ولينغتون ….. يمثل دور السياح الصينيين عنصرا حاسما بالنسبة لتعافي اقتصاد كانتربري الشمالية في نيوزيلندا في أعقاب زلزال ضرب البلاد، وخاصة في بلدة كايكورا الأشد تضررا، والتي تشتهر بمناظرها الطبيعية الساحلية الخلابة وأنشطة مشاهدة الحيتان، هكذا قال قيادي في مجموعة سياحية مختصة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الثلاثاء).
وأفاد كريس روبرتس، الرئيس التنفيذي لمجموعة "أوتيروا" السياحية، إن الوكالات الحكومية والصناعة السياحية تتحرك لتعزيز الثقة في الصين، التي تعد أسرع سوق سياحي نموا بالنسبة لنيوزيلندا والثاني من ناحية الحجم، في أعقاب وقوع زلزال بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر، والذي أسفر عن مقتل شخصين في منطقة كانتربري الشمالية.
ولفت روبرتس إلى أن الوكالات الحكومية تراقب عن كثب ردود الفعل في الصين.
وقد أصدر مسؤولو السياحة في نيوزيلندا نداء عاجلا إلى السياح الصينيين المحتملين بعد الزلزال المدمر الذي وقع منتصف ليل الأحد – الاثنين مفاده: لا تقومو بإلغاء خطط السفر الخاصة بكم.
وقال روبرتس إن صناعة السياحة قد تعلمت من زلزال كرايستشيرش، الذي أسفر عن مقتل 185 شخصا في عام 2011، بأن التغطية الإعلامية الدولية تهدد نيوزيلندا بمخاطر تصويرها على أنها مدمرة بالكامل.
وتابع روبرتس، في مقابلة جرت عبر الهاتف، "لقد كنا نتفقد، وحتى الآن، فإن هناك عدد قليل جدا من الأنباء عن أناس قاموا بإلغاء رحلاتهم المخططة إلى نيوزيلندا، وهو أمر جيد".
وأضاف "ولكننا نعلم من الصين على وجه الخصوص أنه كان هناك خلال يوم أمس، مباشرة بعد وقوع الزلزال، بعض القلق حيث تلقت شركات السفر الصينية مكالمات من العملاء حول رحلاتهم المخطط لها إلى نيوزيلندا هذا الصيف، ونأمل بأنهم يحصلون على المعلومات الصحيحة بالنسبة لهم والتي مفادها بأنه لا يوجد أي سبب لإلغاء زيارتهم لنيوزيلندا".
وتعد مجموعة "أوتيروا" السياحية جزءا من مجموعة استجابة الزائر التابعة للدفاع المدني، والتي تنظمها الحكومة، حيث تقوم بتنظيم "رسائل رسمية" من خلال وزارة الشؤون الخارجية والتجارة، والسفارات، وغيرها من القنوات.
وقال روبرتس إن "المهم من ناحية المنظور السياحي هو أن تبقى نيوزيلندا منفتحة أمام الأعما ل. نعم، هناك بعض الاختلال في شمال كانتربري، إلا أن بقية البلاد غير متأثر، ونحن بالتأكيد نريد أن نرحب بمواصلة قدوم السياح إلى نيوزيلندا خلال الصيف".
وأضاف "إننا نعرف من تجربة زلازل كرايستشيرش أن كرايستشيرش قد تلقت ضربة كبيرة وكذلك أيضا أجزاء أخرى من ساوث آيلاند — أجزاء من ساوث آيلاند كانت في الواقع غير متأثرة نهائيا بالزلازل — بالتالي نحن نريد أن نحاول تجنب ذلك".
وسيمثل مراقبة رد فعل الجمهور والخروج بـ "معلومات جيدة" محورا رئيسيا بالنسبة لوزارة الشؤون الخارجية والتجارة ووكالة نيوزيلندا السياحية التابعة للحكومة، والتي لديها مكتب في شنغهاي، خلال الأسابيع المقبلة.
وقد تسببت انهيارات أرضية ضخمة بقطع الطرق والسكك الحديدية الواصلة إلى كايكورا، ما جعل الوصول إليها متعذرا، إلا عن طريق البحر أو على متن مروحية، الأمر الذي أدى إلى إطلاق عملية إخلاء جوية لحوالي ألف سائح تقطعت بهم السبل اليوم (الثلاثاء).
وأفاد روبرتس "إننا نريد دعم بلدة كايكورا وإعادة إنعاشها بمجرد تنفيذ عملية تنظيف فورية وإعادة فتح الطريق، ونأمل بأن تبدأ مجددا تدفقات السياح لمشاهدة الحيتان وممارسة جميع الأنشطة الأخرى لأنه من المهم جدا بالنسبة لتلك البلدة أن تكون قادرة على العودة إلى الحياة في أقرب وقت ممكن".
كما أن تعافي سوق السياحة يعد أساسيا بالنسبة لشركات الطيران الصينية التي بدأت مؤخرا تسيير رحلات طيران مباشرة متوجهة إلى كرايستشيرش، وللشركات الصينية الناقلة التي كانت تسير رحلات إلى نيوزيلندا لأول مرة عبر البواية الرئيسية أوكلاند.
وقال روبرتس "إنها رحلات تأتي لأول مرة إلى نيوزيلندا من مناطق جديدة في الصين، بالتالي فإن تلك الشركات ستكون حريصة على شغل مقاعد تلك الطائرات بالكامل".