في إطار خطة العمل من أجل تنمية الحركة السياحية للوصول الي هدف ال 14 مليون سائح عام 2011 لابد من التحرك وفق استراتيجية تقوم علي الاستفادة من امكانية الاسواق السياحية في النمو في هذا الإطار فإن اسواق الدول التي حققت نجاحا في النمو الاقتصادي الذي انعكس علي مستوي المعيشة هي الاولي بالاهتمام والرعاية وتوجيه حملات الترويج إليها لجذب ابنائها المتطلعين إلي ممارسة هواية السياحة،
لا جدال أنه وكلما كان دخول هذه الاسواق مبكرا فإن العائد منها يكون كبيرا ومتزايدا بمرور السنين والتقدم الاقتصادي. في هذا المجال فإن تعاظم العلاقات والروابط السياسية مع هذه الدول يعد عاملا مهما في تشجيع سياحها علي طلب السياحة خاصة إذا ما توافرت عوامل الجذب الاخري سواء كانت ثقافية أو حضارية أو طبيعية.
***
انطلاقا من هذه المباديء فإن كل الظروف مهيأة حاليا لجذب مزيد من حركة السياحة الصينية إلي مصر استنادا الي العلاقات القوية التي تربط البلدين أضافة الي الامكانات الحضارية المتوافرة.. إن وجود وسائل نقل سهلة ومباشرة بين البلدين رغم بعد المسافة هو من أهم عوامل تشجيع حركة السياحة بين البلدين..
.. هذا العنصر ولحسن الحظ تم توفيره في نهاية العام الماضي بافتتاح مصر للطيران لخط طيران مباشر بين بكين والقاهرة فلقد كان اقدام هيئة تنشيط السياحة المصرية علي اختيار الدكتور ناصر عبدالعال مستشارا صحفيا في الصين خطوة إيجابية لتنشيط الحركة استثمارا لامكانياته في مجال التسويق السياحي وإجادته للغة الصينية وهو ما انعكس بصورة واضحة علي ارتفاع معدلات الوافدين من الصين !
ومن ناحية أخري فقد أحسنت بعض شركات السياحة المصرية عندما قررت افتتاح مكاتب لها في بكين وشنغهاي وهو ما يشير إلي توافر بعد النظر..
لا جدال أن قرار الحكومة الصينية بأن تكون مصر ضمن الدول المسموح لرعاياها بزيارتها كان عاملا مشجعا لهذه الشركات علي التحرك لممارسة نشاطها في السوق الصيني.
***
أن نظرة سريعة علي تطور أرقام الحركة السياحية الوافدة من الصين علي مدي السنوات الخمس الماضية تشير إلي أن المؤشرات تؤكد أنه سوق واعد رغم أن هذه الارقام متواضعة حاليا إلا أنه من المتوقع أن تتزايد خاصة بعد أن يترسخ التعامل مع رحلات الطيران المباشرة ،التي لم يمض علي تسييرها سوي شهور قليلة هي في عجرف السياحة فترة قصيرة.
ن الاحصائيات المعلنة تقول أن عدد السياح الصينيين الذين قاموا برحلات خارجية قد وصل عام 2005 الي 32 مليون سائح.. كان هذا الرقم عام 1997 في حدود 8 ملايين و 180 ألف سائح حققت هذه الارقام أكبر نسبة زيادة عام 2004 حيث بلغت 42.7 % عن عام 2003 اما فيما يتعلق بمصر فقد تطور التدفق السياحي الصيني من نحو 22 ألف سائح عام 2002 ليرتفع إلي نحو 26 ألف سائح عام .2005
***
إن توزيع حركة السياحة الصينية علي المقاصد السياحية الخارجية تشير الي اهتمام السائح الصيني في هذه المرحلة علي زيارة المناطق التي يتشكل سكانها من الصينيين أو توجد بها جاليات صينية كبيرة.
إن المقاصد العشرة التي تحظي بإقبال السائح الصيني هي هونج كونج وماكاو وتايلاند واليابان وروسيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وسنغافورة وكوريا الشمالية واستراليا، ان هونج كونج تأتي في المقدمة حيث تستقبل 13 مليون سائح صيني بينما يبلغ العدد الذي يزور ماكاو 7.5 مليون واليابان 1.2 مليون تليها روسيا 809 آلاف سائح.
إن الزيادة المطردة في عدد السياح الصينيين الذين يقومون برحلات خارجية لابد أن تشجعنا علي تكثيف حملات دعاتينا في السوق الصيني أن كل الدلائل ومع الارتفاع في مستوي معيشة الفرد الصيني فإن أي استثمار في عمليات التسويق بالسوق الصيني سوف يكون له عائد مؤكد في المستقبل.