند بدورها بصفة أساسية على مستوى جودة العملية التعليمية والتدريبية ومردودها لتأهيل الخريجين الجدد والعاملين بالحقل السياحي..
ويقول حسين بدران في رسالته إنه لابد أن يسجل أن السيد زهير جرانه هو أول وزير سياحة يضع أصبعه على أهم عناصر صناعة السياحة وهو العنصر البشري، بل إنه يعتبر موضوع التدريب والتنمية البشرية شاغله الأول ؛ لذلك فقد أنشأ لجنة عليا للتدريب والتنمية البشرية بالوزارة وبرئاسته شخصياً، وقد تم من خلال هذه اللجنة ونشاطاتها المتعددة وضع خطط طموحة يجري تنفيذها الآن وتهدف لتنمية مهارات العاملين بجميع قطاعات السياحة ومن بينهم العاملين بالوزارة ..
ويضيف حسين بدران إنه للمرة الأولى ـ منذ إنشاء وزارة السياحة ـ تقوم الوزارة بتغطية كافة نشاطات التدريب بالقطاع الخاص لتدعيم قدرته على المنافسة عملياً، بعد أن كانت معظم مصادر التمويل يتم توفيرها من الجهات الأجنبية المانحة، والواقع أننا قد نجحنا بدرجة كبيرة في توفير البنية التحتية والفوقية وتسهيل طرق الوصول جواً وبحراً وبراً، بالإضافة إلى تنفيذ برامج تنشيط خارجية ناجحة.. وهنا لابد أن نعترف أننا قد أهملنا في الماضي أهم عناصر صناعة السياحة وهو العنصر البشري..
ويتحدث الخبير السياحي حسين بدران في رسالته عن أهداف المشروع الخاص بتنمية مهارات العاملين بالقطاع الخاص ويقول إن أهم هذه الأهداف هو ربط مستوى القدرات المهنية التي تشمل المهارات المعرفية والعلمية للعاملين بقطاع السياحة من خلال تنفيذ سلسلة واسعة من البرامج التخصصية في كافة المجالات والمصممة لتلبية احتياجات سوق العمل خاصة المنشآت الفندقية وشركات السفر والسياحة والمنشآت السياحية كالمطاعم وغيرها والعاديات والسلع السياحية، والعمل على تنمية القدرات العملية للعاملين بالمنشآت والتركيز على الجانب التطبيقي في الدورات التدريبية التي تتضمن 60% (عملي) و 40% (نظري)، وتوفير التدريب في مواقع العمل بالمحافظات السياحية والمناطق النائية من خلال مدربي المناطق.
وبعيداً عن الدراسة التفصيلية التي أرفقها حسين بدران برسالته والتي يتضح من القراءة الأولى لها مدى الجهد العلمي المبذول فيها، أقول إنه قد أسعدني ما ذكره بدران عن دعم وتشجيع وزير السياحة وإيمانه بأهمية التدريب والتنمية البشرية خاصة مع التنامي المستمر في أعداد المنشآت السياحية، ومع دخول مصر في دائرة الكبار وتقدم ترتيبها كمقصد سياحي مرغوب، ومع اشتداد المنافسة بين العديد من الدول للحصول على قطعة أكبر من كعكة السياحة الدولية.. مع كل هذه التحديات وغيرها تصبح قضية التدريب شديدة الأهمية، لذلك أتوجه لحسين بدران وكتيبته برجاء أن يتشبث بالاستمرار في تنفيذ هذا المشروع الخلاق، وألا يلتفت إلى بعض الأصوات المبحوحة والسلبية التي تحاول أن تشكك في أهمية التدريب في الارتقاء بصناعة السياحة والتي يفسرها الخبراء بأنها صناعة الخدمات، فلابد أن يعرف القائمون على هذا المشروع أن هناك من يتربص بكل خير يتحقق للوطن، وهؤلاء عادة يبحثون لأنفسهم عن دور ، فإن لم يجدوه راحوا يعرقلون أدوار الآخرين ويتصدون لجهودهم ولو بالصوت العالي، وكلنا نرصدهم ونعرفهم بالاسم ، لكن علينا أن نتجاهلهم ولا نعيرهم اهتماماً ولندع القافلة تسير..
والله من وراء القصد.
محمد مصطفى
[email protected]
