الجهل التسويقى ل إيجوث .. وتكريم السير مجدى يعقوب
بقلم : سعيد جمال الدين
رغم عملى فى الصحافة لمدة تزيد عن الثلاثون عاما، إلا إننى أجهل بالفعل المقاييس والمعايير التى يتم على أساسها إختيار القيادات بالشركات العملاقة فى قطاع الأعمال العام .. وهل هى تعتمد على أهل الثقة والذين لا يعرفون قيمة "النعمة" التى هبطت عليهم من السماء، إم إننا نختار القيادات تحت مزاعم الكفاءات والخبرات وهم أبعد مما يكونون عن ذلك !!
للأسف الشديد لم أجد بعد تفسيرا لهذا سوى إننا بالفعل يقع إختيار المسئولين على هذه القيادات من أجل "إرضاء" الأصدقاء والأحباب والأهل والأقارب وخاصة ممن يجيدون تقديم فروض الولاء والطاعة العمياء وينفذون ما يطلب منهم فقط دون التفكير ولو لحظة واحدة ليكون لهم القدرة على الإبداع والتطوير والتجديد .
فلقد فوجئت خلال الايام الماضية من عدم قدرة رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق "إيجوث" المحاسب "سمير حسن سليمان" بالخروج والتفكير خارج الصندوق فى الأحداث ذات الأهمية والتى يمكن أن تكون بالفعل دولية من أجل إستثمارها فى الترويج والتسويق والتنشيط لأنشطة الشركة المتعددة والتى تأتى فى إطار نظامها الأساسى (بإنشاء وإقامة وإدارة وشراء وبيع العقارات والأراضي والمنشآت الفندقية والسياحية، هذا بالإضافة إلى أعمال الخبرة والترشيد وإنشاء مراكز التدريب على الأعمال الفندقية والسياحية، ويجوز للشركة أن يكون لها مصلحة أو تشترك بأى وجه من الوجوه مع الشركات والهيئات التى تزاول أعمالا شبيهة أو التى قد تعاونها على تحقيق غرضها فى جمهورية مصر العربية أو فى الخارج أو تشتريها أو تلحقها بها).
فقلد إنتظرت من هذا الرجل – الذى كما أعلم لدية فترة عمل بالشركة ربما تزيد عن ثلاثون عاما وتدرج فيها عبر عدة مناصب كلها تزيد الإنسان خبرة ودراية بأهمية عمل الشركة والسعى لإزدهارها – أن يخرج خلال رئاسته للشركة من نحو ثلاثة سنوات الخروج بأفكار خارج الصندوق، وإستثمار ما تقوم به الشركة من أنشطة وأحداث فى زيادة مواردها أو حتى الترويج لما تمتلكه من مقومات ضخمة خاصة وإنها تميز عن غيرها بإمتلاكها لعدد غير عادى من الفنادق التاريخية العملاقة والتى من بينها المينا هاوس، والماريوت، والونتر بالاس الأقصر وكتراكت أسوان، فندق هلنان فلسطين، فندق شبرد ، فندق شتايجنبرجر سيسيل وتمتلك عبر فنادقها التاريخية والمعاصرة لأكثر من 3000 غرفة فندقة، بالإضافة إلى مطعم عائم يعمل فى نهر النيل بالقاهرة. كما تمتلك أراضى فى مواقع متميزة فى القاهرة والأقصر والغردقة وجميعها مخصصة لإقامة الفنادق والمشروعات السياحية. كما تساهم الشركة فى شركات مشتركة تعمل جميعها فى مجال السياحة والفنادق والتنمية السياحية.
لقد سعدت ومعى الكثيرون من المصريين بإختيار الشركة بتكريم الجراح المصرى العالمى البروفسير الدكتور "مجدى يعقوب" من خلال إطلاق أسمه على أحد أجنحة الفندق التاريخى والأثرى "كتراكت أسوان القديم قديم الساد" وذلك تقديرا لما قدمه الجراح العالمى عبر حياته العلمية والطبية الحافلة بالإنجازات ورفع اسم مصر عاليا بإعتباره أشهر جراحى القلب فى العالم .. وإنتظرنا من السيد رئيس مجلس إدارة الشركة والعاملين معه الذين يبلغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف موظف بأن يخرج هذا الحدث بشكل يحدث كما يقولون "ضجة ضخمة" خاصة وأن المكرم ليس شخصية عادبة وإنما شخص عالمى يعرفه القاصى والدانى فى جميع أنحاء العالم ..
ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، ولم تخرج المناسبة كما كنت أتخيل وأتوقع من شخص قابع على كرسى رئاسة مجلس الإدارة لأكثر من ثلاثة سنوات سبقها أعوام كان فيها الحاكم بأمره من خلال منصبه العضو المنتدب المتفرغ للشئون المالية والإدارية والإقتصادية وهو منصب رفيع من يسكنه يجب أن يتحلى بالفكر الخلاق والمتجدد والنظر إلى الواقع بمنظور مختلف، وبالتالى "لم تعد ريمة لعادتها القديمة" بل إنها لم تبرح مكانها مطلقا، وأكتفت فقط بالنظر لما يدور حولها، وعلامات التعجب والإندهاش تملأ وجهها وعينها وفمها أيضا، وللأسف الشديد لم أجد بالشركة وخاصة وحول السيد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة رجالا ممن يحيطونه يهدينه الفكر والنظرة الثاقبة لإستثمار مثل هذا الحدث ليكون حدثا عالميا بدلا من مروره مرور الكرام !!
فكنت أرى خاصة وأن أسوان والفنادق بها تعانى من إنحسار شديد وعدم تحقيق نسب إشغال تفى بأجور العمالة بها والمصروفات الأخرى، وبالتالى فالقطاع السياحى بالمفهوم البلدى "بيتشعبط" فى أى حدث يلفت الأنظار إليه فما بالكم بتكريم السير الدكتور مجدى يعقوب الذى يحظى بحب وشهرة من قبل نصف القارة الكونية ..
وإزعم إننى تخيلت أن تقام هذه الإحتفالية ويدعى إليه وزراء قطاع الأعمال العام، والسياحة، والصحة، والتعاون الدولى، والتضامن الإجتماعى، ومحاقظ أسوان، ويحضره وكالات الأنباء العالمية، والقنوات الفضائية الدولية والمحلية والصحافة المكتوبة والألكترونية لتغطية هذا الحدث، وإستثماره فى الترويج لأسوان، ولفندق كتراكت أسوان لكونه أثرا وموقعا فريدا باسوان، وبالتبعية الفنادق التى تمتلكها الشركة من خلال فلاير يضم هذه الفنادق يتم توزيعها مع البيان الصحفى، وكذلك المشروعات المطروحة للإستثمار، أى ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.
وكنت أظن أن فكر القائمين على المناصب العديدة سواء فى المكتب الفنى أو العلاقات العامة والدعاية وغيرهم ممن يحيطون بالسيد رئيس مجلس الإدارة، يكون لهم الرؤى فى الدعوة لعودة السياحة لأسوان بشكل واضح وصريح خاصة وإننا فى مقتبل الموسم الشتوى، إلى جانب التأكيد على العمل الإنسانى الرائع الذى قام به هذا العالم الجليل والترويج للمركز إذا نظرنا إنه فى هذه الفترة يقوم بعمل إمتدادات وتوسعات له حتى يتمكن من إستيعاب الكثير من الحالات المرضية، وكذلك القضاء على طابور الإنتظار الطويل لهذه الحالات الحرجة، إلى جانب التأكيد على الدور الإجتماعى الذى تقوم به السياحة وخاصة الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق "إيجوث" والتى تمثل ثانى أكبر الكيانات السياحية فى مصر فى مثل هذه الحالات، بالتبرع ولو بمبلغ 100 ألف جنيه من حصة تبرعاتها وإسهاماتها عبر التضامن مع المركز فيما يقوم به من دور هام فى إنقاذ الأطفال من مرض القلب والسعى إلى شفائهم، وتعد هذه نسبة هذه التبرع لا توازى نصف فى المائة بالمقارنة بما حققت الشركة من أرباح من جراء بيعها لأرض العين السخنة وبلغت صافى أرباحها عن العام المالي المنقضي 2015/2016، نحو 184 مليونا و 144 ألفا و 434 جنيها، وليكون هذا التبرع البداية الحقيقية فى الترويج لحملة تبرعات دولية للمركز لإنهاء التوسعات الخاصة به قبل الموعد المحدد وسعى وزارة التعاون الدولى فى المساهمة فى مثل هذه الدعاية بالتنسيق والتعاون مع المؤسسات المانحة الدولية فى مجالات الرعاية الإجتماعية والصحة وغيرها.
نعم نحن بالفعل نفتقر للعقول الواعية لمفهوم التسويق الحقيقى والترويج وبالتالى لن ينصلح حال بلادنا طالما أن المسئولين لا يفكرون سوى إرضاء من هم أكبر وأعلى من منصابهم .. ولكى الله يا مصر فى مثل هذه القيادات ذات الأفكار البالية والتى تستوجب بالفعل تدخل الدكتور أشر ف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال إما بسرعة إبعادهم عن مناصبهم لعدم قدرتهم على ضخ أفكار جديدة، أو إعادتهم مرة أخرى للحصول على دورات تدريبة لتأهليهم لهذه المناصب التى حصلوا عليها فى غفلة من الزمن !!
إنى أريد الإصلاح ما أسنطعت .. وما توفيقى إلا بالله .. عليه توكلت وإليه أنيب ..
وعلى الله العلى القدير قصد السبيل.