Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

ألمانيا… عملاق سياحي ينافس «الصناعي»!

 

ميونيخ ….. رغم التحديات الكبيرة التي يشهدها العالم، إلا أنه بفضل اليقظة الكبيرة والإجراءات الأمنية للسلطات الأمنية، ومواكبة التطورات على الصعد كافة، نجحت ألمانيا في الحفاظ على مكانتها، كواحدة من أفضل الوجهات السياحية العالمية.

احترام الإنسان والعمل حسب أوقات محددة، ومواجهة التحديات بحزم، وتوفير أرقى الخدمات للشعب والزوار، عوامل يراها بعين ثاقبة، كل من شارك في قمة السياحة الوافدة والعلامة التجارية التي أقامها المجلس الوطني الألماني للسياحة على مدى يومين في مدينة ميونيخ، معقل الصناعة والتطور والأعمال الدقيقة، ليخرج براحة وخلاصة أن ألمانيا قادرة على كسب أي رهان تريد، وأن مقولة «المستحيل ليس ألمانياً» دقيقة بكل ما للكلمة من معنى، فهي تظهر للجميع بكل تجرد، من خلال التميز الذي يظهر في أدق التفاصيل، والتعاون الكبير وتلبية متطلبات واحتياجات الجميع خلال أقل فترة زمنية ممكنة.

79 مليون سائح

ألمانيا ليست مهد الصناعة في القارة الأوروبية فحسب، بل واحدة من أبرز وأهم وجهات السياحة حول العالم مع أكثر من 79 مليون سائح خلال العام الحالي، هذا ما أكدته القمة العالمية التي استضافتها مدينة ميونيخ التي شهدت حضور العديد من صناع القرار والخبراء من المجلس الوطني الألماني للسياحة والعديد من الشركات، الذين استعرضوا التطور الكبير الذي يشهده العالم اليوم على المستوى السياحي، وكيفية مواكبة التحديات والتطورات، للوصول إلى نتيجة واحدة «الراحة على مدار الساعة».

وقد أكدت رئيسة المجلس الوطني الألماني للسياحة، بيترا هيدورفر، أن ألمانيا تحرص على الحفاظ على أمان جميع مدنها، ورفع مستويات الحماية للشعب الألماني وللزوار إلىيها على مدار الوقت، لافتة إلى أن الأحداث الأمنية التي يشهدها العالم اليوم، لم تنجح في النيل من سمعتها، ومكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية على مستوى العالم.

وقالت هيدورفر لـ «الراي» على هامش، قمة السياحة الوافدة والعلامة التجارية، في ميونيخ، إن السلطات الألمانية تحرص على تقديم جميع التسهيلات لقضاء عطلات لا تنسى في أنحاء الدولة كافة، كاشفة أن التحدي الأبرز الذي يواجه السياحة العالمية اليوم، يكمن في التطورات التكنولوجية، وضرورة مواكبتها على الدوام، لافتة إلى أن عمليات الحجز الإلكتروني باتت تشكل 60 في المئة من مجمل حجوزات السفر العالمية، بحسب آخر الإحصاءات الواردة من منظمة السياحة العالمية خلال العام الحالي.

وأضافت هيدورفر، أن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، سجلت 1.2 مليار سائح وافد على مستوى العالم خلال العام الحالي، وأنه وفقاً لخبراء المنظمة، سيصل العدد السنوي للسياح الوافدين إلى 1.8 مليار بحلول عام 2030.

وأوضحت أن السياحة تخلق الوظائف والازدهار، وتساعد الثقافات المختلفة على فهم بعضها البعض، وأن السفر يوحد الناس في هذا العالم، إذ يمكن أن تكون السياحة عامل استقرار في أوقات تحتل فيها الأزمات الاقتصادية والمشاكل السياسية العناوين.

ورأت أن قطاع السياحة نفسه يتغير بسرعة أكثر من أي وقت مضى، ففي الأسواق الناشئة، هناك صعود الطبقة الوسطى، التي تتوق للشراء والسفر.

وذكرت أن أوروبا هي المنطقة المنشأ والمستهدفة الأكبر في السياحة العالمية، وستبقى هكذا في المستقبل المنظور، مبينة أن الأسواق في الشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا وأميركا اللاتينية تنمو بسرعة أكبر بكثير من الأسواق الأوروبية.

ولفتت إلى أن البلدان التي لا تعتبر بعد وجهات سياحية رئيسية، ترى أيضاً أن السياحة يمكن أن تحقق الرخاء الاقتصادي، بحيث يتم في هذه الأماكن ضخ الكثير من الاستثمارات في البنية التحتية للسياحة، وإنفاق الكثير على التسويق.

ونوهت بأنه يمكن بسهولة رؤية آثار الثورة الرقمية على امتداد سلسلة القيمة السياحية، إذ إنه بإمكان المسافرين استخدام الإنترنت للإلهام أو للمعلومات أينما كانوا، في حين تعمل محركات الحجز عبر الإنترنت على تمكين المرء من حجز خدمة السفر في الوقت الحقيقي وبأفضل الأسعار.

الحجوزات عبر الإنترنت

ولفتت إلى أن 60 في المئة من حجوزات السفر اليوم تتم عبر الإنترنت، وهو ما يعكس الأهمية الكبيرة للتقنيات الرقمية، في القطاع السياحي والحجوزات.

وأوضحت هيدورفر أن صناعة السياحة الوافدة إلى ألمانيا تتمتع بنجاح طويل الأمد، فخلال 25 عاماً منذ إعادة توحيد ألمانيا، شهد عدد ليالي المبيت الدولية زيادة بأكثر من الضعف، وارتفع من 35 مليوناً آنذاك ليصل اليوم إلى ما يقرب من 80 مليوناً.

وأفادت أن ألمانيا قدمت فرصاً ضخمة لصناعة السياحة، إذ تم استغلال هذه الفرص، وكان هناك الكثير من الاستثمارات، مؤكدة أن البنية التحتية في الدولة اليوم تعد واحدة من أفضل البنى التحتية في أوروبا.

وتابعت أنه تم ترميم العديد من البلدات والمدن التاريخية في الشرق، وأصبحت برلين مدينة عصرية وحيوية ونقطة جذب للمواهب الإبداعية في العالم، كما شهدت مناطق بأكملها مثل منطقة الرور تغييراً هيكلياً كاملاً، مشيرة إلى أن الزوار يتعرفون على منطقة مذهلة من التراث الصناعي، والمعالم المعمارية، مثل الكنيسة المعاد بناءها في دريسدن أو قاعة الحفلات الموسيقية (إلبفيلهارموني) التي اكتمل بناؤها حديثاً في هامبورغ، وكاشفة أن ألمانيا لديها ملاعب رياضية رائعة تستضيف أحداثاً كبرى، مثل ملعب أليانز أرينا الخاص بنادي بايرن ميونيخ في ميونيخ.

وأشارت هيدورفر إلى أن صناعة الترفيه واحدة من أكثر قطاعات الاقتصاد التي تم الاستثمار فيها بكثافة، إذ إن أماكن الجذب، مثل مدينة الملاهي (أويروبا-بارك)، أو مركز فولكس واغن السياحي (أوتوشتادت) في مدينة فولفسبورغ، أو عالم بي إم دبليو في ميونيخ، التي تستقطب السياح من ألمانيا وجميع أنحاء العالم.

وذكرت أن «ألمانيا هي بلد الثقافة، ولديها حالياً 40 موقعاً من مواقع اليونسكو للتراث العالمي، ولديها متاحف ومعارض ومسارح وفرق أوركسترا من الطراز العالمي، كما تشتهر مسرحياتها الموسيقية بحضور زوار دوليين، في وقت تعمل مهرجاناتها على إبراز جوانب مختلفة من الثقافة الألمانية، مبينة أن أحداث مثل كأس العالم لعام 2006 لم تبين للعالم أن ألمانيا خبيرة بالتنظيم فقط، بل أظهرت أيضاً ضيافتها الدافئة والودودة.

وقالت هيدورفر إنه في السنوات الست الأخيرة، نمت السياحة الوافدة إلى ألمانيا أسرع من السوق العالمي، إذ باتت تحتل المركز الأول كوجهة ثقافية بالنسبة للأوروبيين، والوجهة الأوروبية الرائدة للسفر الدولي الفاخر، والوجهة الأولى عالمياً كموقع للمعارض التجارية، كما أصبحت وجهة رائدة للمؤتمرات والأحداث.

وأضافت أن الدولة حددت علامة تجارية جوهرية لوجهة السفر هي ألمانيا، وحددت مكانتها في السوق، معتبرة الثقافة والطبيعة الجوانب الرئيسية لهذه العلامة التجارية، وهو ما يشكل الأساس لاثنين من خطوط المنتج، استراحات المدينة والسياحة الثقافية، وعطلات الصحة واللياقة البدنية.

وبينت أن خطوط المنتج تساعد على إنشاء مواضيع للخطط التسويقية، تعطي السياح حول العالم أسباباً جديدة للسفر إلى ألمانيا، ما ينعكس على صورة الدولة على المستوى الدولي.

من ناحيته، أشار الخبير في موقع «VoxR» تيم شلوتر، إلى أن ألمانيا أثبتت نفسها كوجهة سياحية رائدة على المستوى العالمي، إذ باتت مناطقها ومدنها، مرادفاً للطبيعة الجميلة، والتاريخ العريق، والصناعة الحديثة، وعنواناً للالتزام بالوقت، كما أصبحت الوجهة الأولى والأبرز سياحياً على مستوى القارة الأوروبية.

الثانية سياحياً

بدوره، أشار نائب أول الرئيس للعلاقات المؤسسية في شركة «GFK» للإحصاءات، فاديم فولوس، إلى أن ألمانيا تحتل المرتبة الثانية سياحياً على مستوى العالم، خلف الولايات المتحدة، ومتفوقة على كل من المملكة المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا، واليابان، وسويسرا وأستراليا والسويد.

وقال فولوس خلال مشاركته في المؤتمر، إن ألمانيا احتلت المرتبة الثالثة عالمياً في جذب الاستثمارات والمهاجرين للإقامة على أراضيها، وقد تقدمت مرتبتين في مؤشر رضا المقيمين فيها عن الخدمات التي تقدم إليهم.

وذكر أن السيارات تحتل المرتبة الأولى على مستوى صادرات السيارات حول العالم، مشكلة نحو 63 في المئة، متفوقة على التكنولوجيا المتطورة التي تحتل المرتبة الثانية بنسبة 50 في المئة، والخدمات المصرفية بنحو 29 في المئة، والطعام بنسبة 20 في المئة، والمنتجات الإعلانية بنسبة 17 في المئة، و15 في المئة من الأفلام التلفزيونية، و14 في المئة للموضة، و5 في المئة للزيوت، معتبراً أن هذه الأرقام تعكس الأهمية الكبيرة والثقة الكبيرة التي تتمتع بها المنتجات الألمانية على الصعد كافة.

في سياق متصل، بين نائب الرئيس لإستراتيجيات الاتصالات، والعلاقات المؤسسية في مجموعة «BMW» للسيارات، بيل ماك آندروز، أن مبيعات المجموعة تضاعفت بين العامين 2007 و2015، من 1.5 مليون سيارة عام 2007، إلى 2.24 مليون مركبة عام 2015، لافتاً إلى أن الأرباح الصافية ارتفعت 138 في المئة من 3.13 مليار دولار عام 2007، إلى 9.22 مليار دولار بحلول نهاية العام الماضي.

وذكر ماك آندروز، أن مبيعات الشركة في الولايات المتحدة بلغت 495.89 ألف سيارة بنمو 2.8 في المئة على أساس سنوي في 2015، ومليون سيارة في أوروبا بارتفاع 9.4 في المئة، و685.79 ألف سيارة في آسيا بنمو 4.2 في المئة، و65.36 ألف سيارة بارتفاع 4.3 في المئة على صعيد بقية أنحاء العالم.

«المئة سنة المقبلة»

ونوه بأن «BMW» تملك اليوم نحو 31 مصنعاً للسيارات في 14 دولة حول العالم، كاشفاً أنها وضعت إستراتيجية جديدة تحت شعار «المئة سنة المقبلة»، تهدف من خلالها إلى تطوير سياراتها، وتلبية متطلبات جميع العملاء حول العالم، والذين يشكلون الأساس في أي عملية تقوم به المجموعة على مدار الوقت.

وأضاف ماك آندروز، أن سياسة «BMW» تقوم على شعار «ليس المهم أن تكون الأول، بل الأهم أن تكون الأفضل»، مشدداً على أن أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي ابتكاره والمساهمة في صنعه.

في سياق متصل، لفت الخبير السياحي الأميركي، سيمون ليمان، إلى أن علامة ألمانيا التجارية هي واحدة من الأقوى على مستوى العالم، وهي المحرك الاقتصادي الأول للقارة الأوروبية، مبيناً أنها تحتوي على أفضل المدن من حيث البنى التحتية والخدمات المتنوعة، والمعالم السياحية، والحدائق والجبال والقلاع التاريخية، وأشهر العلامات التجارية، لافتاً إلى أن أبرز ما تتميز به الدولة هو إنهاء جميع الأعمال في الوقت المحدد لها من دون أي تأخير.

وبين ليمان أن أغلب المسافرين، يختارون وجهة قضاء إجازتهم اليوم، بالاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، والتعليقات التي يقرأونها حول مدينة معينة من عائلاتهم أو أصدقائهم.

واعتبر أن أبرز العوامل التي تساهم في اتخاذ القرار بالسفر إلى دولة معينة بحسب العديد من الإحصاءات، هي الطقس، والمعالم السياحية، وأسعار الفنادق، وتجربة التسوق، والترفيه والفعاليات الخاصة التي تقام فيها.

باقة ورد
بذل ممثلو المجلس الوطني الألماني للسياحة حول العالم، ومن بينهم ممثل المكتب في منطقة الشرق الأوسط والخليج بشار أنطون، جهوداً كبيرة في تلبية متطلبات السفر للإعلاميين المشاركين في القمة، من حجز تذاكر السفر والإقامة وتأمين المواصلات، وغيرها، فاستحقوا الإشادة والتنويه من الجميع.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله