موسكو – تقرير يكتبه اشرف الجداوى
فى اليوم الثانى لمعرض السياحة والسفر بموسكو والذى سجل هذا العام دورته السادسة عشر نشطت الشركات المصرية والفنادق فى اجنحتها وشهدت اليوم منذ الصباح الباكر جلسات مطولة مع ممثلى كبار منظمى البرامج السياحية الروس .. وسادت حالة من الحراك المهنى والمناقشات الساخنة مع بعضهم البعض امتدت حتى الساعة الاخيرة من ميعاد غلق الابواب … البعض يستفسر عن المنتجات الجديدة والتسهيلات من الجانب المصرى ،والبعض الاخر يسأل عن حقوقه الضائعة او المؤجلةلدى الجانب الروسى بعد ما توقف بعضهم عن السداد لمستحقات الفندق المصرى او الوكيل السياحى بسبب تعثره وامتناع البنوك عن مساعدته للظروف الحالية غير المشجعة على ممارسة الائتمان مثلما كان الحال قبل ذلك ..؟!
واجمالا فأن خلاصة تلك الجلسات المطولة بين المصريين والمنظمين الروس داخل الجناح الرائع الذى اعدته هيئة تنشيط السياحة المصرية تشى باخبار طيبة ومؤشرات دالة على ان الصورة ليست بالقاتمة التى يكرسها البعض هواة الصراخ والعويل على اللبن المسكوب ..وثمة توقعات بانفراج معقول مع بدايات الموسم الصيفى القادم لحركة السياحة الروسية الى المقصد السياحى المصرى .
هذا على المستوى المهنى التجارى اما بالنسبة للتحرك الترويجى التنشيطى الحكومى فقد شهد هشام زعزوع مساعد وزير السياحة المصرى ورئيس الوفد جدولا مزدحما باللقاءات الرسمية سواء مع الحكوميين الممثلين لبلادهم او مع المهنيين .. وتم تبادل الافكار والروئ حول صناعة السياحة الدولية والموقف الحالى والمستقبل القريب وكيفية ادارة الازمة الفريدة من نوعها والتى تدخلها السياحة العالمية قسرا لظروف الانهيار الاقتصاد العالمى غير واضح المعالم والاتجاهات حتى يومنا هذا ولحظة كتابة هذا التقرير ..!
وكذلك استقبل “زعزوع” اكثر من منظم برامج روسى من كبار المتعاملين فى السياحة المصرية ..يسمع ويناقش ويطرح افكار وحلول لمشكلاتهم المهنية والمعوقات التى تجابهم اثناء ممارستهم لعملهم مع المقصد السياحى المصرى “مشكلات خاصة بالتاشيرات او الموانئ والمطارات ،او دعم الطيران العارض ..، او جديد الافكار حول مشاركةالسياحة المصرية فى دعم منظمى البرامج فى حملاتهم الدعائية والاعلانية الترويجية للوصول الى العميل المستهدف .
كماألتقى زعزوع بمديري مجموعة من الشركات الروسية المتخصصة في سياحة الحوافز والاجتماعات إلى جانب مدير شركة متخصصة في السياحة الرياضية حيث استعرض زعزوع امكانيات مصر الكبيرة التي تؤهلها لاستقبال المزيد من سائحي هذه الأنماط ومن جانبهم أعرب مديرو الشركات عن إعجابهم بالمقصد السياحي المصري، مشيراً إلى أنه يتم بالفعل تنظيم رحلات من السوق الروسية لمحبي هذه الأنماط ويتراوح فيها عدد السائحين من 30- 40 ألف سائح مؤكدين أن مصر لم تحصل على نصيب كاف من هذه الأعداد.
وقد حدد مديرو الشركات خمسة مقاصد سياحية مصرية (القاهرة، الإسكندرية، الأقصر، الغردقة، شرم الشيخ) لتكون مقصداً لسياحة الحوافز وقد أوضح مديرو الشركات أن من أهم المشكلات التي تواجههم في بيع المقصد السياحي المصري هي عدم توافر بيانات كافية عن الفنادق والشركات السياحية التي تخدم سياحة الحوافز والمؤتمرات.
ومن جانبه أكد زعزوع أنه لا توجد مشكلة في توفير هذه البيانات وأن الوزارة على استعداد لتوفير التسهيلات اللازمة حتى يتسنى لهذه الشركات الترويج للمقصد المصري،كما أشار زعزوع إلى أن هيئة التنشيط السياحي المصرية قد بدأت في (النوادي المتخصصة) التي تهتم بأنماط سياحية معينة مثل سياحة الغوص والصحاري والاستشفاء.. مؤكداً على اهتمام مصر بالمشاركة في المعارض الدولية التي تقام في روسيا من منطلق اهتمامها بجذب المزيد من السائحين من السوق الروسية وقد حضر اللقاء مدير مكتب مصر للطيران بموسكو “سمير الصياد “والذي أشار إلى إمكانية قيام مصر للطيران بتقديم عروض خاصة لمجموعات سياحة الحوافز مشيراً إلى أن مصر للطيران بصدد زيادة عدد الرحلات إلى موسكو لتصبح 7 رحلات أسبوعياً بدءاً من شهر يونيو القادم.
وفي نهاية اللقاء دعا زعزوع مديري الشركات لزيارة مصر للتعرف على منتجها السياحي المتنوع ووعد بتنسيق لقاء مع وزير السياحة زهير جرانه وعمرو العزبى رئيس هيئة تنشيط السياحة.
وكان من اهم ما قام به رئيس الوفد المصرى ورصدته جريدة المسلة الاخبارية من قريب اليوم الدراسة المهنية التى قدمها بالتحليل والعرض “هشام زعزوع“” نيابة عن المنظمات غير الحكومية الأعضاء في منظمة السياحة العالمية وذلك في المؤتمر الذي عقدته منظمة السياحة العالمية على هامش فعاليات المعرض تحت عنوان “التنمية السياحية في ظل الأزمة الحالية”.
وفي بداية عرضه للدارسة استعرض “زعزوع” مؤشرات الحركة السياحية حول العالم في السنوات 1995 إلى 2008 –وفقاً لإحصائيات منظمة السياحة العالمية – مشيراً إلى الزيادة المضطردة للسياحة حول العالم والتي ارتفعت من 536 مليون سائح في عام 1995 إلى 924 مليون سائح في عام 2008. وأضاف زعزوع أن نسبة الزيادة في عدد السائحين حول العالم في النصف الأول من عام 2008 بلغت 5% مقارنة بنفس الفترة من عام 2007، بينما انخفض عدد السائحين بنسبة 1% في النصف الثاني من عام 2008 مقارنة بنفس الفترة من 2007، مشيراً إلى أنه من المتوقع –وفقاً لنفس الاحصائيات- أن يشهد عام 2009 انخفاضاً في حركة السياحة العالمية تتراوح بين صفر% إلى -3%
وقد عقب” زعزوع” على هذه المؤشرات مؤكداً أنه بالرغم من أن التوقعات للعام الحالي 2009 تشير إلى الانخفاض في معدل حركة السياحة العالمية، إلا أنه لا بد من تذكر أن هذا الانخفاض قد حدث بعد النمو الغير مسبوق في حركة السياحة على مدار السنوات الثلاثة الماضية والذي بلغ 7% سنوياً.
كما تحدث زعزوع عن التغيرات التي حدثت في اهتمامات القائمين على القطاعات الاقتصادية والسياحية حول العالم، ففي النصف الأول من عام 2008 كانت الاهتمامات تنصب على ارتفاع أسعار السلع وارتفاع معدل الفوائد وأيضاً ارتفاع سعر اليورو، أما في النصف الثاني فقد تحولت الاهتمامات لتتركز على ارتفاع معدل التضخم إلى جانب ما يستشعره المواطنون حول العالم من فقدان الثقة والقلق تجاه المستقبل.
وتطرق زعزوع في حديثه إلى كيفية استجابة منظمة السياحة العالمية للأزمة الحالية والخطوات التي اتخذتها في هذا الشأن حيث أشار إلى تشكيل لجنة الأزمات برئاسة وزير السياحة المصري التي تهتم بتشجيع التسويق وتبادل المعلومات حو السبل لمواجهة هذه الأزمة، هذا إلى جانب قيام المنظمة بعقد العديد من المؤتمرات والندوات الخاصة بهذا الموضوع وأيضاً الترويج والتنشيط للسياحة بإعتبارها عاملاً مؤثراً في مجابهة العديد من التحديات مثل الفقر والبطالة والتغيرات المناخية، كما تقوم المنظمة بتوزيع المؤشرات الخاصة بتحليل الحركة السياحية حول العالم وإطلاق المبادرات الخاصة بالتنسيق بين هذا التحليل وردود الأفعال تجاهه.
وعن أهم الموضوعات المتعلقة بمواجهة الأزمة قال زعزوع “يجب التعامل مع هذه الأزمة على أساس أنها أزمة فريدة في نوعها نظراً لعدم حدوثها قبل ذلك، كما أنها أكثر خطورة من الأزمات الاخرى نظراً لتداخل العديد من العوامل الأخرى المؤثرة” وأضاف زعزوع “أنه لابد من وجود رؤية واضحة وخطة متكاملة على المدى البعيد تتماشى مع الأهداف التنموية للأمم المتحدة”.
كما أكد زعزوع على وجوب استمرار الحكومات في الاستثمار في مجال السياحة حيث أن ذلك سيؤدي ليس فقط إلى المساهمة بشكل كبير في الخروج من الأزمة الحالية ولكن أيضاً سيؤدي إلى تحقيق التنمية السياحية المستدامة.