دبى "المسلة "….. أكد خبراء أن دبي بشكل خاص والإمارات عامة تشكل نموذجاً يمكن القياس عليه عربياً في القدرة على اختصار الزمن في تطوير قطاع السياحة والطيران. جاء ذلك على هامش قمة العرب للطيران 2016، التي انطلقت فعالياتها أمس، في منطقة البحر الميت بالأردن تحت عنوان «تواصل الثقافات وتحفيز الاقتصادات».
وقال عبد الوهاب تفاحة الأمين العام لمنظمة الاتحاد العربي للنقل الجوي، إن مساهمة القطاع السياحة والطيران في الناتج الإجمالي العربي لا تتجاوز 7.3% في حين تصل هذه النسبة في دبي إلى 30%، مشيراً إلى أنه بإمكان العديد من الدول زيادة النسبة في حال نجحت في تطبيق السياسات، التي نفذتها دبي بحسب البيان.
وأوضح أنه من أهم السياسات التي أسهمت في تعزيز مساهمة قطاع السياحة والطيران في اقتصاد دبي، اتباعها سياسة الأجواء المفتوحة، ما أسهم في نمو القطاع السياحي، حيث تلعب طيران الإمارات دوراً رئيساً في نمو القطاع. كما أن دبي نجحت في توفير البيئة التشريعية، التي تسهل استقطاب الاستثمارات إلى القطاع، إضافة الى تأمين بيئة ضريبية مناسبة وإيجاد البنية التحتية والفوقية، التي أسهمت في استقطاب السياح من مختلف أنحاء العالم.
وأضاف أن عدد المسافرين نما خلال العام الماضي بنسبة 4% مقارنة مع العام السابق، مشيراً إلى أن هذا النمو يرجع إلى نشاط الحركة الاقتصادية والسياحية في بعض الدول رغم التحديات، التي تواجه القطاع.
وأوضح تفاحة أن الأساطيل العرية تعتبر من احدث الأساطيل في العالم، إذ يبلغ متوسط عمر الطائرة نحو 7 أعوام مقارنة بالمعدل العالمي، الذي يصل إلى نحو 13 عاماً.
وشدد على أن صعوبة الحصول على التأشيرات في بعض الدول العربية تعتبر من أهم التحديات، التي تواجه السياحة البينية العربية، داعياً إلى ضرورة تسهيل الإجراءات بين الدول العربية في هذا الخصوص.
ومن جهته قال الدكتور بندر بن فهد آل فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة، إن قطاع السياحة يسهم في التوظيف المباشر لما يقارب 10 ملايين وظيفة، ما يشكل 12% من إجمالي الوظائف في الدول العربية، مشيراً إلى أن حجم الاستثمار في القطاع السياحي في الدول العربية من المتوقع أن يصل بحلول 2020 إلى 323 مليار دولار.
سياحة علاجية
وقال إن إنفاق الدول العربية على السياحة العلاجية في الخارج يصل إلى 27 مليار دولار سنوياً ومن المستهدف أن تحظى المنطقة العربية منه على حصة 35%.
وأوضح أنه خلال العام الماضي وصل عدد المسافرين عبر شركات الطيران العربية إلى 196 مليون مسافر أما على المستوى العالمي فقد وصل العدد إلى 3.1 مليارات مسافر، مشيراً إلى أن قطاع النقل الجوي يوظف ما يقارب من 63 مليون وظيفة بشكل مباشر في حين يسهم بنحو 2.7% من الناتج الإجمالي العالمي.
وأوضح فهيد أن عدد السياح إلى الدول العربية وصل العام الماضي إلى 72 مليون سائح، لافتاً إلى أن حجم السياحة البينة العربية وصل إلى 45% من مجمل عد السياح في المنطقة، ثم تراجع نتيجة الأحداث والظروف السياسية في بعض الدول الى 30%، ما أدى إلى تحقيق خسائر في القطاع السياحي وصلت إلى 40 مليار دولار.
وقال إنه بحسب آخر الدراسات، التي قامت بها المنظمة فإن متوسط إنفاق السائح العربي على رحلة مدتها 5 أيام يصل إلى 4500 دولار، متجاوزاً ما ينفقه السائح الأجنبي الذي غالباً ما يكون ضمن مجموعات، حيث يبلغ إنفاقه لرحلة بنفس المدة نحو 300 ومن هنا تظهر أهمية تنمية السياحة البينية العربية.
تكامل
ومن جهته قال عادل علي رئيس قمة العرب للطيران إن السياحة والطيران يكملان بعضهما بعضاً، فلا يوجد سياحة من دون طيران ولا طيران من دون سياحة، مشيراً إلى أن السياحة تلعب دوراً كبيراً في التأثير على اقتصادات الدول السياحية، بما فيها قوة عملة هذه الدولة وقدرتها على جذب الاستثمارات.
وأضاف أن هناك مجموعة من التحديات، التي توجه نمو قطاع السياحة والطيران في المنطقة العربية، منها عدم اهتمام بعض الدول بهذا القطاع رغم وجود الإمكانات السياحية إضافة إلى اتباع سياسة الحمائية في ما يتعلق بالأجواء، ما أسهم في ترهل بعض شركات الطيران. وأضاف أن هناك حاجة كبيرة للكفاءات المتخصصة في قطاع الطيران في المنطقة العربية.
ومن جهته قال مروان السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، إن الشارقة تأتي في مقدمة المدن التي شجعت على تطوير قطاع النقل الجوي وتشجيع السياحة، ما أسهم في استقطاب 10 ملايين زائر سنوياً.
وأضاف أن شروق تعمل جنباً إلى جنب مع كل الجهات المسؤولة في الشارقة لدعم قطاع السياحة والطيران، بهدف زيادة نسبة مساهمة القطاع في الناتج الإجمالي للإمارة والتي تتراوح حالياً بين 9- 10%.
وأوضح السركال أن عدد الغرف الفندقية في الشارقة وصل إلى أكثر من 9 آلاف غرفة فندقية، متوقعاً أن يتجاوز العدد 14 ألف غرفة فندقية خلال السنوات الأربع المقبلة، مشيراً إلى أن الإمارات تعتبر من أكبر الدول في استقطاب أعداد المسافرين، حيث وصل عدد المسافرين بكل مطارات الدولة إلى 120 مليون مسافر.
مذكرة
وشهدت الفعالية توقيع مذكرة تفاهم بين منظمة السياحة العربية وقمة العرب للطيران في خطوة تعكس الالتزام نحو تعزيز التعاون بين الجانبين.
واستهلت فعاليات القمة بكلمة ألقاها عادل العلي، رئيس القمة، حيث حث على اتباع نهج تعاوني شامل، لتحقيق المزيد من النمو والزخم في قطاع السفر في المنطقة.
وأكدت لينا عناب وزيرة السياحة والآثار الأردنية أنه لا يمكن النظر إلى أحد القطاعين بمنأى عن الآخر، فيما سلطت الضوء على أهمية تعزيز البنية التحتية للمطارات، وتيسير إجراءات إصدار تأشيرات الدخول، إلى جانب ضرورة بحث الضرائب والرسوم وغيرها من القضايا الأخرى التي يجب أن تُمنح الأولوية من قِبل الحكومات والتعامل معها، بمشاركة جميع الأطراف المعنية، لا سيما أن قطاعي الطيران والسياحة يشهدان نمواً ملحوظاً يفوق معدله في القطاعات الأخرى الرافدة للاقتصاد الوطني.
جلسة
ونظمت قناة «سي إن بي سي عربية» جلسة نقاشية تحت عنوان «لماذا يُعد قطاع الطيران والسياحة العربي محوراً رئيساً في دفع الاقتصاد وتعزيز الثقافة؟»، بإدارة أُسيد خريسات المحلل والمراسل المالي في القناة، وشارك فيها عبد الوهاب تفاحة، الأمين العام لمنظمة الاتحاد العربي للنقل الجوي.