كتب د. عبد الرحيم ريحان
القاهرة "المسلة" ….. تجلى سبحانه وتعالى عند شجرة العليقة المقدسة " موقعها حالياً داخل دير سانت كاترين " لنبى الله موسى حين رحلته الأولى فى سيناء وحيداً فأنار من وراء العليقة المقدسة " إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى "وتجلى سبحانه وتعالى لنبى الله موسى وشعبه فى رحلته الثانية للجبل فدك الجبل "فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ".
وأمام هذه العظمة تحاول عدة دوائر سلب هذه القيمة الكبرى عن مصر الذى شرّفها سبحانه وتعالى بجبل الشريعة بالوادى المقدس طوى ومن أمثلة ذلك نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية ونقلت عنه المواقع العربية منذ فترة أن نبى الله موسى قد كلم ربه فى الأردن وليس مصر عن طريق جبل نافو كما ذكر قبل ذلك العالم الإسرائيلى عمانويل أناتى أن الجبل الذى كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام وأرسل إليه بالوصايا العشر هو جبل "كركوم" الموجود فى صحراء النقب وذكر العالم الإسرائيلى تسيفى إيلان أن جبل موسى فى سيناء ولكن فى منطقة سرابيت الخادم مما يؤكد أن الغرض من هذه الأراء مجرد إبعاد وجود الجبل عن موقعه الحقيقى بالوادى المقدس طوى فمرة فى سيناء وأخرى فى النقب أو الأردن ز
وأؤكد من خلال تحقيقى الأثرى لرحلة خروج بنى إسرائيل بسيناء وتحديد محطات الخروج بها أنها تبدأ بعيون موسى حيث تفجرت الإثنى عشرة عيناً ثم منطقة سرابيت الخادم حين طلبوا من نبى الله موسى أن يجعل لهم إلهاً ثم منطقة الطور المشرفة على خليج السويس (موقع طور سيناء حالياً) الذى عبدوا بها العجل الذهبى بمنطقة قريبة من البحر حيث نسف العجل بها ثم جبل الشريعة حيث تلقى نبى الله موسى ألواح الشريعة وقد انتقل بنى إسرائيل إليه عبر وادى حبران من طور سيناء إلى الجبل المقدس بالوادى المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حالياً ).
ويتفق موقع الجبل المقدس مع خط سير الرحلة وهو المحطة الرابعة التى تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها ونظراً لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل ويؤخد من أشجار الطرفا القريبة من الوادى المقدس حالياً وهناك منطقة كاملة بهذا الاسم أما السلوى فهو شبيه بطائر السمان المتوفر بسيناء وكان النص القرآنى (إهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم) البقرة 61 والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع ونظراً لارتفاع هذه المنطقة أيضاً فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبى الله موسى طلباً للنار ليستدفئ به أهله فى رحلته الأولى لسيناء ( إنى آنست ناراً لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون) القصص 29 كما أن بهذه المنطقة شجرة من نبات العليق لم يوجد فى أى مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر ولا يعطى ثمار وفشلت محاولات إنباته فى أى مكان بالعالم مما يؤكد أنها الشجرة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه شجرة العليقة المقدسة.
وأدّعى العلماء الإسرائيليون أن بنو إسرائيل هم أول من أطلق على سيناء هذا الإسم وهذا غير علمى تماماً فإن اسم سيناء التى ذكرت فى القرآن الكريم باسم سينين تعنى أسنة الجبال وهى ما تتميز به جبال سيناء ومعناها اللغوى حجر أو بلاد الأحجار وسميت سيناء لكثرة جبالها وأطلق الفراعنة على سيناء اسم توشيت أى أرض الجدب والعراء وعرفت فى التوراة باسم حوريب أى الأرض الخراب وسماها الإغريق أرابيا بيترا أى بلاد العرب الحجرية ولا علاقة لسيناء بعبادة القمر كما جاء فى ادعاءات العلماء ويشهد معبد سرابيت الخادم بجنوب سيناء على تقديس حتحور التى أطلق عليها سيدة الفيروز وكذلك سوبد الذى أطلق عليه (نب سشمت) أى رب سيناء.