موسكو "المسلة" ….. ذكر معهد تاريخ الثقافة المادية لدى أكاديمية العلوم الروسية الاثنين 12 ديسمبر/كانون الأول أنه تم إجلاء فريق علماء الآثار الروس عن مدينة تدمر وهم في منطقة سورية آمنة.
وسبق لمصدر المعهد المذكور في حديث لوكالة "إنترفاكس" اليوم وأكد أن "المعهد حاول الاتصال بفريق علماء الآثار المشار إليهم يوم أمس بلا جدوى"، فيما "تتوفر لديه معلومات موثقة تؤكد سلامتهم".
وعلى صعيد ما يحدث في تدمر، أعلن مركز "حميميم" الروسي للمصالحة الوطنية في سوريا يوم أمس الأحد أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لديه تؤكد استقدام تنظيم "داعش" الإرهابي من الموصل زهاء خمسة آلاف مسلح إلى الرقة ودير الزور السوريتين، وإرسال تعزيزات كبيرة منهما إلى تدمر.
وسبق لفريق العلماء الروس العاملين في تدمر وأعدوا مؤخرا مجسما ثلاثي الأبعاد لمدينة تدمر الأثرية السورية ومعالمها للاستناد إليه في أعمال ترميم الآثار وإعادة إعمار ما أمكن مما دمره الإرهابيون هناك.
يذكر أن روسيا كانت قد طرحت على "اليونسكو" مشروعا دوليا لإعمار تدمر ومعالم أثرية أخرى طالها الدمار في سوريا.
مندوبة روسيا لدى "اليونسكو" إيليونورا ميتروفانوفا أكدت في حديث متلفز بهذا الصدد في وقت سابق أن انطلاق مشروع ترميم آثار تدمر وإعادة إعمارها رهن الظروف الأمنية هناك، مذكّرة بأن الأمم المتحدة طالبت بتوفير الأمن للخبراء العاملين في المواقع الأثرية.
وأضافت: "أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد بلاده لضمان أمن الخبراء الراغبين بالذهاب إلى تدمر، وأعتقد هذا الاقتراح أفضل وسيلة لتحقيق هذه المهمة"، وترميم الآثار التدمرية.
وذكرت ميتروفانوفا أن "اليونسكو" أسست صندوقا لترميم الآثار السورية وجرى حتى تاريخه جمع مليونين و700 ألف يورو، مشيرة إلى أن الأموال التي سيتم إنفاقها على العملية لن تقتطع من ميزانية المنظمة، بل ستجمع من مصادر وتبرعات أخرى.
وأشارت متروفانوفنا إلى أن الاتحاد الأوروبي قدم مليونين و500 ألف يورو، فيما تبرعت بلجيكا بـ200 مليون يورو.
يشار إلى أن مدينة تدمر الأثرية السورية تعد واحدا من أغنى وأهم مراكز الحضارة الإنسانية القديمة في العالم، وتعرضت معالمها الأثرية وأوابدها لأضرار لا تعوض جراء أعمال الهدم والنهب الوحشية التي مارسها تنظيم "داعش" الإرهابي الذي استولى عليها في مايو/أيار 2015، قبل تحريرها من براثنه في مارس/آذار الماضي، بمساندة روسية لتعود وتسقط مؤخرا في أيديه وسط قلق عالمي على مدنييها وما تم إنقاذه فيها بعد "غزوة" "داعش" الأولى من آثار.
المصدر: RT و"إنترفاكس"