لم يعد تصنيف الدول والمناطق السياحية وقفا علي توافر عوامل الجذب وتنويعها وانما اصبح يقاس بمدي توافر الخدمات ووسائل الراحة المختلفة للسياح ونتيجة لعوامل التطور التي جعلت من سياحة الاجازات والسياحة الترويحية تأتي علي رأس قائمة احصائيات الحركة السياحية العالمية فقد ادي هذا الي زيادة الاهتمام بهذه الخدمات وتجهيزات البنية الاساسية في كل مجالات الاستخدام، يأتي فوق كل هذه المتطلبات اللازمة للعمل السياحي الناجح .. المعاملة الطيبة والاستعداد لدي مواطني الدولة السياحية لان يكونوا مضيافين لزوارهم من السياح.
حتي تتحقق هذه المقومات الاساسية فانه لابد من التدريب الذي يشمل كل العاملين في الانشطة السياحية وكذلك التوعية التي تشمل جميع فئات الشعب.
لا يمكن ان تتم عمليات التدريب بالصورة المطلوبة وبالمستوي الذي يتطلبه الارتفاع بمستوي الخدمة الي درجة التفوق في المنافسة مع الدول الاخري.. إلا اذا كان لدينا برامج تدريب متخصصة في كل مجال من المجالات يتولاها خبراء علي علم ودراية علمية ومهنية بأصول العمل والممارسة.
من ناحية أخري لا يمكن اسناد مهمة اعداد وتنفيذ برامج التدريب لأي شخص وإنما لابد أن يكون من يقع عليه الاختيار مؤهلا تتوافر لديه القدرات اللازمة. ان عليه في اطار المسئولية الملقاه علي عاتقه الاستعانة بالمدربين الأكفاء سواء كانوا محليين او من الخارج وان يكونوا قادرين علي نقل المعرفة النظرية والعملية للعاملين المشاركين في الدورات التدريبية.
* * *
مع التوسع الهائل الذي شهدته مصر في الطاقة الفندقية والتي ارتفعت من 18 ألف غرفة عام 1981 الي 184 ألف غرفة حاليا تستوعب اكثر من 9 ملايين من السياح الوافدين حاليا كان لابد بل حتميا أن تلقي العناية بالخدمات السياحية مزيدا من الاهتمام والرعاية. وحتي يستمر التدفق السياحي بالمعدلات التي نتطلع اليها بما ينعكس آثاره ايجابيا علي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية فقد كان ضروريا ان يتم التخطيط لان تكون هناك برامج تدريبية احترافية لكل العاملين في الخدمات السياحية تحقيقا لهذا الهدف كان التعاون بين وزارة السياحة والاتحاد المصري للغرف السياحية .. أسندت هذه المهمة الي حسين بدران مستشار تنمية الموارد البشرية والتدريب بالاتحاد.
يوم الاثنين الماضي كان موعد الاحتفال الذي أقامته وزارة السياحة ببدء أضخم برنامج تدريبي في اطار خطة طموح تستمر ثلاث سنوات وتشمل العاملين في الفنادق بالتعاون مع غرفة الفنادق . كان علي رأس الاحتفال زهير جرانه الذي أعلن عن تخصيص 65 مليون جنيه لتمويل هذا البرنامج كما حضره فتحي نور رئيس غرفة الفنادق وعدد من الخبراء والمدربين علي الاعمال الفندقية. اكد الوزير علي ان هدف الدورات التي سيتم تنظيمها هو الارتفاع بمستوي الاداء الفندقي والقضاء علي ازمة النقص في العمالة الماهرة والتي يتطلبها السوق المحلي والمنطقة العربية.. وقال حسين بدران المسئول عن مشروع التدريب ان هذه الدورات ستشمل جميع المهن الفندقية الفنية والمتخصصة مشيرا الي ان جميع المدربين هم علي اعلي مستوي من الخبرة العلمية والعملية.
* * *
هذا البرنامج التدريبي للعمالة السياحية لا يتم عشوائيا وإنما يستند إلي قواعد علمية استمر الإعداد لها سنوات.. إن ما حققه هذا البرنامج من نجاح أتاح له الحصول علي تقدير وشهادات التفوق من كل منظمات التدريب العالمية.
