تحرص مدينة جنيف علي اظهار تماسك مؤسساتها السياحية بالتركيز علي المضي قدما في تنفيذ خططها واستعدادتها لموسم الصيف الذي يحدث انتعاشا حقيقيا لاقتصاد المدينة التي يقول مسؤولي هيئتها السياحية انها لاتخشي آثار الازمة المالية وانفلونزا الخنازير ! ويقول مسؤولون سويسريون ان السياح الخليجيين حجزوا 100 الف ليلة لقضاء عطلات الصيف في جنيف وسلطنة عمان ستحل بتراثها العريق ضيف شرف علي المدينة .
ويؤكد فرانسوا بريان رئيس هيئة السياحة في جنيف علي اهمية السياحة الخليجية مصدر للدخل القومي في سويسرا بوجه عام وجنيف علي وجه الخصوص .
وقال في حوار لقاء معه في جنيف ان الازمة المالية والاقتصادية تركت اثارا سلبية علي كافة القطاعات في مختلف دول العالم وسويسرا واحدة منها .
واشار الي ان هناك تراجعا بنسبة 10% في اعداد السياح الي جنيف خلال الربع الاول من العام 2009 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي مشيرا الي ان العام 2008 شهد قضاء ثلاثة ملايين ليلة سياحية في جنيف وهو اكبر رقم في تاريخ السياحة بمدينة جنيف .
وذكر ان معظم الدول تاثرت بالازمة والناس بدأوا مراجعة حساباتهم فيما يتعلق بالسفر والعطلات , الا ان دولة الامارات ودول مجلس التعاون الخليجي هي الاقل تضررا بالازمة المالية والاقتصادية التي عصفت بالعالم / .
وقال ان الخطط السياحية الخليجية والحجوزات المبكرة تشير الي قضاء مائة الف ليلة سياحية في موسم الصيف لهذا العام في مدينة جنيف الامر الذي يؤكد ان دول مجلس التعاون الخليجي لاتزال من اهم المناطق التي ترسل السياح الي جنيف .
واوضح ان جنيف سوف تعاني من تراجع السياح الاوروبيين والامريكيين بسبب الازمة المالية الا ان الاقبال الخليجي لايزال مطمئنا لنا .
وقال ان انفلونزا الخنازير سوف تؤثر في حال انتشارها عالميا الا ان المرض لايزال تحت السيطرة حتي الان ويصعب التنبؤ بتأثيره علي السياحة .
وذكر ان مهرجان جنيف لهذا الصيف سوف يكون مميزا للخليجيين علي وجه الخصوص نظرا لان سلطنة عمان هي ضيف الشرف للمهرجان الذي يمتد طيلة شهر اغسطس .
واضاف قائلا / ان هناك اكثر من مائة شخص من عمان سوف يشاركون في المهرجان بفرق فنية مثل الاوركسترا السلطانية , وفولكلور شعبي ومأكولات شعبية في قري عمانية علي الطراز المحلي ستتم اقامتها في الحديقة الانجليزية وسط جنيف علي البحيرة مباشرة .
انفلونزا الخنازير مبالغة !
استبعد الخبير السياحي السويسري سلفاتوري دي ميري ان تؤثر انفلونزا الخنازير علي موسم السياحية الصيفية في جنيف , واشار الي ان المرض حتي الان تحت السيطرة ولايدعو للقلق .
كما استبعد ان تؤثر الازمة المالية علي السياحة الخليجية في جنيف بقوله ان العائلات الخليجية تقضي عادة عطلاتها في جنيف ولايوجد مايحول دون ذلك نظرا لاستقرار الاوضاع الاقتصادية والمالية في دول الخليج بوجه عام .
وقال ان الازمة حقيقة في امريكا واوروبا وبعض الدول العربية والاسيوية اما دول الخليج فهي الاقل تضررا في العالم ومواطنيها بخير .
واوضح دي ميري وهو مدير عام فندق بريستول جنيف ان جنيف بدأت استعدادتها من الان لاستقبال الاف المصطافين الخليجيين والعرب باقامة مهرجانات ومعارض فنية وموسيقية وثقافية وتراثية خلال شهري يوليو واغسطس القادمين .
واشار الي ان الحجوزات المبكرة تؤكد ان فنادق جنيف سوف تكون مشغوله هذا العام من السياح الخليجيين والعرب مشيرا بهذا الصدد الي ان سر الاقبال الكبير يرجع الي افضلية سعر صرف الفرنك السويسري مقابل اليورو وهو الامر الذي يوفر اسعار اقل للفنادق والخدمات مقارنة بالدول الاوروبية الاخري .
وقال دي ميري ان الطريقة التي تنظر فيها سويسرا اليوم للسائح الخليجي تدفعها الى اعداد عروض خاصة للعائلات تحترم التقاليد العربية .
وذكر ان مدينة جنيف لوحدها تضم 130 فندقا اي ما يعادل 629‚14 سريرا اما منطقة بحيرة جنيف يوجد بها حاليا 362 فندقا تضم 834‚20 سريرا من مختلف الدرجات السياحية فيما يوجد في منطقة ماترهورن نحو 830 فندقا بها 35 الف غرفة و600‚114 سرير.
وقال ان بحيرة جنيف تعد رمز المدينة الساطع في عيون الزوار من كافة انحاء العالم بقوله ان هذه البحيرة هي الاكبر في غرب اوروبا وتبلغ مساحتها 582 كيلومترا مربعا وترتفع عن سطح البحر 373كلم2 وتشتهر جنيف بنافورتها العملاقة التي تعتبر رمزا للمدينة تماما كما تمثال الحرية في نيويورك وايفيل في باريس لذلك يحرص السياح على الابحار في نزهات على متن السفن والمراكب الصغيرة في البحيرة للدوران حول البحيرة والتقاط الصور التذكارية والاستمتاع برذاذ الماء المتدفق الى اعالي السماء على ارتفاع 115 مترا بوزن يصل الى 20 طنا تقريبا .
واوضح ان حاملي تاشيرات الاتحاد الاوروبي ” شنغن” من مواطني دول الخليج ليسوا بحاجة الي تاشيرات دخول مسبقة الي سويسرا , وبامكانهم البقاء لمدة 3 شهور متتالية .
واعتبر ان منطقة الخليج لاتزال من اهم المناطق الحيوية التي تعتمد سويسرا عليها في تنفيذ العديد من البرامج والخطط السياحية .
وحول العروض الصيفية التي يقدمها للسياح الخليجيين والعرب قال دي ميري اننا نقدم مواصلات مجانية داخل جنيف لنزلائنا ونمنحهم بطاقات للرحلات النهرية مجانا ونضمن لهم استعادة الضرائب علي المشتريات والانفاق بوجه عام , اضافة الي الخدمات الخاصة بالاطفال وغيرها من الخدمات الخاصة مثل الماكولات الشرقية والترفيه في السبا الذي يراعي العادات والتقاليد العربية والاسلامية .
وقال اننا نوفر للنزلاء اقصي درجات الامان والخصوصية مشيرا الي انه تم اعادة تجديد الفندق بالكامل وخاصة الغرف والاجنحة والمطاعم والنادي الصحي بحيث اصبح الفندق الاول في جنيف كصديق للبيئة .
موسم الصيف في جنيف
من جانبه قال الخبير السياحي السويسري برنارد لافانشي ان الوضع الاقتصادي في منطقة الخليج طبيعي ولم يتضرر بالازمة المالية العالمية وهذا ينعكس ايجابا علي السياحة في جنيف التي تراهن علي السائح الخليجي .
و قال مدير عام فندق / غراند بريه / في جنيف برنارد لافانشي ان موسم الصيف في جنيف سيكون نشطا للغاية بفضل الحجوزات المؤكدة من دول الخليج ونظرا للانشطة والفعاليات المقرر اقامتها في المدينة .
وذكر ان هناك عروضا فندقية باسعار خاصة للعائلات الخليجية اضافة الي الوجبات الشرقية التي يتم تقديمها طيلة فترة الصيف للسياح العرب والخليجيين وقال ان مهرجان جنيف سوف يتضمن العديد من الفعاليات المثيرة للاهتمام وخاصة لدي العائلات والاطفال ومحبي رياضات القوارب الشراعية واليخوت ومشاهدة الفرق الاستعراضية والفنية والموسيقي والالعاب النارية .
وقال ان هناك مبالغة في الحديث عن مخاطر انفلونزا الخنازير والازمة المالية مشيرا الي ان الاوضاع في القطاع السياحي والاقتصادي تتجه الي الاستقرار .
وذكر بيرنارد ان الحجوزات من الدول الخليجية مشجعة مشيرا الي ان / غراند بري / يعتزم اقامة مهرجان للمأكولات الخليجية والشرقية احتفاءا بزوار جنيف وقال اننا نقدم لنزلائنا مواصلات بحرية وبرية مجانية داخل جنيف ونوفر كل الخدمات اللازمة للاسرة من ترفيه للاطفال والرحلات والفضائيات والتسلية خاصة للعائلات التي تمضي فترات طويلة .
واشار الي ان استعدادات مدينة جنيف لاقامة مهرجان صيف 2009 سوف تشكل عامل جذب سياحي متميز لهذا الصيف .
وقال ان معظم الزوار في موسم الصيف من ابوظبي ودبي والرياض وجدة وقطر والكويت.
واعرب عن اعتقاده ان هدوء السويسريين وحبهم للاجانب هو سبب رئيسي لزيادة اعداد الزوار من الدول الخليجية والعربية كما ان الطبيعة الجبلية او المدن الراقية الامنة والاجواء المعتدلة صيفا تشكل عوامل جذب للزائر .
واشار الي ان سويسرا لاتزال الاكثر امنا بين الدول الاوروبية والولايات المتحدة , ولاتزال تراهن علي اجتذاب النسبة الاكبر من الزوار العرب سواء بقصد السياحة او التجارة او العلاج .
جنيف مدينة فاتنة
وعن اسباب تعلق السياح الخليجيين بمدينة جنيف قال السيد برنارد ان جنيف مدينة فاتنة لا مثيل لها في سحرها وجاذبيتها، وهناك ساحة رومانية قديمة ترجع لهذا التاريخ القديم، اصبحت اليوم ميدانا من اهم ميادين جنيف وهو ميدان بورج دي فور، ومن موقعها الفريد بين جبال الالب وعلى شواطئ بحيرة جنيف أو بحيرة ليمان، كما يطلق عليها الفرنسيون تحفة تسر الناظرين، ومدينة يفتخرون بها وتفتخر بها سويسرا كلها، وتدور الحياة في جنيف حول البحيرة التي يبلغ طولها نحو 45 ميلا والتي تبدو وكأنها هلال كبير، وتحتل المطاعم الراقية والفنادق الانيقة الجانب الأيمن من هذا الهلال، اما الجانب الايسر فهو مكان التسوق والأعمال التجارية•
ومضي قائلا …اذا كانت جنيف لموقعها الجغرافي المتميز في قلب سويسرا، هي نقطة انطلاق الى كل انحاء سويسرا، حيث تتقاطع فيها كل الطرق المؤدية الى كل المدن السويسرية تقريبا•فإن مطارها يوفد رحلات مباشرة لأكثر من 80 جهة في العالم، ولا يبعد المطار عن قلب جنيف، هو ومحطة السكك الحديدية بأكثر من خمسة كيلومترات، وتضم جنيف ارقى المحال والمراكز التجارية على مستوى العالم كله، ولذلك تعتبر عاصمة التسوق العالمية، ويسهل من عملية التسوق وقوع معظم المحال والمراكز التجارية في منطقة واحدة، وتضم جنيف كذلك اربعة من أشهر بيوت المزادات في العالم اشهرها دار نتيكوردم، وتقام المزادات في هذه البيوت غالبا في شهري مايو ونوفمبر من كل عام، وبالطبع تتحول جنيف خلال هذين الشهرين الى مركز مهم وسوق رئيسي للأعمال الفنية العالمية•
وخلص الي القول ان جنيف بطبيعتها مدينة المهرجانات، فهي فاتنة، مدينة ممتلئة بالبهجة والسرور بكل ما تحمله وتملكه من امكانيات، فانك تشهد هناك العديد من المهرجانات منها مهرجانات الموسيقى التي تحتضنها جنيف، والتي تتنوع ما بين الموسيقى الكلاسيكية ومهرجانات موسيقى الجاز، والروك، والموسيقى النحاسية، بالاضافة إلى العديد من المهرجانات الفنية والمسرحية والرياضية، فمهرجان جنيف يجتذب كل عام الملايين من الزوار/ .
رمضان في صيف جنيف !
في سياق الاستعدادات الجارية لانطلاق “أعياد جنيف”، اندلع جدل مبكر في الأوساط السياحية في المدينة بخصوص المكانة التي يجب أن يحظى بها السياح الخليجيون في برمجة هذه التظاهرة خصوصا وأنها ستتزامن ابتداء من الصيف المرتقب مع شهر رمضان المبارك .
ويقول فرانسوا بريان رئيس هيئة السياحة في جنيف ان فنادق المدينة استعدت منذ اسابيع لاستقبال شهر رمضان في منتصف اغسطس القادم باقامة برامج خاصة بالعرب والمسلمين مثل صلاة الجماعة والافطار الجماعي في القاعات الفسيحة اضافة الي قوائم المأكولات الرمضانية والعادات التي يمارسها المسلمين في بلادهم .
ويأتي هذا الاهتمام بتوفير متطلبات السائح المسلم في شهر رمضان المبارك في الوقت الذي كشف فيه المكتب الفدرالي للإحصاء عن ارتفاع نسبة الزوار العرب الوافدين من منطقة الخليج في عام 2008 بحوالي 48% مقارنة بالعام السابق ليصل عددهم إلى حوالي 35 ألف شخص.
مع قرب افتتاح أعياد جنيف في شهر يوليو القادم والتي تستمر حتى الحادي عشر من أغسطس، بدأت المدينة الواقعة على ضفاف بحيرة ليمان تستعيد بعضا من مشاهدها العربية مع بداية توافد السياح الخليجيين عليها وتأقلم القطاعات السياحية مع عاداتهم وتقاليدهم الغذائية والترفيهية.
ويري خبراء السياحة السويسرية ان فئة الزوار الخليجيين ومن منطقة الشرق الأوسط هي التي عادة ما تسمح لفنادق الخمسة نجوم بتحقيق أكبر حجوزات خلال فصل الصيف، وتسمح لها بتأمين 80% من حجم مبيعاتها للموسم السياحي. وهو ما يعني بلغة الأرقام 50 مليون فرنك للفنادق وحدها وحوالي 100 مليون فرنك في المجموع إذا ما أضيفت لها نفقات المطاعم والمشتريات والهدايا وما شابه ذلك.
اثار تزامن تنظيم أعياد جنيف مع شهر الصيام ابتداء من عام 2011 حتى العام 2013 نقاشا حادا داخل الأوساط السياحية في جنيف بسبب التخوف من أن يؤدي ذلك الى إثناء فئة السياح الخليجيين والشرق أوسطيين عن القدوم الى جنيف في شهر رمضان المبارك .
وهذا ما دفع البعض الى اقتراح تقديم موعد تنظيم أعياد جنيف إلى شهر يوليو بدل الأسبوع الأول من أغسطس، إلا أن المشرفين على المكتب السياحي لجنيف وعلى تنظيم أعياد جنيف اعتبروا أنه يُوجد بعض المشاكل نظرا لتزامنه مع تظاهرات أخرى مثل مهرجان نيون للموسيقى.
عن دنيا الوطن