استكمالاً لسلسلة اللقاءات الرسمية والمهنية التى يعقدها زهير جرانه وزير السياحة فى إطار زيارته التنشيطية إلى المملكة العربية السعودية، التقى وزير السياحة بصاحب السمو الملكى الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بالسعودية حيث تمت مناقشة تبادل الخبرات فى المجال السياحى ولاسيما فى مجال التدريب.
فى بداية اللقاء أكد جرانه على عمق العلاقات المصرية السعودية على مدار التاريخ مشيراً إلى المكانة الخاصة التى يحظى بها السائح السعودى فى مصر. كما تحدث جرانه عن أسباب انخفاض أعداد السائحين السعوديين إلى مصر فى عام 2009 ومنها تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وأنفلونزا الخنازير علاوة على بعض الشائعات عن انتشار مرض الطاعون فى أحد المدن المصرية.
كما استعرض جرانه الحركة السياحية الوافدة إلى مصر فى عام 2009 موضحاً أن مصر استقبلت 12.5 مليون سائح خلال عام 2009 كما حققت ليالى سياحية بلغت 126.5 مليون ليلة سياحية.
وقد تحدث الأمير عن صناعة السياحة فى السعودية مؤكداً أن السعوديين يعتبرون القطاع السياحى الآن أحد أهم القطاعات الاقتصادية وتوليه الجهات السعودية المعنية الأولوية القصوى، مشيراً إلى التصنيف الفندقى الذى يتم فى الفنادق وفقاً لمعايير منظمة السياحة العالمية (باستثناء مكة والمدينة نظراً لطبيعة فنادقهما فى استقبال الحجاج والمعتمرين وهو ما لا يتطلب نفس تجهيزات السائح العادى).
كما أشار الأمير إلى أنه لن يتم تسكين الحجيج والمعتمرين فى العمائر والقصور والسكن الإدارى المفروش إلا بعد إخضاعها للاشتراطات الأمنية والفنية وحتى يتم تقييم أوضاعها للحفاظ على حياة المعتمرين والحجاج. ومن جانبه أشار جرانه إلى التعاون الوثيق بين الجهات المعنية المصرية والسعودية لتحقيق مواسم عمرة وحج ناجحة مدللاً على ذلك بالنجاح الذى شهده موسمى العمرة والحج الماضيين.
كما التقى جرانه بأعضاء الغرفة التجارية الصناعية بالرياض حيث بدأ اللقاء بكلمة ترحيب من السيد عبد الرحمن بن على الجريسى رئيس مجلس إدارة الغرفة لوزير السياحة المصرى. وأوضح رئيس الغرفة أن القطاع السياحى أصبح من أهم القطاعات التى تربط اقتصاديات الدول ببعضها البعض.
كما أشار رئيس الغرفة إلى أن السائح السعودى يشعر بأن مصر هى وطنه الثانى بغض النظر عن سبب زيارته لمصر، مؤكداً على أن مصر شقيق وشريك أساسى للمملكة السعودية.
وعن النمو الاقتصادى فى السعودية، أكد رئيس الغرفة أن السعودية تشهد الآن طفرة اقتصادية ولاسيما فى قطاعات التشييد والبناء والتعليم ومشروعات القطاع الصحى، موضحا أن المملكة تهتم أيضاً بالصادرات حيث تصدر إلى 120 دولة، مؤكدا على رغبة الجانب السعودى فى زيادة وارداته من مصر وهو ما يمكن تحقيقه من خلال تهيئة مزيد من تواصل الوفود من البلدين.
كما أوضح رئيس الغرفة أن أكثر من 7 ملايين سعودى يسافرون سنوياً من المملكة سواء سائحين أو رجال أعمال مشيراً إلى الرغبة فى أن تحظى مصر بالنصيب الأكبر من هذا العدد، كما أضاف أن هناك حوالى 450 ألف سعودى يمتلكون منازل فى مصر وان الاستثمارات السعودية فى مصر بلغت حوالى 12 مليار دولار وأن حركة السياحة السعودية إلى مصر تمثل 5% من إجمالى الحركة السياحية الخارجة من السعودية.
ومن جانبه تحدث وزير السياحة المصرى معرباً عن سعادته بالتواجد فى السعودية شاكراً الحفاوة التى تم استقباله بها من الجانب السعودى.
كما أشار جرانه إلى قيام وزارة السياحة المصرية بدعوة عدد من الإعلاميين السعوديين لإطلاعهم على تطور المنتج السياحة المصرى والتعريف بآخر تطور الحركة السياحية المصرية، مؤكداً على حرص وزارة السياحة على القضاء على كافة المعوقات التى قد تحول دون زيادة الحركة الوافدة من السوق السعودية مشيراً إلى قيام الوزارة بإدراج خط ساخن لتلقى الشكاوى خاصة المتعلقة بالتمييز السعرى فى الفنادق بين العرب والجنسيات الأخرى وذلك على رقم تليفون: 19654.
كما أضاف جرانه أنه فيما يتعلق بسياحة بيوت الأجازات، ما زال هذا النمط يشهد نموا ملحوظاً مشيراً إلى أن بيوت الأجازات فى مصر لا تتعدى بضعة آلاف (حوالى 4000 فقط) فى حين يصل عدد هذه البيوت فى أسبانيا- على سبيل المثال- إلى أكثر من 3 ملايين بيت، وأشار إلى توقعاته أن يتضاعف هذا العديد على مدار الأعوام القادمة.
كما عقد جرانه مجموعة من اللقاءات الإعلامية مع عدد من كبرى وسائل الإعلام السعودية منها التليفزيون السعودي، القناة السعودية الناطقة بالإنجليزية علاوة على التليفزيون المصري، استعرض خلالها أسباب زيارته للمملكة والتي يأتي على رأسها لقاء المستثمرين السعوديين للتعرف على المشكلات والمعوقات التي تواجههم وكيفية التعامل معها، وذلك بالإضافة إلى تنشيط حركة السياحة من السعودية لمصر .
وأشار جرانه إلى أن جميع الانتقادات والمشكلات التي تُعرض عليه خلال زياراته لها أكثر من محور أولها ما يقع تحت مظلة وزارة السياحة ويتم اتخاذ الإجراء المناسب لحلها وإزالة أسباب الشكوى فورا أما ما يقع تحت مظلة وزارات أخرى فيتم التنسيق مع الوزارات المعنية، مؤكدا على أن صناعة السياحة تُبني على كل ما يتم تأسيسه من الوزارات الأخرى. وأضاف أنه هناك بعض السلوكيات الفردية التي لا تمثل الشعب المصري ولكنها تعطي انطباعا سيئا للسائح عن مصر ويتم التعامل معها من خلال حملات التوعية التي بدأتها وزارة السياحة للفت النظر لأهمية السلوكيات الفردية وكيفية التعامل مع السائح في دفعه لتكرار الزيارة لمصر وتفضيلها كمقصد سياحي على المقاصد الأخرى.
واستعرض الوزير تطور الحركة السياحية خلال الخمس سنوات الماضية حيث أشار إلى أن نسبة النمو فى أعداد السائحين خلال عام 2009 بلغت 45.6% مقارنة بعام 2005 ونسبة نمو في عدد الليالي السياحية بلغت 48.5% مقارنة بعام 2005 . كما استعرض النمو الذي شهدتها الطاقة الفندقية في مصر، مؤكدا على أن ثلث عدد الغرف تحت الإنشاء يوجد بمنطقة الساحل الشمالي حيث أنها من المناطق الواعدة سياحيا ، مضيفا أن خطة الوزارة تهدف إلى تنويع المنتج السياحي المصري وإنشاء مقاصد سياحية جديدة مع تطوير المقاصد القائمة بالفعل مع الحفاظ على العوامل البيئية المميزة لكل منطقة وذلك لإرضاء جميع أذواق ومستويات السائحين. وأضاف أنه مع عدد الغرف المرشحة للتشغيل خلال الخمس سنوات القادمة فإنه من المفترض أن يتم مضاعفة عدد السائحين لشغل هذه الغرف وهو ما يتطلب تطور كبير في البنية الأساسية حتى يمكن تقديم خدمات متميزة لهذه الأعداد مشيراً إلى أن البرنامج الانتخابي للسيد الرئيس يهدف إلى تحقيق 14 مليون سائح في علم 2011 مشيراً إلى أن ذلك ما يتم السعي إليه حالياً.
وفي سؤال عن الجهات المسئولة عن تنظيم الحج والعمرة في مصر أكد جرانه أن الجهة المسئولة عن تنظيم العمرة هي شركات السياحة التي تقع تحت مظلة وزارة السياحة مضيفاً أنه فيما يخص الحج فتقوم عدة جهات بتنظيمه منها وزارتي الداخلية، والتضامن الاجتماعي وذلك بالإضافة إلى وزارة السياحة. وأكد جرانه على تعلق الشعب المصري بالمشاعر المقدسة وقيام عدد كبير من المصريين بتكرار العمرة بشكل دوري حيث يتم إنفاق حوالي 10 مليارات جنيه في العمرة والحج. وأكد على فاعلية الإجراءات التي تم اتخاذها لتقليل أعداد المتخلفين من المعتمرين حيث انخفض العدد من حوالي 120 ألف إلى حوالي 4 آلاف في العام الأخير.
وقد أكد جرانه في جميع لقاءاته على أن راحة السائح والمستثمر على رأس أولويات الحكومة لما للسياحة من أهمية كبيرة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية حيث تساهم بـ 11,3% من إجمالي الناتج المحلي ولذلك فهناك منظومة تعمل عليها الحكومة وهي التكاتف والتعاون بين الجهات المعنية والقطاعين العام والخاص ووسائل الإعلام والمجتمع المدني ليؤدي ذلك للنمو الاقتصادي المأمول.