ليست الدعاية باختلاف أنواعها ولا المقومات الحضارية والتراثية والطبيعية هي التي تحقق الهدف المرجو للسياحة.
نعم .. هذه العوامل لها تأثيرها الايجابي علي جذب السياح ولكن ليست هي كل شيء في منظومة الانجازات الملموسة لهذه الصناعة الواعدة
ان نجاح المسيرة السياحية والوصول بها إلي القمة التي نتمناها ولتتوافق مع طموحاتنا تتطلب تكامل مجموعة من العوامل الاخري ، يأتي في مقدمتها توافر الوعي الجماهيري بقيمة واهمية السياحة بالاضافة إلي إرتقاء مستوي الخدمات بكل انواعها في كافة المجالات التي تتصل بالنشاط السياحي.
***
تمشيا مع هذه الحقيقة لابد ان يشعر السائح منذ لحظة هبوط طائرته بأرض المطار بأنه محل رعاية وعناية وان الجميع حريصون علي توفير الراحة له.
انه يحتاج إلي ابتسامة حلوة، وعبارة ترحيب من القلب ويتم ترجمة هذا إلي تسهيلات في الاجراءات ورغبة حقيقية في ازالة اي معوقات أو منغصات يمكن ان تعكر عليه الصورة الخيالية التي رسمها لرحلته.
من الضروري ان تتضافر كل جهود العاملين في شركة السياحة المسئولة عن تنفيذ برنامج رحلة السائح من أجل ان يشعر بالألفة والأمان و انه في ايد أمينة بعيدا عن اي احساس بالمعاناة. نفس الشيء ايضا ينطبق علي حسن معاملة العاملين في الفندق لهذا السائح الذي يقيم فيه مع الحرص علي توفير كل متطلبات الراحة والنظافة والضمانات الصحية للاطعمة التي تقدم له. من ناحية اخري فانه علي كل من أوكل إليهم مسئولية رعاية هذا السائح العمل علي تجنيبه عمليات الاستغلال سواء في تنقلاته أو داخل البازارات.
***
وفي اطار توفير الأمان للسائح فقد اصبح امرا واجبا.. العناية الفائقة بتوفير وسيلة انتقال آمنة تتمثل في اوتوبيس سياحي مجهز خاضع للصيانة الدورية الدقيقة بما يضمن عدم وقوع حوادث.
هذا المطلب اصبح ضروريا يحتاج إلي انضباط من كل الاجهزة المسئولة خاصة بعد ان تكررت حوادث الاوتوبيسات السياحية التي يروح ضحيتها السياح من كل الجنسيات. علي الادارات المسئولة عن النقل السياحي بوزارة السياحة بالتعاون مع أجهزة المرور مراقبة ومتابعة حالة هذه الاوتوبيسات من الناحية الفنية.. وان يتخذوا كل الاجراءات اللازمة حيال إعداد السائقين وان تكون لياقتهم علي أعلي مستوي.
***
لا يجب بأي حال حفاظا علي حياة السياح الذين تؤثر اي حوادث يتعرضون لها علي حركة تدفقهم التنازل عن الشروط المعلن عنها فيما يتعلق بحالة الاوتوبيسات الفنية ومدي لياقة السائقين لقيادتها بالأمان اللازم.. من المؤكد ان النشر المستمر عن حوادث هذه الاوتوبيسات في وسائل الإعلام بالدول المصدرة للسياح يؤثر سلبا علي جهود التنمية السياحية وخطة الوصول بعدد السياح إلي 14 مليون سائح عام 2011 اي بعد خمس سنوات.
***
لا يكفي ان يصدر وزير السياحة زهير جرانة العديد من القرارات فيما يتعلق بتحقيق هدف تأمين انتقال السائح ولكن اصبح حتميا زيادة الضوابط التي تضمن الالتزام بالشروط الواجبة.. ان تزويد الاوتوبيسات بصندوق اسود لتسجيل رحلات الاوتوبيس وحالته الميكانيكية ليس هو الحل مادام هناك خلل في العامل البشري يأتي علي رأسه نقص التأهيل للقيام بهذه المهمة، لابد من التزام شركات النقل السياحي بوجود سائق احتياطي داخل الاوتوبيس خاصة في الرحلات الطويلة لمواجهة اي طوارئ وان تكون هناك مراكز للصيانة والخدمة علي الطرق المستخدمة.
ان حادثا واحدا تتعرض له مجموعة سياحية يمكن ان تكون محصلته الغاء العديد من المجموعات السياحية الاخري.
الأمان ثم الأمان للسائح هو عنصر مهم جدا ضمن دائرة الخدمات التي تعد مقياسا للنجاح السياحي.