وانتهت فعاليات بورصة برلين للتسويق السياحي والتي تعد أكبر حدث عالمي ينتظره مجتمع العاملين في صناعة الأمل كل عام. وبعيدا عما حققته لصالح حركة السياحة العالمية بشكل عام فإنه يمكن القول وبصورة خاصة ان الوفد المصري المشارك برئاسة وزير السياحة زهير جرانة قد عاد إلي القاهرة يحيط به مساحة كبيرة من التفاؤل أساسها ما سمعه من كبار منظمي الرحلات الذين التقي بهم. انهم جميعا يؤكدون علي أن الطلب علي مصر سوف يزيد وفقا للحجوزات التي تلقوها بنسبة تتراوح ما بين 10 % و15 % هذا العام. ان تحقيق هذه الزيادة يعني تجاوز عدد السياح الوافدين إلي 10 ملايين سائح في نهاية هذا العام وبالتالي ارتفاع حصيلة مصر من العملات الحرة بما يقرب من مليار دولار وكذلك اتاحة 200 ألف فرصة عمل جديدة للشباب.
لا جدال أن كل هذا مرهون بسير الأمور علي ما يرام وعدم ظهور أي مؤثرات سلبية علي المناخ العام السائد. بالطبع فإن العدالة تقتضي اذا ما تحولت هذه التوقعات إلي حقيقة التأكيد علي أن هذا الانجاز إنما هو حصيلة الجهود التي بذلتها أجهزة وزارة السياحة وخطط الدعاية والتسويق التي تقوم بها هيئة التنشيط بقيادة رئيسها أحمد الخادم الذي قرر أن يترك منصبه نهاية هذا الشهر ليعود مرة أخري إلي صفوف قطاع الأعمال السياحية. وليس هناك ما يقال في هذه المناسبة سوي أن الخادم سوف يترك بصمة ايجابية علي العمل في هيئة تنشيط السياحة. وانه اجتهد إلي أقصي حد رغم كل الظروف المعاكسة من أجل دفع الحركة السياحية الوافدة إلي مربع الآمال المرجوة.
اذا كنا قد تحدثنا عن التفاؤل فيما يتعلق بحجم التدفق السياحي إلي مصر عام 2007 علي ضوء ما تم استخلاصه من اتصالات ومقالات ببورصة برلين فإنه من الضروري القبول بأن مثل هذا النجاح يحملنا مسئولية كبيرة في الحفاظ عليه بالتجاوب مع الملاحظات والشكاوي التي يبديها منظمو الرحلات وبذل كل ما يمكن من أجل إزالتها أو التخفيف منها. ان أهم ما تناولته الأحاديث في هذا الشأن تركز بصفة خاصة علي الزيادات المتتالية في الرسوم التي يتم فرضها علي السياح سواء كانت رسوم مغادرة أو رسوم مزارات أو رسوم الادارات المحلية. قالوا ان الرسوم المصرية وبعد تطبيق المرحلة الثالثة من الزيادة المقررة لرسوم المغادرة وقدرها 4 دولارات علي كل سائح سوف تصبح ضعف ما تم الحصول عليه في اسبانيا وأكثر من ضعف المغرب وأعلي من رسوم تركيا وتونس واليونان. كل الخبراء يؤكدون ان المبالغة وتجاوز الزيادة في هذه الرسوم الحد المعقول يقلل من فرص مصر في المنافسة الدولية خاصة أنها تبعد حوالي ساعتي طيران عن الدول التي تنافسها. وهو ما يؤثر سلبا علي خطتها في الوصول بعدد السياح إلي 14 مليون سائح عام .2011
وتضمنت الشكاوي أيضا متطلبات توفير الأمان للسياحة من هواة الغطس الذين يفدون إلي سيناء والبحر الأحمر لممارسة هذه الهواية والتي تمثل دخلا سياحيا عاليا يجضاف إلي الدخل القومي من العملات الحرة.
كما اشتكي منظمو رحلات الغطس من عمليات الصيد التي تتم في مناطق الكورال مما يؤدي إلي تدمير هذه الثروة الطبيعية التي أنعم الله بها علي مصر، وقد وعد الوزير بالتنسيق مع الجهات المختصة لمنع الصيد في هذه المناطق.
هذه بعض نتائج بورصة برلين
وللحديث بقية..