في ختام جولته بالعاصمة الروسية موسكو اعلن زهير جرانه ان ثمة توقعات تشير الى ان السياحة الروسية سوف تستعيد عافيتها تدريجيا خلال الاشهر القليلة القادمة ،وان الروس طلبوا بصفة رسمية التعاون مع الجانب المصرى لدفع حركة السياحة فى روسيا من خلال الترويج المشترك للمنتجع المصرى . .واجرى زهير جرانه وزير السياحة مجموعة أخرى من اللقاءات المهنية والإعلامية خلال معرض الـ Intour، الذي يختتم أعماله اليوم، حيث ألتقى بمراسل وكالة الأنباء الروسية الحكومية Ria Novosty حيث استعرض الحركة السياحية من السوق الروسية حيث أشار إلى أنه وصل إلى مصر خلال شهري يناير وفبراير من العام الحالي 203ألف سائح روسي بالمقارنة بـ 309 ألف سائح خلال نفس الفترة من عام 2008 وهو ما تُرجم إلى انخفاض قدره 27,2% في أعداد السائحين و45% في الليالي السياحية.
كما ناقش التحديات التي تشهدها صناعة السياحة على مستوى العالم نتيجة للأزمة الاقتصادية الحالية وذلك في حديث أجراه مع جريدة Federalnaya Gazzette ، حيث أشار إلى التوقعات بإنخفاض أعداد السائحين في مصر خلال 2009 بحوالي 12% عن العام الماضي مشيراً إلى الجهود التي تبذلها الوزارة لتقليص هذا الانخفاض.
وأضاف جرانه أن الوزارة أجرت العديد من الدراسات والتي أثبتت أن السياسة التسعيرية تعتبر ذات أهمية قصوى لدى المستهلك وكذلك قيامه بالحجز في الدقيقة الأخيرة Last- Minute booking، واختصار ليالي الإقامة خارج الموطن الأصلي للسائح.
وبالنسبة للحادث الذي تعرض إليه مجموعة من الفرنسيين في منطقة الحسين الشهر الماضي، أكد جرانه على أنه من المؤسف للغاية وقوع مثل هذه الاعتداءات ولابد من التعامل معها على أنها حوادث فردية لا يجب أن تنال من أمن السائح وسلامته ورغبته في السفر والاستمتاع برحلته، حيث أنه من المؤكد أن السائحين أصبحوا أكثر دراية وتفهماً لإمكانية حدوث ذلك في العديد من الدول وأنه يتعين علينا جميعاً التصدي لهذه الحوادث بمنتهى الحزم والاصرار على مواجهتها لهؤلاء الذين ينالون من احساس السائح بالأمن والأمان في المقصد الذي يتوجه إليه.
وعقب ذلك عقدت مجموعة العمل الروسية – المصرية اجتماعاً شارك فيه الوفد المصري المكون من ممثلي الغرف السياحية والاتحاد، وعمرو العزبي وذلك برئاسة الوزير زهير جرانه ود أناتولي ياروشكين رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للسياحة على رأس الجانب الروسي حيث تناول الاجتماع مجموعة من الموضوعات التي تحظى بأهمية خاصة للسائح الروسي أثناء زيارته إلى مصر، وفي هذا الشأن أشار ياروشكين إلى الحادث الذي تعرض له السائحين الروس في نوفمبر الماضي …حيث أكد جرانه أن الحكومة المصرية تضع موضوع تأمين السائحين نصب أعينها وأنه يتم التعامل مع هذه القضية بمنتهى الجدية، مشيراً إلى أن القيادة السياسية المصرية قامت بتقديم التعازي إلى الحكومة الروسية والشعب الروسي الذي تربطه علاقات تاريخية وطيدة منذ عقود طويلة وأضاف جرانه أنه هناك تطوير دائم في اجراءات التأمين بما يكفل حماية جميع السائحين.
وأردف جرانه قائلاً أنه كان قد دعا الإعلام الروسي أثناء لقاءاته مع مجموعة من ممثليه إلى ضرورة التنبيه على السائحين الروس التعامل مع الشركات السياحية الجادة والتي لديها مصداقية كافية حتى يتم تلافي هذه السلبيات التي تضر بكل من سمعة السياحة المصرية وسلامة السائح على حد سواء.
ثم استعرض أعضاء الوفد المصري الإجراءات التي تتخذها الوزارة لرفع كفاءة وجودة مجموعة من المفردات الهامة في المنظومة السياحية وهي مجالات التدريب، حوادث الطرق، الغطس. فبالنسبة للتدريب أشارت مسئولة التدريب في الوزارة إلى أنه خلال الخمس والعشرين سنة الماضية كانت مصر حريصة على تطوير البنية الأساسية لديها سواء بالنسبة للفنادق، المطاعم، الطرق، المطارات … إلخ وأن الخدمة المقدمة للسائح تُعتبر من أهم العناصر في عملية تطوير القطاع السياحي.
وبالنسبة للموارد البشرية ، أشارت ” راندا مصطفى” أن هناك ثلاث مستويات للتدريب فيما يتعلق برفع كفاءة هذه الموارد، فعلى المستوى الأول (سائقي الأتوبيس، عمال الفنادق، موظفي الاستقبال إلخ) وفيما يخص هذا المستوى هناك تنسيق بين اتحاد الغرف السياحية ومدارس الفندقة في الولايات المتحدة الأمريكية للإستعانة بخبراتها في هذا المجال وكذلك مع النمسا لتأهيل السائقين وتم عقد اتفاقية في هذا الشأن وسيتم إطلاق فاعليات هذا المشروع في إبريل القادم، بالإضافة إلى مناهج لتعليم اللغات وأن نقطة البداية ستنطلق من مدينتي الغردقة وشرم الشيخ وبالنسبة للمستويات الوسطى والعليا (الإدارة الوسطى والإدارة العليا) فإنه تم تصميم برنامج مع إحدى معاهد أيرلندا (IDI) وكذا مع جامعة كورنيل وذلك عبر الإنترنت.
وأشار“حسام الشاعر” ممثل جمعية الوكلاء السياحيين المصريين إلى أنه بدأ العمل بتطبيق معايير الجودة لمواجهة حوادث الطرق وأنه تلاحظ أن السبب الرئيسي لذلك هو تعامل العديد من السائحين مع شركات نقل غير قانونية وأنه يتعين على منظم الرحلات التأكد من أن الشركات المستخدمة تطبق الضوابط الموضوعة اللازمة مثل استخدام محددات السرعة، وجود سائق إضافي، تقوم بالمراجعة الفنية بكل جوانبها وأنه تم التنبيه على جميع منظمي الرحلات في الغردقة وطُبقت التجربة بالفعل، وسيتم تطبيقها في إبريل القادم في شرم الشيخ لضمان سلامة وأمن السائحين كما أشار الشاعر إلى ضرورة سداد الشركات الروسية مستحقاتها حتى يتسنى للجهات المصرية تقديم الخدمة المطلوبة للسائح الروسي وعدم تعريض رحلته إلى الإلغاء.
ومن ناحية اخرى أشار “نادر الببلاوى” نائب رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية الى ان الاتحاد يضم غرف الوكلاء السياحيين ، المحلات والعاديات ، الفنادق ،المطاعم ، الغطس وأثنى على التعاون الوثيق بين الاتحاد والوزارة ولاسيما فى مجال التعليم والتدريب ، الذى يعتبر ركيزة اساسية لرفع الكفاءة وتحقيق الجودة المطلوبة .
وأشار “هشام جبر” رئيس غرفة الغوص والأنشطة المائية إلى أن إنشاء الوزارة لهذه الغرفة ينبع أساسا من فكرة ضرورة توفير الجودة والحماية فى مجال الغطس فى مصر وإرساء المعايير الدولية فى هذا المجال وانه قد تم إنشاء غرفة مراجعة وتحكم وتم ذلك بين المعهد النمساوى والجانب المصرى لضمان الالتزام بضوابط الايزو ” ISO ” وأنه لا يتم حالياً تجديد التراخيص للمراكز الغير ملتزمة ، وانه هناك فترة سماح حالياً حتى أخر يونيو 2009 ،يتم بعدها إلغاء تراخيص أية مراكز يثبت عدم التزامها بتلك المعايير .
وبالنسبة لرحلات السفارى ، فأنه يتم تطبيق نفس المنظومة عليها وذلك خلال الربع الاول من العـام الحـالى
“حتى نهاية شهر ابريل2009 ” ، وأردف أنه تم إنشاء موقع على الانترنت للغرفة حيث سيتم نشر قائمة المراكز المخالفة وأن الغرفة قامت بلقاء الجانب الروسى إبان معرض الغطس فى موسكو فى فبراير الماضى وتم استعراض تلك الضوابط ومراجعة القائمة للتأكد من المراكز المعتمدة ، وبالنسبة لحوادث الغطس ، أشار جبر إلى أن هناك 1.5 مليون سائح يقومون بالغطس سنوياً ، وأن أرقام حوادث الغطس انخفضت بنسبة 15% عام 2008 ، معرباً عن أمله فى أن تختفى حوادث الغطس نهائياً .
وتساءل ممثلوا الجانب الروسى عن الانخفاض الذى تشير إليه الإحصائيات فى الحركة الروسية الى مصر خلال الشهرين الماضيين وأوضح جرانه أن السبب الرئيسى هو الأزمة الاقتصادية وانخفاض قيمة الروبل الروسى ، وأشار الى انه خلال لقاءاته بممثلى الشركات الروسية ، هناك توقعات بأن تستعيد السياحة الروسية عافيتها تدريجياً وأعرب جرانه عن شكره للجانب الروسى لطلبهم التعاون مع الجانب المصرى لدفع حركة السياحة فى روسيا من خلال الترويج المشترك للمنتجع المصرى .
وطالب ياروشكين رئيس الوكالة مرة أخرى بتكثيف التعاون بين الجانبين ، مشيراً الى ثقته فى المقصد السياحى المصرى كأحد المقاصد الرئيسية بالنسبة للسائح الروسى، وأردف أن منظمى الرحلات الروس يتوقعون انخفاضاً 25% بالنسبة لمجموعة من المقاصد السياحية ، وأن حركة الطيران انخفضت بنسبة 21% من موسكو خلال الشهرين الاولين من العام الحالى مقارنة بعام 2008 .
وعقب ذلك قام الجانبان بتوقيع اتفاقية تعاون فى الحالات الاتية (التدريب التقنى لإعداد كوادر فى قطاع السياحة، الترويج والتسويق، سلامة وأمن السائحين) .
وأستعرض أثناء اللقاء مقومات مصر فى هذا المجال من عناصر طبيعية ولاسيما فى مناطق شرم الشيخ ، جنوب الغردقة ، القاهرة ، الإسكندرية ، مرسى علم ، والواحات وأن هناك خطة حالية لتطوير هذا المنتج .
وبعد ذلك توجه جرانه للاحتفال بتوقيع الاتفاقية مع الجانب الروسى من خلال برنامج استضافة الوكلاء السياحيين ” Hosted Buyers Program ” ، القى خلالها جرانه كلمة أعرب فيها عن رغبته فى تمديد أواصر العلاقات بين الشعبيين وتعزيز ذلك من خلال السياحة ، كما أقترح ان يتم اشراك موردى الخدمات ” Suppliers ” فى معرض الـ Intour العام القادم وعلى ألا تقتصر على المشاركة الرسمية فقط وذلك حتى يتسنى للمعرض تحقيق مكانه أفضل ولتعظيم المردود المرجو منه ووعد ياروشكين بتضمين هذا المقترح والعمل على أخذه فى الاعتبار العام القادم باعتبار مصر شريكاً أساسيا عام 2010 .