مسقط “المسلة” …. خرج اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة في دورته الـ19 بتوصيات مهمة على صعيد العمل السياحي العربي ، والذي استضافته السلطنة ممثلة في وزارة السياحة خلال الفترة من 13 إلى 15 من ديسمبر 2016م، بفندق قصر البستان بمسقط. وشارك في الاجتماع أصحاب السمو والمعالي وزراء السياحة العرب ورؤساء الهيئات السياحية أعضاء المكتب التنفيذي، وممثلين عن جامعة الدول العربية، ومنظمة السياحة العالمية، والمنظمة العربية للسياحة والمركز العربي للإعلام السياحي، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية والعالمية.
وتشير المؤشرات المسجلة في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام لدى منظمة السياحة العالمية إلى تفاوت تأثير عدم استقرار القطاع السياحي في بعض الدول، ولكن بالمقابل سجلت بعض الدول نتائج إيجابية منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى رأسها السلطنة، والتي حققت نتائج جيدة في نمو القطاع السياحي.
ومن أهم التوصيات التي خرج بها الاجتماع الوزاري مناقشة التقرير المُقدّم لمتابعة تطوير وتنفيذ الإستراتيجية العربية للسياحة، وبحث تمويل الأنشطة والبرامج الواردة في الإستراتيجية. كما تمت مناقشة إقرار إنشاء اللجنة الفنية للسياحة العربية المكلفة بدراسة ومناقشة كافة الموضوعات ذات العلاقة بالقطاع السياحي ورفع التوصيات بشأنها إلى المجلس الوزاري للنظر في إقرارها، بالإضافة إلى متابعة التعاون والتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في كل ما يتعلّق بميثاق المحافظة على التراث العُمراني في الدول العربية وتنميته بعد إقراره من قبل مجلس الجامعة.
وأكد أحمد بن ناصر المحرزي في تصريح له خلال الاجتماع على أهمية السياحة البينية بين الدول العربية، وإيمان كافة الدول بأهمية فتح حدودها أمام السياحة العربية وتنظيم وتسهيل نظام التأشيرات، وفقا لأنظمة كل دولة وخصوصيتها.
وأضاف أنه من المهم مواصلة الجهود المبذولة للتغلب على كافة التحديات من خلال العمل المشترك وتفعيل بنود الإستراتيجية العربية للسياحة والعمل على تعزيز التعاون وتشجيع المبادرات المشتركة، وتبادل الخبرات، لما لهذا من آثار ونتائج إيجابية في دعم الاقتصادات الوطنية.
وفي كلمة محمد يحيى راشد، وزير السياحة المصري، أشار إلى أن الاهتمام بالسياحة هو جهد مشترك وأن هذا الاجتماع يعد فرصة جيدة لتبادل المقترحات التي تُثري السياحة في البلاد العربية، كما أشاد بالدور الذي يلعبه المجلس الوزاري العربي للسياحة تحت مظلة جامعة الدول العربية في العمل على تحديد عدد من الأهداف السامية لتحقيق مزيد من الرخاء في الدول العربية.
ومن جهة أخرى تقدمت الدكتورة دينا الظاهر، مديرة إدارة النقل والسياحة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالشكر والتقدير للجهود التي بذلتها السلطنة ممثلة في وزارة السياحة لاستضافة اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة في دورته التاسعة عشر وسعيها لإنجاح الفعاليات المصاحبة للاجتماع، لما يخدم المساعي المبذولة لتطوير القطاع السياحي في الدول العربية.
توقيع مذكرة تفاهم
وعلى هامش الاجتماع تم توقيع مذكرة تفاهم بين السلطنة وجمهورية مصر العربية في المجال السياحي، قام بتوقيعها من جانب السلطنة معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، ومن جانب جمهورية مصر العربية معالي محمد يحيى راشد وزير السياحة المصري، وتهدف المذكرة إلى تعزيز وتقوية العلاقات بين البلدين والارتقاء بالتعاون الثنائي في مجال السياحة التي تمثل ركيزة قوية في التنمية الاقتصادية. وتنص مذكرة التفاهم على الشراكة في المحافل والمهرجانات السياحية، وتبادل الترويج السياحي للمواقع السياحية والتشريعات واللوائح التنظيمية الخاصة بالسياحة، إلى جانب الترويج لعروض وحزم سياحية مشتركة، كما تناولت المذكرة إمكانية التعاون في الفرص المتاحة لاستثمار المواقع السياحية، وتنظيم حلقات العمل والندوات السياحية، وتبادل الخبرات والدراسات العامة في مختلف المجالات العمرانية والتخطيط السياحي.
زيارات تعريفية بالمعالم السياحية
ولأهمية تعريف الوفود المشاركة في الاجتماع بأهم المعالم السياحية في مسقط تم تنظيم برنامج للزيارات عدد من هذه المعالم بحضور أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة. وقد تضمن البرنامج زيارة عدد من المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة مسقط كجامع السلطان قابوس الأكبر ودار الأوبرا السلطانية والمتحف الوطني.
كما قام أحمد بن ناصر المحرزي في حفل العشاء الرسمي الذي أُقيم على شرف الضيوف بتكريم الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية سابقا بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية والذي ترك بصمة تشهد بإنجازاته خلال توليه لمنصبه إلى جانب مؤلفاته في المجال الاقتصادي.
وفى نهاية الاجتماع استقبل فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية، و وزراء السياحة و رؤساء الوفود المشاركين في الدورة التاسعة عشرة لاجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة والمكتب التنفيذي وممثلين عن جامعة الدول العربية ومنظمة السياحة العالمية و المنظمة العربية للسياحة.
وفي هذا اللقاء رحب بالضيوف، مستعرضا أهمية قطاع السياحة في المسارات التنموية للدول ودوره المهم في التنويع الاقتصادي ومردوده الإيجابي على الجوانب الاجتماعية والثقافية، وقد أعرب عن تقديره لدور المجلس الوزاري العربي للسياحة في تنمية حركة السياحة العربية البينية.