ما اشبه اليوم بالبارحة .. لم تفق مصر بعد من أزمة العبارة السلام 98 والتى كان بطلها احد أكبر المحتكرين للنقل البحرى فى مصر وتسبب باهمال شديد فى الحفاظ على ارواح المواطنين الذين كانوا امانة فى يده ، لتجد مصر نفسها امام واقعة اشد وطأة منها والتى كان ابطالها فى هذه الواقعة اشد واغلظ لعلمهم مسبقا بما سيحدث وهو ما جاء على لسان ابطال تلك الواقعة .
سافر المصريون الفقراء لاداء العمرة وكل املهم وتفكيرهم أن يتقبل الله منهم هذا السعى ، بيد أن الفقراء فوجئوا بأن هناك مجموعة من مصاصى الدماء الذين يتربحون من الازمات مثلهم مثل تجار الحروب والذين تاجروا فى احلام الفقراء والغلابة .
ورغم أن الموسم لم يكن قد انتهى بعد الا وانهالت تصريحات وزارة السياحة والقائمين على تنظيم العمرة بأن موسم العمرة كان من انجح مواسم العمرة على الاطلاق ولم يقدموا لنا اى طرف من الاطراف تفسيرا محددا حول ماهية النجاح ، هل هو النجاح المادى فى الحصول على الارباح الكبيرة فى هذا الموسم ،
ام أن هذا النجاح باشباع رغبتهم فى قتل 35 مواطن من الفقراء ، ام أن هذا النجاح يأتى من منطلق النجاح فى تشويههم الجهات الاخرى المنظمة للعمرة والتى تؤدى الى أن ينفرد رجال الاعمال السياحيين بتنظيم العمرة والحج دون غيرهم لتحصيل المزيد من المكاسب ؟.
كل هذه الاسئلة وغيرها الكثير ترك علامة استفهام كبيرة خلف الموسم المنتهى فى السابع من شهر نوفمبر ، الا أن هناك علامة استفهام اكبر كانت على السلوك الحكومى الرسمى لمجلس الوزراء الذى لم يحرك ساكنا لوفاة 35 شخصا تركوا فى الصحراء دون اكل او شراب او رعاية صحية كان اغلبهم فى اشد الحاجة اليها باعتبار أن اغلب المتوفين تخطى الستين باعوام .
جلسة مجلس الوزراء التى استمع فيها رئيس الوزراء الدكتور احمد نظيف الى تقرير سريع مختصر من وزير السياحة زهير جرانه حول موسم العمرة والتى اكتفى رئيس الحكومة فيها بسماع الوزير يقول له أن الموسم ناجح وأن مسألة الوفيات جاءت قدرية !
ولم يكلف الدكتور نظيف نفسه أو يكلف اى من معاونيه عناء البحث حول المسئول عن وفاة 35 مصريا فى الصحراء !
ويبقى السؤال هل توقفت جهود الوزير ورئيس الوزراء ايضا عند عنوان “القضاء والقدر” الذى فضلت وزارة السياحة أن تركن اليه للفرار من اية مشكلات .