الرياض "المسلة" ….. توجهت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني منذ أعوام، إلى استثمار المباني التاريخية وتحويلها إلى فنادق تراثية في شكل قطاع اقتصادي مُنتج. وحققت هذه التجربة نجاحاً، إذ حُولت قصور ومبان تاريخية إلى فنادق تراثية، واحتلت مكانها ضمن مواقع السياحة حول العالم.
وبدأت الهيئة مشروعها بالخطوات الأولى لتأسيس شركة الفنادق التراثية في العام 2008، بالتعاون مع مكتب استشاري عالمي، وإشراف مجموعة استشارية من صندوق الاستثمارات العامة، وجامعة الملك سعود، ودارة الملك عبد العزيز، إضافة إلى الاستعانة بخبرات البنك الدولي وبيوت الخبرة الوطنية المعروفة، لتكون مراجع دولية لدرس المشروع.
وُقع بعدها اتفاق تفاهم بين الهيئة وشركة «البارادورس» الإسبانية في العام 2010، للإفادة من الخبرة الطويلة للشركة في مجالات الإدارة والتدريب والترميم، إضافة إلى الإفادة من خبرتها في وضع خطة عمل للشركة السعودية للفنادق التراثية.
وتقدم شركة الفنادق التراثية التي تم الإعلان عنها في العام 2013، بمساهمة من الدولة، رؤية للاستفادة من المباني التراثية في الإيواء والضيافة، لتكون فنادق ونزل تراثية، وتوفير الخدمات المساندة، من مطاعم وأسواق شعبية، وتنظيم رحلات إلى المواقع المحيطة ودراسة الجدوى الاقتصادية لمبان تراثية مختارة، لتطويرها وتقديمها إلى المستثمرين في الشركة، برأسمال بلغ 250 مليون ريال.
وحولت الهيئة 85 منزلاً تراثياً إلى فنادق تراثية في 2010، وحلت مشكلة ملكية الأراضي للأفراد من طريق برنامج تحويل مشاريع التراث العمراني، من خلال بنك التسليف، وكذلك تأهيل المباني التاريخية والقصور التي كان يسكنها مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن.
وفي آب (أغسطس) الماضي، تم تنفيذ «فندق الكوت التراثي» بعد خمسة أشهر من العمل فيه، ضمن نطاق وسط المنطقة التاريخية في مدينة الهفوف (محافظة الأحساء)، وذلك بعد إعلان أمانة الأحساء اعتزامها إنشائه بالتعاون مع أحد المستثمرين.
من جهة أخرى، أفاد مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء خالد الفريدة، بأن الهيئة تستعد لتنظيم ملتقى التراث العمراني الوطني السادس في شباط (أبريل) 2017 في الرياض، والذي سيبحث موضوعات متعلقة بترميم مواقع التراث العمراني وتطويرها وسبل الاستثمار فيها بحسب الحياة.
ومن المقرر الانتهاء من المشروع الأول للفنادق التراثية خلال 2018، بحسب رئيس اللجنة السياحية في «غرفة الرياض» محمد المعجل، مضيفاً أن هناك فنادق تراثية تبنى في محافظة الدرعية بجانب منطقة البجيري التي تعد من المناطق السياحية، ولديها جذب سياحي قوي ليس فقط من سكان المملكة، لكن من زوار دول مجلس التعاون الخليجي، لافتاً إلى أن الإنفاق على الاستثمار السياحي بلغ 10 بلايين ريال في 2015، وفقاً لموقع «أول سعودي».
يُذكر أن قطاع «الفنادق والسياحة» الذي يأتي في المرتبة الـ11 بين القطاعات لجهة الأسهم المدرجة في سوق الأسهم السعودية، يضم أربع شركات، هي: مجموعة الحكير، ومجموعة الطيار، وشمس، ودور.