القاهرة "المسلة" ….. فى إطار الاحتفال باليوبيل الذهبى لرحيل على عبد الرازق، الذى نظمه المجلس الأعلى للثقافة بأمانة د. هيثم الحاج على – القائم بتسيير أعمال الأمين العام للمجلس طوال اليوم، اختتمت الفاعليات بمائدة مستديرة بعنوان "على عبد الرازق والدولة المدنية"، وأدارها د.حسن طلب، وشارك بها كل من: د.عاصم الدسوقى، د.سمير مرقص، د.عمرو كمال حامد، صلاح سالم، سيد محمود، د. حسام عبد الظاهر.
بدأ د.حسن طلب بطرح أهم عناصر الموضوع؛ متناولاً أهمية كتاب على عبد الرازق (الإسلام وأصول الحكم) فى بلورة فكرة الدولة المدنية التى تنفصل فيها السياسة عن الدين، بإعتبار أن هذا الانفصال هو الخطوة الضرورية التى تقيم دعائم العلمانية، مشيراً إلى المحاولات السابقة لعلى عبد الرازق فى هذا الاتجاه منذ النصف الأخير من القرن التاسع عشر، خاصة محاولة حسين المرصفى فى (رسالة الكلم الثمان)؛ وتوقف أيضا عند بعض المحاولات اللاحقة، خاصة ما طرحه خالد محمد خالد فى كتابه المهم: (الدين فى خدمة الشعب).
وبدأ الدكتور عاصم الدسوقى فألقى الضوء على ما أحاط بكتاب على عبد الرازق من ظروف سياسية عكست الصراع القائم بين القوى والأحزاب السياسية فى ذلك الوقت؛ أما الدكتور عمرو كامل حامد (وهو حفيد الشيخ على عبد الرازق)، فقد توقف عند المخطوط الأصلى الذى تمتلكه الأسرة للكتاب؛ وأوضح مغزى بعض العبارات فى هذا المخطوط، وأشار إلى زيف الادعاءات التى زعم أصحابها أن على عبد الرازق لم يكن هو مؤلف الكتاب، أو أنه تراجع فيما بعد عن الأفكار التى وردت فيه.
وأوضح د. سمير مرقس حاجتنا الماسة الآن إلى ما طرحه على عبد الرازق من أفكار؛ خاصة ضرورة الانتقال من الدولة الدينية إلى الدولة المدنية؛ فى ظل ما نعانيه هذه الأيام من تعصب، ومن تطرف يعبر عن نفسه بالأعمال الإرهابية، من أجل إقامة ما يسمى بالدولة الإسلامية. أما صلاح سالم، فقد ربط بين حركات (التنوير) وظهور الدولة المدنية فى الغرب، منذ الفيلسوف ديكارت وتلامذته من أمثال سبينوزا وليبنتز، إلى من طوروا أفكارهم فى القرنين التاسع عشر والعشرين.وأضاف د. حسام عبد الظاهر الذى تخصص فى تحقيق تراث على عبد الرازق تحقيقيا علميا دقيقا، يستدرك ما ساد من أخطاء فى مختلف الطبعات السابقة لكتاب (الإسلام وأصول الحكم)؛ فأكد فى كلمته أن هناك أعمالا أخرى لعلى عبد الرازق لم تنشر من قبل؛ وهو يعمل بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية على نشرها نشرة علمية محققة.
وألقى سيد محمود رئيس تحرير جريدة القاهرة؛ الضوء على ما يمثله كتاب (الإسلام وأصول الحكم) من نقطة تحول أساسية يمكن أن يؤرخ بها لمسيرة النهضة المصرية فى النصف الأول من القرن العشرين، وأوضح كيف أن كبار المفكرين المعاصرين؛ من أمثال محمد أركون؛ يعتبرون هذا الكتاب مثالا لفك الارتباط بين اللاهوت والسلطة. وفى الختام، فتح مدير الجلسة باب الحوار بين المتكلمين والحضور؛ من خلال المداخلات والأسئلة التى تقدم بها بعض الحضور؛ لتنتهى المائدة المستديرة بعد أن استمرت لأكثر من ساعتين.