انهى الوفد المصرى السياحى الذى قام بزيارة للسودان فى الفترة من الثانى الى السابع من شهر ديسمبر الحالى زيارته التى جاءت تلبية لدعوة من وزارة السياحة السودانية للمساهمة فى تنمية السياحة هناك بالتوقيع على مذكرة تفاهم بتكوين شركة قابضة بين عدد من رجال الاعمال المصريين السياحيين وأكبر ثلاث شركات سياحة فى السودان والتى وقعها عن الجانب المصرى نائب رئيس غرفة شركات السياحة رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين للسياحة والشركات السودانية الثلاث.
واتفق الجانبان على أن تتولى الشركة القابضة اعداد وتنفيذ برامج سياحية مشتركة للمنتج السياحى المصرى السودانى فى وادى النيل واعداد برامج تسويقية ، وتكثيف النشاط الاعلامى السياحى المصرى السودانى عبر وسائل وسائل الاعلام المختلفة لتوعية الرأى العام فى البلدين بأهمية توحد المنتج السياحى فى البلدين وتكامله ،بالاضافة الى نقل الخبرات المصرية فى التدريب وادارة الفنادق ليستفيد منها الجانب السودانى .
وفى اطار تنفيذ مذكرة التفاهم اتفق فايز محمد احمد عضو مجلس ادارة جمعية رجال الاعمال المصريين للسياحة المتخصص فى الطيران على ادخال الطيران البرمائى الى السودان لربط سياحة وادى النيل فى مصر والسودان باعتبار أن تلك الطائرات ترسو على النيل وهو ما يعوض النقص فى المطارات فى السودان ويعمل على تنمية السياحة فى السودان وبخاصة السياحة النيلية ، كما أنه يربط الولايات السودانية بعضها البعض .
واتفق فايز على هامش تلك الاتفاقية على ادخال الاسعاف الطائر الى السودان والرش الزراعى باستخدام الطائرات ، كما تقوم شركته باجراء صيانة وعمرات مواتير الطائرات السودانية فى ورش الطائرات الموجودة فى السودان وذلك بالتعاون مع شركة من مولدوفيا التى يمتلك علاقات عمل معها من خلال شركته فى مصر .
وعلى هامش الاتفاقية السياحية المصرية السودانية قام حاتم رجائى عضو الوفد السياحى المصرى بالاتفاق على اقامة معرض لمستلزمات الفنادق فى السودان فى شهر مارس المقبل حتى يمكن الاعداد الجيد له ويضمن مشاركة أكبر عدد ممكن من العارضين بعد دراسته السوق السودانى ، مؤكدا على ضمانته نجاح المعرض بقوة فى جودة المنتج وتنافس اسعاره مع الموجود فى السوق السودانى .
ولم تكن مذكرة التفاهم التى تم توقيعها وليد مصادفة وانما جاءت لتعيد من جديد الازدهار فى العلاقات المصرية السودانية التاريخية وتؤكد عمق تلك العلاقات والتى تتميز بالتآخى والتكامل بين الاشقاء ، وهو الذى كان المحرك لاستجابة القطاع الخاص السياحى لرغبة نظرائهم فى السودان للاستفادة من الخبرات المصرية لتنمية قطاع السياحة فى السودان خاصة بعد هدوء الاوضاع نسبيا فى السودان وانتشار الامن فى ربوع السودان وتوقف المصادمات بين السودانيين وبعضهم .
وكان الاستقبال الحافل واللقاءات المهنية التى عقدها الوفد المصرى والتى تميزت فى مضمونها والتى كان ابرزها لقاء الوفد بوزير السياحة والحياة البرية السودانى جوزيف ملوال والذى أكد ترحيب السودان بالاستثمارات السياحية المصرية والرغبة الملحة فى التعاون مع القطاع السياحى المصرى والاستفادة من الخبرات المصرية فى هذا المجال .
وتميز لقاء الوفد السياحى المصرى بممثلين عن حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان بالترحاب الشديد ورافقوا الوفد المصرى فى جزء من جولاته الميدانية لبعض المناطق المقترحة لاقامة مشروعات سياحية بها والمناطق الاثرية فى السودان وهو ما خلف صدى طيب بين اعضاء الوفد المصرى ، ودعم فكرة التعاون واقامة شركة قابضة للسياحة.
كما التقى الوفد السياحى المصرى بوكيل وزارة الاستثمار السودانية عوض الكريم بله الطيب الذى أكد على اهمية زيارة الوفد للسودان وأن اعتبرها متأخرة باعتبار أن السودان دائما ما يحتاج الى الشقيقة الكبرى مصر لدعم كافة مخططاته لتطوير الصناعات المختلفة فى السودان فى كافة المجالات وبخاصة فى السياحة ، مشددا على دعم وزارة الاستثمار لكافة المشروعات المقترحة من الجانب المصرى فى مجال السياحة وتقديم كافة التسهيلات ودعم الاستثمارات السياحية المصرية فى السودان .
والتقى الوفد المصرى ايضا خلال زيارته الى السودان بالعديد من رجال الاعمال السياحيين السودانيين والاعلام السودانى المتخصص فى السياحة وغير المتخصص ايضا باعتبار أن تلك الزيارة لها بعد سياسى واقتصادى بالاضافة الى البعد السياحى الذى كان الاساس فى الزيارة .
وبعد انتهاء تلك الزيارة ومغادرة الوفد المصرى السياحى للسودان فيمكن أن تدعم النتائج توقعات الجانب السودانى بأن يكون العام القادم 2008 الذى يبدأ بعد اسابيع قليلة عام ازدهار للسياحة السودانية وعام للتعاون المصرى السودانى فى السياحة بعد دخول الاتفاقيات والمشروعات السياحية حيز التنفيذ الفعلى .