بقلم : د.مأمون حسين علان
كلية آلآثار والسياحة – الجامعة آلأردنية
تشير آلإحصاءات العالمية آلى ازدياد أعداد كبار السن عبر العالم آد من المتوقع آن يبلغ عدد السكان فوق آل60 آلى ما يزيد عن 1.4 مليار شخص في عام 2030. كما زاد عدد هذه الفئة العمرية أيضآ في الوطن العربي فعلى سبيل المثال شكلت تونس أعلى نسبة شيخوخة بما يزيد عن 7.5%، كما بلغت نسبتهم في مصر آلى اكثر من 7% من العدد آلإجمالي للسكان، وفي السعودية أصبحت نسبتهم 3% في عام 2015، وتجاوز كبار السن نسبة 3.6% في آلأردن.
وهذه النسب المختلفة مرشحة للارتفاع في السنوات القادمة حسب خبراء صندوق آلأمم المتحدة للسكان بسبب تقدم الرعاية الصحية والطبية والتطور التكنولوجي وغيرها.
تقدم معظم الدول آلأوروبية والآسيوية وأمريكا وكندا واستراليا بنى تحتية وفوقية وبرامج وخدمات ونشاطات سياحية غنية لفئة كبار السن. وقد انتعش السوق السياحي لفئة كبار السن على المستوى العالمي وزادت أهميته بشكل لافت في السنوات آلأخيرة. فقد بلغت إيرادات السياح كبار السن في الصين فقط اكثر من 1.5 مليار دولار.
ومن الجدير بالذكر آن هذه الفئة السياحية تجذب الكثير من مدراء ومخططي المواقع والفعاليات السياحية آد يمتاز كبار السن بتوفر أوفات الفراغ بعد التقاعد وتوفر دخول مالية بفعل برامج الضمان الاجتماعي وعدم انشغالهم بالعمل وتوفير الدخل كفئة الشباب. على النقيض من ذلك فهذه الفئة السياحية هي خارج الخطاب السياحي العربي، وتم إهمالها من التجارب والفعاليات والبرامج والنشاطات السياحية في الدول العربية المختلفة. ولا يوجد وكالات سياحة وسفر آو وجهات سياحية خاصة بهم في الوطن العربي على حد علمنا. ولا تتوفر أيبيانات آو إحصاءات دقيقة عن نسبة سياحة كبار السن في الدول العربية، كما تعد الدراسات السياحية الخاصة بهم قليلة جدا.
آن تطوير المواقع السياحية المختلفة لتلائم سياحة هذه الفئة العمرية لا تشكل فقط واجب إنساني على الحكومات والقطاعات الخاصة في الوطن العربي بل أيضآ هي مصدر للدخل السياحي وتنويع الطلب السياحي للدول العربية المختلفة التي تعاني من تراجع آلإيرادات السياحية بشكل كبير بفعل العوامل السياسية والعسكرية. من هذا المنطلق، من المؤمل آن يقوم صناع السياحة في الدول العربية بتحسين العرض السياحي الخاص بهذه الفئة التي قدمت الكثير لأوطأنها وتشجيع البرامج والفعاليات السياحية الخاصة بهم وتقديم العروض والبرامج السياحية الخاصة بهم.
وتقدم الدول العربية منتجات جاذبة لهذه الفئة السياحية كرخص الخدمات العلاجية النسبي والجو الدافىءوالمشمس على مدار السنة والتنوع الطبيعي والبيئي وعوامل الجذب الثقافية والتراثية والدينية المتميزة. آن أخذ هذه الفئة بعين الاعتبار في صناعة السياحة في الدول العربية يعزز من مفهوم السياحة للجميع ويطور السياحة الميسرة ويساهم في تنويع العرض والطلب السياحي وتشجيع كبار السن على تغيير نمط حياتهم والاستمتاع بأوقات فراغهم.
فهل نرى قريبا توجهات جديدة لدى صناع السياحة في الدول العربية نحو تطوير سياحة المسنين؟