المسلة السياحية
بقلم : أشرف الجداوي
عندما يكتب الأستاذ محمود كامل الكاتب السياحي الابرز في مصر والوطن العربي دون مبالغة فلابد للاخرين ان ينحوا اقلامهم جانبا ويصمتوا..ا ويقروأ كتابه.. ليتعلم منهم من اراد ان يكون صحفيا “بجد” بدلا من الادعاء والمكابرة وسب خلق الله وتوزيع الاتهامات علي عباد الله ،دون ذنب او جناية حقيقة اقترفوها.. الا لاعتبارات اخري وحاجات في النفوس .
اما الذين يعتقدون ان “الفهلوة “ودس السم في العسل هي الشطارة بعينها وان براعة الصحفي تتجلي في القدرة علي لي اعناق الحقائق وتضليل الرأي العام فهم واهمون اذ ان نورالشمس لايمكن حجبه او اخفائه ،وسرعان ما ينكشف المستور وتنجلي الحقيقة جلية واضحة للجميع ..ويعرف الناس “اللي باع واللي اشتري..!!مع الاعتذار للمخرجة عطيات الابنودي.
“محمود كامل” بالنسبة لي حالة خاصة من حالات العشق للكتابة الجميلة تماما مثل ابي الكاتب الصحفي “عبدالمنعم الجداوي ” رحمه الله الذي تعلمته منه فن تذوق الجملة الجميلة.
ويمتلك “عم محمود”موهبة نادرة في فن الكتابة وموضوعية لايحيدعنها علي الاطلاق،استطاع من واقع خبرته العميقة الممتدة ان يرصد من قريب احوال جزء مهم من المجتمع المصري ويحبه كما يحب ابنائه ،وهو قطاع السياحة والفندقة، ويسعي عبر كتابته الي الدفاع عنه وتوجيه ورعايته ليكبر ويمتد محققا الامل للسياحة المصريةولابنائها .
يكتب لانه يعشق القلم والورق وفعل الكتابة يستمتع بهم اولا.. ويريد ان يشاركه الاخرون هذه المتعة الراقية التي يقدسها تماما ويقدس طقوسها مثل طقوس الصلاة ..وحرمتها ثانيا .
والكتابة عن صناعة مثل السياحة من الطبيعي ان تكون صماء جامدة لانها بالاساس لغة اقتصادية بحتة محشوة بالارقام والنسب المئوية و مؤشرات ومقارنات رقمية، تحيل حالة الكتابة فيها الي تقارير “ثقيلة الظل “تماما مثل بيانات البورصة والاداء الاقتصادي التي يعزف الكثير من القراء غير المتخصصين عنها ،وهي مشكلة كبري لدي الصحافة والصحفيين الاقتصاديين لم تجد حلول لتبسيطها الي اليوم !
ولكن محمود كامل استطاع بقلمه الرصين ان يحول لغة الكتابة في صناعة السياحة الي نموذج يحتذي للمقال المتخصص والكتابة السلسة الممتعة دون اخلال او انتقاص من المحتوي المعلوماتي المراد توصيله للقارئ والمتخصص .. واجاد وبرع في هذا وطابقت شهرته الافاق في الصحافة السياحية من المحيط للخليج.
وبالرغم من ذلك لايدعي” استاذ محمود” العلم ببواطن الامور ولاينصب نفسه كمرجعية لاترد باعتباره الكاتب الاوحد الملهم الذي يمتلك اسرار الحكمة والحكم ،ولاتأخذه احلام اليقظة والاماني الكاذبة بالقدرة والاستطاعة .
فقط يكتب لانه يريد ان يكتب ويوصل رسالته والامانة الي ابناء مجتمعه لعلها تفيدهم وتنير بعض جوانب الطريق الطويل لصناعة السياحة المصرية دون انتظار جزاء ولاشكور..
ولا يسعى الى تحقيق مصالح خاصة وفوائد او مأرب اخري ولاتسعده الالقاب الزائفة ..
هذا هو باختصار شديد استاذ فن كتابة الصحافة السياحية محمود كامل .