خبراء السياحة يؤكدون في كل مناسبة على أهمية الدور الذي تلعبه المعارض في الترويج السياحي، وما يمكن أن تحققه من نتائج إيجابية.. وفي الوقت الذي تعاني فيه الأجندة السياحية المصرية من فقر كبير في المعارض والمناسبات التي تساهم في الترويج فإننا نسمع ونقرأ عن إلغاء معرض السفر للبحر المتوسط الذي شهدت دورته الأخيرة نجاحاً كبيراً تمثل في مشاركة 36 دولة إضافة إلى حضور 500 شخصية سياحية من مختلف أنحاء العالم..
والجدير بالذكر هنا ، أن هذا المعرض كانت قد شاركت في بداياته 15 دولة حجزت كل منها حوالي 15 متراً.. أما الدورة الأخيرة فقد شهدت إقبالاً متزايداً وصل إلى 36 دولة في الوقت الذي اتسعت فيه المساحات المحجوزة لبعض الدول مثل اليونان والسعودية وتركيا وغيرها لتصل إلى 160 متراً وهو ما يعني قناعتها بأهمية المعرض والنتائج التي يحققها .. كما أن هذا المعرض استقر خلال السنوات الأخيرة في مصر بعد أن كان يتناوب على إقامته عدة دول بحيث كانت تنظمه دولة كل سنة، وكان هناك من يشكك في أن إقامته الدائمة في مصر لن تكون مجدية للدول المشاركة باعتبار أن مصر ليست دولة مصدرة للسياحة، وبناء على ذلك أصبح المعرض بورصة سياحية لدول شرق البحر الأبيض، ويقام سنوياً في مصر تحت رعاية وزير السياحة ويحضر افتتاحه رئيس الوزراء المصري كل عام..
ويذكر أن الدورة الأخيرة قد شاركت فيها معظم الفنادق المصرية وكل المحافظات السياحية وعدد كبير من شركات الطيران والسياحة والفنادق الأجنبية ليصبح تظاهرة سياحية دولية على أرض مصر ، وخلاله يلتقي خبراء السياحة المصرية وقطاع الأعمال السياحي مع نظرائهم في الدول المشاركة ويتاح لهم عرض المنتج السياحي المصري، وتوثيق العلاقات مع الدول المصدرة للسياحة إلينا.
ولعل خبراء السياحة المصرية يعلمون أن الشركة التي تقوم بتنظيم هذا المعرض هي شركة إنجليزية عملاقة متخصصة في هذا المجال حيث تقوم بتنظيم أكثر من 450 معرضاً في جميع أنحاء العالم من بينها “الملتقى” في دبي، كما تقوم شركة “ريد ترافيل” بتنظيم 17 معرضاً في بورصة لندن وسياحة الحوافز في برشلونة وغيرها ..
والغريب في الأمر أنه عندما اعتذرت الشركة المنظمة عن مواصلة تنظيم بورصة السفر للبحر المتوسط في مصر، أي ما يعني إلغاء هذه المناسبة الهامة ، لم تسع الجهات السياحية الرسمية المصرية لبحث الأسباب ودراسة التفاصيل، ومن بين هذه الجهات هيئة تنشيط السياحة واتحاد الغرف السياحية وغرفة شركات السياحة وغيرها، خاصة وأن كل دولة من الدول السياحية لها معرضها القومي، فإذا كان للمسئولين في وزارة السياحة ملاحظات سلبية على المعرض، أو على الشركة المنظمة فهناك العديد من الشركات العاملة في هذا المجال وكان يمكن استبدال “ريد” بغيرها، وقبل كل ذلك كان لابد من مناقشة الأسباب التي أدت إلى اتخاذ الشركة الإنجليزية لهذا القرار، والعمل على دراسة السلبيات، ووضع أفكار جديدة من شأنها التطوير والاستفادة القصوى من مناسبة كهذه..
وأعتقد ـ وهذا هو اجتهادي الشخصي ـ أن هناك أسباباً عديدة لعدم قناعة بعض خبراء السياحة المصريين بأهمية هذا المعرض وجدواه يأتي من بينها سلسلة الأحداث المتلاحقة التي شهدتها المنطقة والتي تأثر بها العديد من الدول السياحية ومن بينها مصر، إضافة إلى أن إقامة المعرض خلال شهر سبتمبر من كل عام ربما لا يكون وقتاً ملائماً ؛ حيث الأجازات وسفر معظم المسئولين إلى الخارج، وهناك أمر بالغ الأهمية يكمن في عدم مشاركة مكاتبنا السياحية بالخارج في الدعاية لهذا المعرض ولغيره من المناسبات السياحية.. وفي الوقت الذي يتردد فيه إلغاء هذه المناسبة علمت أن السيد وزير السياحة قد قال كلمته في الموضوع وهي “لن تلغي هذه البورصة في عهدي”..
والآن هذه دعوة إلى المسئولين في وزارة السياحة: أرجو أن تعلنوا موقفكم واضحاً.. هل ستقام بورصة السفر للبحر المتوسط هذا العام سواء بشركة “ريد” أو بغيرها، أم أنكم ترون أنها مناسبة لا تستحق الاهتمام والجهد والمتابعة ؟..
ننتظر إجابة شافية.. والله من وراء القصد.
محمد مصطفى
[email protected]