Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

قراءة في بحث عن السياحة الداخلية

أين يذهب المصريون في أجازاتهم؟ كيف يقضون هذه الأجازات داخل مصر.. وخارج مصر.. ما هي المناطق المفضلة لديهم وما هي الفرص المتاحة لهم في هذه المناطق؟ هذه الأسئلة وغيرها ليست هناك إجابات قاطعة لها.. ليست هناك أرقاما تشير إليها.. ليست هناك أبحاثا تتناولها.. توضح اهتمامات المصريين في التحرك داخل وطنهم.. أو السفر في رحلات خارج وطنهم.
* وقد رأت وزارة السياحة أن تسد النقص الواضح في المعلومات عن حركة السياحة الداخلية.. فاتفقت علي إجراء بحث قومي عن السياحة الداخلية خلال عام 2005/2006 مع الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء ومركز المسوح والتطبيقات الاحصائية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. وهي مبادرة لوزارة السياحة تستحق التحية.. ولكن كما سنري مازال المجال متسعا لأبحاث أخري أكثر استفاضة.
وكان الهدف من البحث رصد واقع السياحة الداخلية من ناحية وتحديد أهم وسائل التشجيع عليها والتحديات أمامها من ناحية أخري. مع إمكانية دراسة طبيعة عناصر النشاط السياحي.. هكذا قال البيان الذي لخص أهم ما انتهي إليه البحث موضحا طبيعة هذا البحث وكيفية إجرائه.
ولكن المطالع لهذا البيان. لا يجد فيه الكثير من الأهداف التي جري البحث من أجلها رغم القول بأهمية البحث حيث “أنه الأول من نوعه في مصر كما أنه مطلب أساسي من منظمة السياحة العالمية. ليتوافق مع نظام الحسابات الفرعية للسياحة والتي أصبحت ضرورة ملحة للوصول إلي نسبة المساهمة الحقيقية لهذا القطاع في الاقتصاد القومي”.
بحث بنظام العينة علي 24939 أسرة وقد جري البحث بنظام العينة.. واختار الباحثون 26400 أسرة لإجراء البحث عليهم.. كانت أسر المدن تمثل فيها 4.46% من مجموع العينة.. وأسر الريف تمثل الباقي “6.53%”.. وكانت نسبة الاستجابة 95% من حجم العينة أي 24939 أسرة أجابت علي أسئلة الباحثين. * أوضح البحث أن من قاموا من العينة برحلات سياحية داخلية نسبتهم 51% ومن قاموا بزيارات للأقارب تمثل 49% ومن قاموا بالأمرين معا 25.0%.
.. ولكن هل تعبر هذه العينة عن المجتمع المصري؟

ونستند إلي المعلومات التي وردت في البيان الصادر عن البحث لنقول أن اختيار العينة هنا لم يكن موفقا.. فقد كان نحو 06% منها من العاطلين “4.57%”.. وبالتالي فهي لا تمثل المجتمع المصري.. إلا إذا اعتبرناه مجتمع العاطلين.. ومن غير المعقول أن من لا يمتلك مصدرا للدخل سوف يقوم برحلات داخلية.. كما أن إجراء بحث عن السياحة الداخلية علي عينة 60% منها من العاطلين مسألة تستدعي التوقف.. والتشكك أيضا في نتائجه.. ورغم أن العينة تضم 60% من العاطلين.. يقول البحث أن متوسط الدخل السنوي للأسرة منها يبلغ 8295 جنيها.. فكيف يتحقق ذلك؟
مجتمع المغتربين في سيناء والبحر الأحمر
* وقد تناول البحث حركة السياحة الداخلية بين المحافظات المختلفة وأظهر أنه علي الرغم من أن النسبة في بعض المحافظات جاءت كبيرة مثل محافظة جنوب سيناء 68%. إلا أنها تعكس أعدادا صغيرة وإلي حد ما من الأسر. تلتها محافظة البحر الأحمر 62% ثم الإسماعيلية والأقصر بنسبة 55% لكل منها ثم البحيرة والوادي الجديد 49% ثم الشرقية ومطروح 48% وقد جاءت نسبة الأسر التي تقوم بالسياحة في محافظة القاهرة 47%. * وهذه النتائج التي انتهي إليها البحث تستحق أيضا أن نتوقف عندها.. لأنها في معظمها لا تعبر عن السياحة الداخلية التي نعنيها ونهتم بتعميها.. فقد أشار البحث إلي أن نسبة السياحة الداخلية في محافظة جنوب سيناء 68% وتليها البحر الأحمر 62%. * وهاتان المحافظتان علي وجه التحديد لا يمكن اعتبارهما نموذجا للسياحة الداخلية.. لطبيعة تشكيل الكتلة السكانية فيهما التي تتكون من المغتربين عن محافظاتهم والذين وفدوا للعمل فيهما.. وهم يسافرون في أجازاتهم للالتقاء بأسرهم.. ولا يمكن أن نسمي هذه سياحة داخلية ونعطيها أعلي الأرقام.. فهي بكل تأكيد ليست السياحة الداخلية المقصودة بهذا البحث. * ويشير البحث إلي عدد رحلات سياحة اليوم الواحد.. بنحو 2583 رحلة دون أن يحدد بالضبط ما يعنيه به.. وهل يقصد أن العينة كلها كان عدد المسافرين منها في رحلات اليوم الواحد هم كما قال 7271 فردا في 2583 رحلة؟ وكم كان عدد أفراد العينة كلها.. وما نسبة هؤلاء إلي العينة حتي نستطيع أن نعرف كم من أفراد العينة أو أسرها قاموا برحلات اليوم الواحد؟!
* ومثل هذا يقول البحث عن رحلات اليوم الواحد لزيارة الأقارب فيقول أن عدد الزيارات كان 1362 زيارة قام بها 3617 فردا.. وهذه الأرقام لا قيمة لها.. ولا دلالات لها مالم تنسب إلي حجم العينة.. فنعرف كم يكون عدد الرحلات في العام ونسبة هذه الرحلات إلي العينة.
* ويلاحظ أن متوسط عمر الفرد في العينة هو 27 سنة.. وأن أفراد العينة معظمهم من محدودي التعليم ومنهم 4.22% أميون و14% يقرأون يكتبون فقط و6.14% شهادة أقل من المتوسط و52% شهادة متوسطة والحاصلون علي شهادة جامعية 7.6%فقط.. فهل العينة بهذا الشكل تمثل المجتمع المصري؟
* وقد حدد البحث الغرض من القيام بالرحلات السياحية. فوضع الترفيه والاستجمام كغرض أول من هذه الرحلات. بنسبة 7.68% ثم العلاج بنسبة 8.6% والدراسة بنسبة 6.6% ثم المناسبات الدينية بنسبة 1.6%. * وبين الجهات المنظمة للرحلات السياحية الداخلية حصلت شركات السياحة علي نسبة 1.1% وكانت جهات العمل نسبتها 13% واعتمد نحو 70% علي أنفسهم في تنظيم رحلاتهم والباقي وهو 9.15% قاموا برحلاتهم من خلال النقابات والجمعيات الأهلية والنوادي وجهات أخري.. وهذا يوضح أمرين: أولا ضعف الدور الذي تقوم به جهات العمل في السياحة الداخلية.. وثانيا ضعف دور النوادي والنقابات والجمعيات ايضا في هذا الشأن. هذا طبعا إلي جانب عدم اهتمام شركات السياحة المصرية بالسياحة ا

سياحة داخلية بلا طائرات * ولم يرد ذكر الطائرات في وسائل النقل للسياحة الداخلية التي استخدمتها العينة في رحلاتها.. فقد جاءت سيارات الأجرة بنسبة 40% يليها أتوبيسات السياحة بنسبة 26% ثم السيارات الخاصة بنسبة 18% والسكك الحديدية بنسبة 12% والنقل المائي 2.0% أما الطائرات فلم يرد ذكرها في إجابات هذه العينة!!
* نفس الشيء بالنسبة للتليفزيون لم يذكره أحد من العينة في الوسائل التي شجعت علي الرحلات السياحية الداخلية وقد جاءت الزيارات السابقة بنسبة 41% ثم الأقارب والأصدقاء بنسبة 6.23% ثم التسهيلات المقدمة لهذه الرحلات بنسبة 11% وما تنشره الصحف بنسبة 11%.. أما الإذاعة فكانت أقل الوسائل المشجعة علي الرحلات السياحية الداخلية وبنسبة 2.0%. 39 % يقيمون في بيوت الشباب ،في أماكن الإقامة الفندقية حدد البحث نسبة 51% للفنادق والقري السياحية والفنادق العائمة ونسبة 39% لبيوت الشباب والاستراحات الحكومية “وهذه نقطة أخري تشكك في نتائج هذا البحث فأين بيوت الشباب التي تستقبل 39% من حجم العينة المسافرة في هذه الرحلات وأين الاستراحات الحكومية أيضا التي تستوعب هذه الأعداد؟” ثم يزيد التشكيك في نتائج هذا البحث عندما يحدد نسبة 4.4% للمخيمات ونتساءل وأين هذه المخيمات؟! أما عن الدرجة السياحية للإقامة الفندقية فكما يقول البحث “تنوعت حيث جاء الإقامة في أماكن شعبية وتحت التقييم بنسبة 50% يليها 3 نجوم بنسبة 13% و5 نجوم بنسبة 5.12% و4 نجوم بنسبة 10% ونجمتان بنسبة 4.7% ونجمة واحدة بنسبة 5.0%.
* يشير البحث إلي أن من لا يستخدمون الإقامة الفندقية منهم 31% يقيمون في شقق أو شاليهات أو ايجار مفروش و6.9% يقيمون في شقق أو شاليهات يملكونها ومثل هذه النسبة لدي أقاربهم.. ولم يذكر البحث نسبة الذي لا يستخدمون الإقامة الفندقية من مجموع العينة.
نصف ليلة لكل فرد في السياحة الداخلية * ويذكر البحث أن إجمالي عدد الرحلات السياحية 6107 رحلة. مجموع لياليها السياحية 56091 ليلة ويذكر البحث أن متوسط الإنفاق علي الليلة السياحية يبلغ 70 جنيها.. ولكن البحث لم ينسب عدد هذه الليالي إلي عدد الأسر أو الأفراد في العينة.. ولو أننا فعلنا مالم يفعله ونسبنا الليالي السياحية إلي أسر العينة وعددها 24939 أسرة.. لكان معني هذا أن نصيب كل أسرة هو 25.2 ليلة.. ولو أن متوسط كل أسرة 5 أفراد.. لكان معني هذا أن نصيب كل فرد تقريبا نصف ليلة سياحية في السنة!!!! وبالتالي نصيب كل فرد من الإنفاق السياحي 35 جنيها في السنة.. طبقا لما حدده البحث!!
* ويحدد البحث جوانب توزيع الإنفاق فيخصص 30% للانتقال والسفر و27% للطعام والشراب و21% للمشتريات و11% للترفيه و7% للانتقالات الداخلية و8.3% لرسوم المزارات.
وينوه البحث بضعف الدور الذي تقوم به النقابات والجمعيات الأهلية والنوادي في تشجيع السياحة.. ويشير إلي أهمية وجود فنادق من فئة 3 نجوم فأقل تقام طبقا للمستويات والمواصفات الدولية.
رصد الواقع .. وتحديد التحديات * وإذا عدنا إلي ما جاء في مقدمة البحث من أن الهدف كان رصد واقع السياحة الداخلية من ناحية. وتحديد أهم وسائل التشجيع عليها. والتحديات أمامها من ناحية أخري. مع إمكانية دراسة طبيعة عناصر النشاط السياحي.. لم نجد فيما تضمنه البيان الخاص بهذا البحث شيئا من هذا.. فما هو واقع السياحة الداخلية الذي رصده هذا البحث.. وما هي وسائل تشجيعها التي حددها. وما هي التحديات التي رصدها. وما هي دراسة طبيعة عناصر نشاطها التي أوضحها؟! لا شيء من هذا علي الإطلاق. الأسئلةكثيرة.. بلا إجابات!!
* ومازالت الأسئلة التي نتطلع إليها بلا اجابة؟!

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله