الدوحة "المسلة" …. يحتفل مطار حمد الدولي بنجاحه في تجديد اعتماده في برنامج "التحكم بالانبعاثات الكربونية للمطارات" التابع للمجلس الدولي للمطارات من خلال الإعلان عن التزام طويل الأجل في مجال معالجة تغير المناخ والحد من انبعاثات الكربون.ويهدف هذا الالتزام إلى تحسين كفاءة الكربون بنسبة %30 بحلول عام 2030 جنباً إلى جنب مع القيام بسلسة من المبادرات للمساعدة في توفير الطاقة وتحسين استهلاك وقود المركبات.
وعلى الصعيد العالمي، يعد مطار حمد الدولي واحداً من 173 مطاراً معتمداً لبرنامج الانبعاثات الكربونية للمطارات، وهو المطار الوحيد في اعتماد الانبعاثات الكربونية منذ اليوم الأول لبدء عملياته في أبريل 2014.يمنح برنامج التحكم بالانبعاثات الكربونية للمطارات الخاص بالمجلس الدولي للمطارات شهادة في كل مستوى من المستويات الأربعة والتي تعكس تحديات متزايدة فيما يخص قياس وإدارة وتحسين انبعاثات الكربون.
ويصنف مطار حمد الدولي حالياً ضمن المستوى رقم 1 «مستوى المسح» (Mapping)، حيث لديه خطط طموحة للتقدم إلى مستويات أعلى في الاعتماد ولإثبات وجود نهج لإدارة تغير المناخ والذي يضعه في مقارنة إيجابية مع المطارات الأخرى الرائدة في العالم.إن جوهر تلك الخطط الطموحة يكمن في التزام مطار حمد الدولي بوضع هدف جديد لتحسين كفاءة الكربون لكل مسافر بنسبة %30 بحلول عام 2030 مقابل النسبة الأساسية في 2015.
ومن خلال عملية قياس رسمية ومدققة بشكل مستقل لكمية الانبعاثات الكربونية السنوية، فقد حقق مطار حمد الدولي تحسناً بنسبة %4 في انبعاثات الكربون لكل مسافر في عام 2015 مقارنة مع عام 2014، وذلك مع التطلع للحد من النسبة الأساسية لسنة 2015 من 5.6كلج لثاني أكسيد الكربون لكل مسافر إلى أقل من 4.0كلج لثاني أكسيد الكربون لكل مسافر بحلول عام 2030.
إن أساس تحقيق هذا الهدف هو خلق مجموعة عمل للطاقة الجديدة، وهذا ينطوي على فريق من التقنيين المختصين في الكهرباء والهندسة والبيئة وتكليفهم بتحديد وتطوير مبادرات توفير الطاقة في جميع أنحاء المطار، وقد بدأت هذه المجموعة بالفعل بتنفيذ عدد من المشاريع الجديدة، بما في ذلك إدخال تعديلات على الإضاءة والتدفئة والتهوية وأنظمة التبريد، حيث مكن من توفير ما يصل إلى 4.462.600 كيلوواط ساعي من الطاقة سنوياً.
مسؤولية: وقد صرح المهندس بدر محمد المير، الرئيس التنفيذي للعمليات في مطار حمد الدولي: «نحن في مطار حمد الدولي نؤمن بمسؤوليتنا البيئية وسنبقى ملتزمين بمعالجة ظاهرة تغير المناخ كعنصر أساسي في استراتيجية أعمالنا، حيث إن ذلك يصب في مصلحتنا لتطوير مستقبل مستدام لمطارنا من خلال الإدارة الفعالة للآثار البيئية الناجمة عن عمليات المطار».
ويتابع المير: «يقدم برنامج اعتماد الانبعاثات الكربونية للمطارات للمجلس الدولي للمطارات بنية مثالية بالنسبة لنا لتخطيط ورصد التقدم الذي تم إحرازه في برنامج الكربون لدينا، كما يفيد في تقييم نهجنا بالمقارنة مع المطارات الأخرى الرائدة في العالم.
نحن نسعى جاهدين لتحقيق أعلى مستويات اعتماد الانبعاثات الكربونية للمطارات من خلال مشاركة كافة الجهات العاملة في المطار نحو تخفيض استهلاك الطاقة بصورة مستمرة وباستخدام تقنيات جديدة وممارسات تشغيلية متطورة والنظر في المزيد من الاستثمارات في مجال توليد طاقة منخفضة الكربون».
وتعتمد إحدى تلك المبادرات على استبدال الأضواء الكاشفة لساحة الطائرات والتي تستخدم فيها مادة الصوديوم عالية الضغط (HSP) وتجهيزات الإضاءة الهاليدية (Halide) المستخدمة في منطقة تحويل الرحلات بمبنى المسافرين بمصابيح ثنائية مشعة (LED) والتي من شأنها توفير ما قدره 2.613.500 كيلوواط ساعي من الطاقة سنوياً.
وهناك مثال آخر عن مبادرة تشمل تركيب «بوابات سريعة الفتح والإغلاق» عند مداخل المركبات لمباني للمطار، مثل منطقة مناولة الأمتعة. وسوف تساعد هذه البوابات في الحفاظ على الهواء المبرد داخل المبنى، مما يقلل من عبء استهلاك الطاقة في أنظمة التبريد.الطموح: إن إدارة مطار حمد الدولي تعي تماماً أن تحقيق الهدف الطموح فيما يتعلق بالانبعاثات الكربونية يعتمد على كفاءة الطاقة التي يجري توظيفها في تصميم تطوير المطار في المستقبل.
حيث توجد خطط لتوسيع مبنى المسافرين تتضمن اعتماد المستوى الفضي من مستويات التصنيف الدولية للخطة الخاصة بالمباني صديقة البيئة والريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED)، وسوف تشمل أكثر من 11.000 متر من الخلايا الفولتاضوئية والتي من المتوقع أن تولد إلى ما يصل إلى 2.885 ميجاواط ساعي من الطاقة سنوياً.
وبالإضافة إلى تعزيز كفاءة البنية التحتية للمطار، فإن الأخير يتطلع أيضاً إلى تحقيق الاستفادة المثلى من المركبات.
فقد تم وضع برنامج جديد خاص بمركبات المطار لإدخال التحسينات المستمرة على كفاءة أكثر من 2000 مركبة تعمل في الجانب الجوي. ويضم هذا البرنامج كافة المركبات التابعة إلى الجهات العاملة في المطار ويركز في المقام الأول على تطوير الأنظمة التي من شأنها تحسين كفاءة وحجم استهلاك وقود المركبات.
يتضمن برنامج مركبات المطار خططاً لدعم أعمال المطار وإدخال المزيد من التحسينات على إدارة المركبات، مثال على ذلك إدخال خدمات الاتصال عن بعد لتمكين تتبع وتحليل استخدام المركبات وسلوك السائق.
وسيلعب البرنامج دوراً هاماً أيضاً في تبادل خبرات المعنيين في قطاع الأعمال والذين بدؤوا بإدخال تكنولوجيا جديدة، كالشركة القطرية لخدمات الطيران، التي تمتلك أسطولاً من المركبات النظيفة والتي من المخطط أن يزداد عددها من 66 إلى 91 مركبة كهربائية في وقت مبكر من عام 2017م.