القاهرة "المسلة" ……أكد الدكتور محمد عبد الهادى أستاذ ترميم وصيانة الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة وأمين لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للآثار أن الحضارة المصرية حضارة بناء من مواد طبيعية متوفرة بمصر وأن أقدم عملية ترميم إنشائى فى العالم بدأت فى مصر وليست أوروبا وقد كانت لترميم هرم زوسر بسقارة كما أورد كلمات شامبليون " أن أروع كلمة موجودة فى أى قاموس أوروبى هى مصر" .
جاء ذلك فى محاضرته تحت عنوان " الخصوصية الحضارية والاقتصادية للمواقع الأثرية فى مصر" بندوة لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة وأمينها الدكتور محمد عبد الهادى التى انعقدت بالمجلس الأعلى للثقافة بساحة دار الأوبرا ظهر الثلاثاء 22 نوفمبر تحت عنوان " فاعلية المواقع الأثرية فى صعيد مصر وأهميتها فى تنمية المجتمع المحلى ".
وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان من خلال محاضرة العالم الجليل الدكتور محمد عبد الهادى أن المصريين القدماء شيدوا هرم زوسر بسقارة من أحجار محلية بالحجر الجيرى من محاجر سقارة وهو حجر ضعيف لا يقاوم عوامل التلف ولكن تجلت العبقرية المصرية فى إيجاد وسيلة لحماية هذا الأثر عبر التاريخ حتى وصل إلينا وذلك بالقيام بأول عملية ترميم إنشائى فى التاريخ لهرم زوسر بعمل تكسية للأسطح الخارجية للهرم من أحجار قوية من محاجر طرة وهى أحجار جيرية صلبة ولونها ناصع البياض وبذلك فإن الترميم بدأ من مصر وليست أوروبا لأن أى شعب يبنى ويشيد قادر على أن يحفظ ويصون كما تم عمل تكسيات بعد ذلك لأهرامات الجيزة.
وطالب الدكتور محمد عبد الهادى بأن تقنية الصناعة نفسها للتماثيل والتحف الزجاجية والفخارية والخشبية فى مصر القديمة يجب أن يدخل عنصر أساسى فى الترويج السياحى ليتعرف الزائر على صناعة هذه التحف بنفسه وأكد أن المبانى المصرية القديمة لم تكن مبانى دينية فقط بل كانت مدنية وعسكرية وأن التراث الثقافى يمثل قاطرة التنمية لآى شعب متحضر ويمكن تحويل الرسومات والنقوش على المبانى المصرية القديمة إلى أجمل تحف ونماذج أثرية تساهم فى عملية الترويج .
