جاء شهر مارس ليشهد بدء فعاليات الدورة 41 لاكبر حدث عالمي تقوم خلاله اكثر من 180 دولة بالترويج لما يتوافر لديها من منتجات سياحية سواء كانت مقومات طبيعية أو تراثية أو حضارية انها تهدف من وراء مشاركتها زيادة دخلها الوطني بالاضافة الي اتاحة الملايين من فرص العمل بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وحتي الآن فإن بورصة برلين للسياحة العالمية مازالت علي رأس المناسبات القائدة الفعالة لتأكيد الدور الذي أصبح لصناعة السياحة في الاقتصاد الدولي. انها بكل المقاييس تعكس عظمة العبقرية الالمانية تنظيما ونجاحا ونتائجا.
***
عندما نستعرض تاريخ هذا الحدث الذي عاصرت بدايته عام 1966 لابد وأن ندرك حجم هذا النجاح الذي تحقق علي مدي 40 عاما مضت منذ افتتاح أول دورة لبورصة برلين لم يكن عدد الدول المشاركة يتجاوز العشر دول تمثلهم مجموعة من الشركات السياحية في حدود هذا الرقم اما الآن وبعد ان وصل عدد الدول المشاركة الي أكثر من 180 دولة وعدد العارضين في كل الانشطة السياحية الي 11 ألف عارض منهم حوالي تسعة آلاف عارض من الدول الاجنبية وأكثر من ألفي عارض من داخل المانيا في نفس الوقت الذي يزيد عدد الزوار خلال أيام الحدث الخمسة عن 163 ألف زائر منهم 95 ألفا من محترفي العمل في المجالات السياحية.
***
كانت مصر في مقدمة الدول المؤسسة لبورصة برلين حيث شارك مكتبها السياحي في فرانكفورت في أول دورة عام 1966 واتيح لي ان أكون احد الصحفيين القلائل علي مستوي العالم الذين تابعوا هذه الدورة حيث كنت موجودا في ألمانيا في دورة تدريبية صحفية اختارني لها الدكتور عبدالقادر حاتم وزير الاعلام في ذلك الوقت.
استمرت علاقتي طوال هذه السنوات مع هذا الحدث في اطار اهتمامي بالسياحة التي أؤمن بأنها صناعة الأمل في مصر.. وهو ما أتاح لي حصولي علي الدبوس الذهبي من ادارة البورصة بمناسبة مرور 25 عاما علي تأسيس هذه البورصة.
***
ونتيجة لما يمثله السياح الألمان من أهمية لهذه الصناعة في مصر حيث تتعاظم اعدادهم عاما بعد عام حتي اقتربت في احصائيات عام 2006 من المليون سائح فإن المشاركة المصرية سواء علي المستوي الرسمي أو علي مستوي قطاع الأعمال السياحي يزداد ثقلها عاما بعد عام.. ومنذ اكثر من 25 عاما حرص وزراء السياحة في مصر علي رئاسة الوفد المصري الي بورصة برلين بداية من المرحوم عادل طاهر ومرورا بفؤاد سلطان وممدوح البلتاجي واحمد المغربي واخيرا زهير جرانة. وتعد هذه المشاركة فرصة فريدة لدفع عملية الترويج للمنتج السياحي المصري.
***
اعترافا بأهمية هذا الحدث وما يمكن ان يتحقق من ورائه من صفقات جديدة ودعم لعلاقات العمل السياحي فقد ادي الاقبال علي المشاركة الي ارتفاع في حدة المنافسة وعدم القدرة علي استيعاب المشاركين في المساحة التي تحددها ادارة البورصة لمصر.
صالات المعرض لا تقتصر علي اجنحة الدول وشركات السياحة والفنادق فحسب ولكنه تضم اجنحة لكل شركات الطيران العالمية ولمعظم الصناعات في جميع المجالات المتصل نشاطها بصناعة السياحة، ان بورصة برلين اصبحت مركزا للرواج الاقتصادي والسياحي في برلين والمانيا وفي كل الدول ال 180 المشاركة في فعالياتها.