كيف يمكن ان نتخيل صورة شرم الشيخ.. مدينة السلام وكل مدن ومواقع محافظة جنوب سيناء التي تمتد شواطئها لعدة مئات من الكيلو مترات علي سواحل خليجي العقبة والسويس والبحر الأحمر.. اذا ما تحقق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط في اطار حل عادل للمشكلة الفلسطينية؟ من المؤكد ان هذا النجاح الهائل الذي حققته هذه المدينة في ظل الاوضاع الحالية سيشهد تطورات مبهرة سوف تتجسد في ارتفاع اعداد زوارها من السياح الذين يحملون كل جنسيات العالم إلي اضعاف اضعاف ما هي عليه الآن.
***
يقول محافظ جنوب سيناء محمد هاني متولي ان فنادق مدينة شرم الشيخ توفر حوالي 42 ألف غرفة وان هناك حوالي 33 ألف غرفة تحت الانشاء. هذه المعلومات تعني في رأي الخبراء ان المدينة قادرة حاليا ووفقا للاسرة المتوافرة في منشأتها علي استقبال 100 ألف زائر يوميا.. سيرتفعون إلي 200 ألف زائر يوميا.. بعد افتتاح الفنادق والتوسعات الجديدة .
ان السياح الذين يزورون شرم الشيخ يقتربون من رقم ال4 ملايين سائح وهو ما يشير إلي ان هذه الاعداد ستصل إلي ما بين 7 و8 ملايين سائح خلال السنوات القادمة ويمكن لهذا الرقم ان يتعدي العشرة ملايين في حالة التوصل إلي التسوية السلمية بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
***
واذا كانت مدينة شرم الشيخ قد بدأت مشوارها السياحي كموقع مؤهل لممارسة رياضة الغطس من خلال الشهرة العالمية التي تحظي بها محمية رأس محمد التي تمثل غاباتها من الشعب المرجانية والمنتشرة تحت مياهها ثروة إلهية رائعة الجمال الا انها اصبحت وبفضل مياهها وجوها الجاف وطبيعتها الجغرافية الفريدة منطقة جذب لسياحة قضاء الاجازات والاسترخاء.. ومن المتوقع ان يمتد هذا النجاح السياحي خلال السنوات القادمة إلي باقي مدن جنوب سيناء.. ثم إلي نويبع وذهب وطابا ورأس سدر لتتسع دائرة النجاح وبذلك تتكامل الرقعة السياحية المصرية بالجمع بين جنوب سيناء ومحافظة البحر الأحمر التي تشهد ايضا نهضة سياحية مبهرة اصبحت تضم العديد من المواقع السياحية المنتشرة علي طول ساحلها علي البحر الأحمر من الغردقة إلي سفاجا والقصير ومرسي علم ثم إلي الجنوب حتي شلاتين علي الحدود مع السودان الشقيق.
***
لا جدال ان النجاح الذي حققته مدينة شرم الشيخ في جذب الملايين من السياح الذين ساهمت انفاقاتهم من العملات الاجنبية في دعم اقتصادنا الوطني كانت دافعا لتشجيع رأس المال الوطني والعربي علي الاستثمار لدعم ومساندة التنمية السياحية وتبني الافكار الخلاقة التي تلبي احتياجات السياح. كان من نتاج هذا الفكر الاهتمام بمراكز التسوق عالية المستوي وكذلك الانشطة الترفيهية والرياضية إلي جانب توفير الامكانيات اللازمة لعقد المؤتمرات سواء كانت سياسية او مهنية.. وكان من الطبيعي ان تكون المطاعم ومحلات الوجبات السريعة والمقاهي الحديثة ضمن المشروعات الجاذبة للاستثمار.
ان المتابعين لتجربة شرم الشيخ ورغم اشادتهم بالجهود التي بذلتها الدولة في رعايتها لشرم الشيخ وما تحتاجه من خدمات.. يطالبون بتعظيم هذا الدور من أجل دعم ومساندة انطلاقة مدينة السلام.. الاحتياجات المطلوبة والمشاكل التي تعاني منها المدينة كان موضوع جانبا من الحديث الذي دار بيني وبين محافظ جنوب سيناء والذي سأتناوله في مقال الأسبوع القادم.