شهدت الأزمة الناشبة بين شركات السياحة المصرية ووزارة الأوقاف السعودية تطورات وتناقضات فيما يتعلق بتنظيم العمرة. اعترضت الشركات المصرية علي الشروط التي وصفتها بالمجحفة والتي وضعتها هذه السلطات خاصة ما يتعلق بالعقوبات التي تصل إلي حد الحرمان من تنظيم رحلات العمرة في حالة تخلف 3 % من عدد معتمري كل شركة.
***
قال خالد المناوي رئيس غرفة شركات السياحة: أن شركات السياحة السعودية التي أصبحت شريكا في تنفيذ البرامج مع الشركات المصرية هي المسئولة عن جميع المعتمرين منذ لحظة وصولهم الأراضي السعودية وحتي مغادرتهم.. أضاف ان الشريك السعودي يتسلم جوازات السفر عند الوصول ولا يعيدها إلا عند رحلة العودة.. فلماذا تعاقب الشركات المصرية المنظمة. كما اعترض المناوي علي الرسوم التي يتم تحصيلها من المعتمرين وطلب تخفيضها من 650 ريالا إلي 400 ريال في أيام المواسم و300 ريال في الأيام العادية.
***
من جانب آخر تقول السلطات السعودية إن هذه الشروط والضوابط التي تعترض عليها غرفة السياحة المصرية ليست مقصورة علي مصر وإنما تشمل جميع بلاد المسلمين. اشار المسئولون السعوديون إلي ان الهدف منع المعتمرين من مخالفة القوانين والاقامة في السعودية بعد انتهاء برنامج العمرة حتي لو كان بهدف انتظار موسم الحج. طالبوا ايضا بضرورة تنظيم سفر المعتمرين من المواني والمطارات وأن يتم تفويجهم بنفس نظام الحج لمنع التكدس وتجنبا للمشاكل التي يتعرضون لها.
***
رغم الاتصالات المكثفة التي جرت وتجري مع السلطات السعودية الحريصة علي إزالة سوء الفهم من جانب شركات السياحة المصرية فإن الموقف اتسم بالتناقضات خاصة بعد أن أعلن زهير جرانة وزير السياحة ان باب العمرة مفتوح وأن التأشيرات سيتم منحها للراغبين حتي آخر ابريل القادم. في نفس الوقت تلقت وزارة السياحة طلبات لتنظيم رحلات العمرة من 28 شركة بما يعني عدم التزامها بقرارات غرفة السياحة. حجة هذه الشركات في هذا الاجراء أنها تعاقدت مع المعتمرين وتلقت اشتراكاتهم وانه من المستحيل قانونا التراجع عن هذه الارتباطات.
***
وفي محاولة لحل الأزمة سافر حسن جمال الدين وكيل أول وزارة السياحة والمشرف العام علي الحج والعمرة مكلفا من وزير السياحة زهير جرانه إلي المملكة العربية السعودية. التقي هناك بكل المسئولين عن الحج والعمرة وعلي رأسهم الدكتور فؤاد الفارسي وزير الأوقاف. قال ان جميع المسئولين السعوديين أبدوا اهتمامهم وحرصهم علي تذليل كافة العقبات أمام المعتمرين المصريين المرحب بهم دوما في بلدهم السعودية. قالوا ان الاجراءات التي تشكو منها شركات السياحة المصرية هي اجراءات عامة لكل بلاد المسلمين وبالطبع فإنه لا يمكن أن تطبق علي بلد دون بلد آخر.
ولمزيد من البحث المشترك للمشاكل المثارة وسعيا إلي ايجاد حلول لها في اطار علاقات الاخوة المتميزة بين مصر والسعودية وجهت وزارة السياحة الدعوة للمسئولين عن العمرة بوزارة الأوقاف السعودية لزيارة مصر.. تستهدف هذه الزيارة شرح مضمون الاجراءات الجديدة وبحث كل ما يمكن من امكانات لتسهيل التعامل مع شركات السياحة المصرية.
اعتقد وفي ضوء الاتصالات الاخوية بين المسئولين عن رحلات العمرة في البلدين الشقيقين مصر والسعودية ان كل المؤشرات تجنح إلي التفاؤل وان الأزمة في طريقها إلي الحل في ضوء أهمية تدفق المعتمرين المصريين إلي السعودية.
