الرباط ….. في الوقت الذي تسير فيه أرقام قطاع السياحة بإيقاع أقل من المتوقع منها، يواصل المغرب تضييع فرصة الاستفادة من النمو الكبير الذي تعرفه "السياحة الإسلامية"، والمسيلة لعاب الدول الأوربية وحتى الآسيوية، التي دخلت في منافسة كبيرة من أجل استقطاب أكبر عدد من السياح المسلمين، بالنظر إلى حجم إنفاقهم.
وأظهر تقرير لوضعية السياحة الإسلامية حول العالم، والذي تعده مؤسسة "Salam Standard"، أن هذا النوع من السياحة حقق في ظرف سنة واحدة ما مجموعه 138 مليار دولار؛ وهو رقم يعادل الناتج الداخلي الخام للمغرب ولدولة غنية مثل الكويت، كما أنه يشكل 10 في المائة من مجموع النفقات السياحية في العالم، ومع ذلك يبقى نصيب المغرب من هذه السوق ضعيفا جدا لفائدة دول الشرق الأوسط والدول الآسيوية.
وتظهر الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان أوربا كأكبر المستفيدين من السياحة الإسلامية ونفقاتها، بحصولها على 64 مليار دولار من هذا النشاط السياحي؛ وهو ما يشكل 44 في المائة من مجموع النفقات السياحية "الحلال"، هذا بالإضافة إلى الأرباح الضريبية التي تجمعها البلدان الأوربية وأمريكا من هذا القطاع وتبلغ 12 مليار دولار.
وتبقى دول الشرق الأوسط، وخصوصا دول الخليج، في مقدمة الأسواق الأكثر إنفاقا في قطاع السياحة الإسلامية؛ بل إن نفقاتهم تشكل حوالي 40 في المائة من مجموع تكاليف هذا النشاط. ويقدر ما ينفقه سكان الشرق الأوسط في السياحة بأزيد من 60 مليار دولار سنويا.
وعلى الرغم من كون المغرب له علاقات إستراتيجية مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، فإنه لم ينجح إلى حدود الآن في الاستفادة من السوق السياحية لهذه الدول.
وتعتبر الدول الآسيوية ثاني الوجهات المفضلة للسياح من معتنقي الديانة الإسلامية، وتحوز لوحدها على 20 في المائة من مجموع النفقات. وتبقى تايلاند هي الدولة الآسيوية الأولى من حيث الاستفادة من السياحة الإسلامية، حيث توظف هذه الأخيرة ربع مليون فرد في هذا البلد، ويوظف 2,5 ملايين شخص في مجمل الدول الآسيوية.
ومن المتوقع أن يعرف القطاع، خلال السنوات الخمس المقبلة، ارتفاعا بنسبة 50 في المائة، و35 في المائة من حيث حجم الإنفاق. والملاحظ أن تركيا باتت تعتبر من كبار الدول في مجال السياحة الإسلامية خلال السنوات القليلة الماضية، وتواصل تكريس مركزها.
نقلا عن هسبريس