القاهرة "المسلة" المحرر الاثرى …. أكدت دراسة علمية للدكتورة رضوى زكى باحث أول بقطاع البحث الأكاديمى بمكتبة الإسكندرية في ورقة بحثية تحت عنوان "الفلسفة والترجمة: المنهج الفلسفي السكندري في ترجمة المعارف اليونانية (41-هـ/ 662-847م تناولت من خلالها أثر الفكر الفلسفي السكندري على تكوين العقلية العلمية العربية في الفترة المبكرة من عهد الإسلام وبالأخص القرون الأربعة الأولى من الهجرة النبوية الشريفة..
وأشارت الباحثة الدكتورة رضوى زكى إلى أن المسلمين هم ورثة الثقافة اليونانية المتمثلة بشكل خاص في مدرسة الإسكندرية القديمة والتي اصطبغت منذ نشأتها بالنزعة العلمية وقد اتسمت حركة النقل والترجمة حتى العصر العباسي الأول بعدة خصائص كان من أبرزها التفات العرب للفلسفة اليونانية وترجم العرب الفلسفة والمنطق اليوناني منذ عهد الخليفة المهدي (158-169ﻫ) ووصل لذروته في عهد المأمون.
ومن جانبه يعرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان للجوانب المضيئة فى هذه الدراسة مؤكداً أن سعة أفق الخلفاء العباسيين الأوائل من المهدي للمأمون وزيادة الانفتاح على مواطني الدولة المختلفين في العقيدة من خلال مجالس المناظرات والجدل وترجمة بعض كتب الفلسفة اليونانية ساهمت فى صقل قدرات المسلمين في فن المناظرة والمجادلة والحوار وأن ثقافة التسامح الديني الذي ساد العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين في المجتمع العباسي الأول كان دافعاً قوياً لمساهمة غير المسلمين في الحركة العلمية النشطة التي غمرت المجتمع العباسي ولا سيما حركة الترجمة من اليونانية والسريانية إلى العربية .
ويضيف د. ريحان من خلال الدراسة أن المسلمون اعتمدوا على فلسفة أرسطو وأفلاطون ثم أضافوا إليها لاحقًا ما يتناول العقيدة الدينية وأصبحت لهم فلسفة تحمل طابعهم لم تعرفها اليونان بفضل التحام المسلمون بغيرهم من الأمم وتكوين مزيجًا فكريًا جديدًا وقد كانت الساحة العلمية الإسلامية مهيئة لاستقبال الفكر الفلسفي بعد أن سبقتها حركة إحياء العلوم القديمة بالأخص اليونانية إلى اللغتين السريانية والعربية وأن الدافع الديني كان المحرك الأساسي للرغبة في استخدام الفلسفة والمنطق اليوناني للدفاع عن الإسلام.
ويتابع بأن اتصال المسلمين بالحضارات المجاورة من فارسية ورومية وسريانية وقبطية دعا إلى نشوء مسائل متعددة حول بعض المفاهيم العقائدية مثل القضاء والقدر وأعمال أصحاب الكبائر والتى مهّدت بشكل تدريجي لنشأة الفكر الإسلامي الفلسفي وقد لجأ المسلمون إلى استعمال نفس السلاح لمقابلة حجج الخصوم في المناظرات وهو المجادلة بالمنطق والفلسفة اليونانية وحاول فلاسفة الإسلام التوفيق بين الفلسفة والدين حيث أن الفلسفة علم الحق بالعقل والدين علم الحق بالوحى وكان ما جاء به الوحي موافقًا للعقل لذلك فإن بعض الحقائق التي تأتى بها الفلسفة تتفق وحقائق الدين.