بغداد …. وجه مختصون في السياحة والاقتصاد انتقادات لاذعة إلى المسؤولين عن قطاع السياحة والسفر الذي يشهد استنزافا للعملة الصعبة خلال الفترة الحالية بسبب البرامج السياحية المغرية التي تقدمها شركات السياحة لقضاء عطلة رأس السنة خارج البلد.
ويمتلك العراق 660 شركة سياحية موزعة على جميع المحافظات تنظم بين فترة وأخرى برامج سياحية إلى الدول العربية والأجنبية.
وقال صاحب شركة الوسام كامل الربيعي لـ”المدى”، إن “البرامج السياحية لقضاء عطلة رأس السنة في الدول المجاورة أو الأجنبية تشهد اقبالا كبيرا من قبل المواطنين خلال الفترة الحالية وتحديدا برامج المدن الأوروبية والآسيوية بالإضافة إلى مدينة دبي”، مؤكداً أن “الأسعار تختلف من برنامج سياحي إلى آخر”.
وأضاف أن “أغلب البرامج السياحية إلى الدول الأجنبية أغلقت بعد وصولنا إلى العدد المطلوب وسنبدأ برامجنا منذ يوم غد الثلاثاء”.
كما ان هناك تسهيلات عديدة تمنحها البلدان إلى العراقيين تتضمن زيادة نسبة الخصم في حجز الرحلات الجوية والفنادق إلى 50%.
بينما قال حسام الأسدي، أحد العاملين في الشركات السياحية لـ”المدى”، إن “الشركات السياحية تتخذ نظام Block Seat )) الموجود في بعض الخطوط الجوية والذي يعني حجز مقاعد معينة لفترة زمنية محددة بنصف القيمة”، مؤكداً أن “هذا النظام غير موجود بالخطوط الجوية العراقية التي تعتبر ناقلا وطنيا”.
وأوضح الأسدي أن “شركات الطيران تمنح أيضا للكروبات السياحية خصما يصل في بعض الأحيان 100 دولار عن كل مسافر”، مشيرا إلى أن “الشركات السياحية تقوم أيضا بحجز فنادق في البلدان بنصف القيمة بالإضافة إلى تأجير مرشدين سياحيين”.
ونوّه إلى أن “الأرباح التي تحققها شركات السياحة عن كل فرد تبلغ 50 دولارا”، مبيناً أن “عدد البرنامج السياحية يصل إلى 100 فرد”.
ولفت إلى أن “الشركات السياحية أغلبها تنظم برامج سياحية إلى البلدان التي لا تتطلب تأشيرة فيزا من العراقيين للتخلص من التدقيقات الأمنية”.
هيئة السياحة رفضت التحدث لـ”المدى” عن موضوع شركات السياحة والاستنزاف الذي يشهده البلد وعدم تنظيم رحلات سياحية داخلية خلال عطلة رأس السنة.
وتشهد اسعار الطيران خلال الفترة الحالية ارتفاعا كبيرا بسبب الاقبال الكبير من قبل المواطنين على السفر إلى البلدان الأخرى عبر شركات الطيران العربية والأجنبية، ممن يفضلون اللجوء إلى الشركات السياحية لأسعارها الرخيصة.
ويبلغ سعر برنامج أذريبجان 800 دولار والذي يتضمن الإقامة في فندق 4 نجوم لمدة 10 أيام بينما برنامج بيروت يبلغ سعره 750 دولارا ويتضمن الإقامة 8 أيام بفندق 4 نجوم.
في غضون ذلك، قال استاذ الاقتصاد في الجامعة المستنصرية، عبد الرحمن المشهداني لـ”المدى”، إن “العراق غير مستفيد من الانتعاش الذي يحصل في شركات السياحة لأن السياحة تكون خارج البلد وليس داخله”، مؤكداً أن “السياحة الخارجية تعتبر أحد الأبواب لاستنزاف العملة الأجنبية الصعبة”.وأضاف أن “البلدان العربية والأجنبية بدأت تمنح تسهيلات من أجل جلب السيّاح العراقيين بهدف تحريك اقتصادهم”، مشيرا إلى أن “الحكومة العراقية لم تفعِّل السياحة الداخلية بسبب الإجراءات الروتينية والفساد المالي والإداري”.
وأكد أن “الخطوط الجوية العراقية لم تستفد أيضا من السياحة الخارجية لأن الرحلات لم ولن تجري على خطوطها بل على خطوط البلدان التي يذهب إليها العراقيون”.من جهة أخرى، قال الخبير الاقتصادي علي الصيهود السوداني لـ”المدى” إن “السياحة الخارجية تمثل استنزافا للاقتصاد بسبب زيادة حجم انفاق السائحين الذي يصل إلى أكثر من الف دولار”، مبيناً أن “خروج العملة الأجنبية لن يخدم البلد وإنما البلدان الأخرى”، مشيرا إلى أن “العراقيين في السابق كانوا يفضلون السياحة الداخلية التي تعطلت بسبب الإجراءات المعقدة التي تتخذها الحكومات المحلية بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالاماكن السياحية وعدم وجود أماكن ترفيه للعائلات والاطفال”.
وأضاف أن “العراقيين بدأوا يفضلون السياحة الخارجية لأن الأسعار المغرية التي تقدمها الشركات السياحية تشجعهم على التخلص من الهموم التي يعيشونها يوميا”، مبيناً أن “بعض العائلات تنفق مبالغ كبيرة تصل إلى خمسة الاف دولار على السياحة الخارجية”.
وأكد أن “الخطوط الجوية العراقية ،باعتبارها الناقل الوطني، لم تقدم برامج سياحية وعروضا ميسرة لكي تتمكن من زيادة أرباحها”.
وأشار إلى أن “الخطوط الجوية التابعة للبلدان المجاورة بدأت تستحوذ على معظم المسافرين العراقيين بسبب أسعارها الرخيصة والخدمات الجيدة التي تقدمها من مأكل ومشرب”.
طوفان السياح الى تايلاند يرهق البنية التحتية
بانكوك “المسلة” ….. قال خبير اقتصادي في البنك الدولي، إن نجاح تايلاند في جذب عدد ضخم من السياح يثقل كاهل بعض قطاعات البنية التحتية التي تتعامل مع طوفان السائحين.
وقال كياتيبونج آريابروشيا “الاختناقات تتزايد في وجهات مثل شيانج ماي وبانكوك وبوكيت في الوقت الذي لم تتوسع فيه البنية التحتية بعد”.
وظل قطاع السياحة صامدا على الرغم من الانقلاب الذي وقع في 2014 وموجة التفجيرات الدامية في أغسطس هذا العام، والتي أدت إلى مقتل 4 سياح تايلانديين وإصابة العشرات ومن بينهم أجانب.
واجتذبت تايلاند العام الماضي 29.9 مليون زائر، وهو رقم قياسي تتوقع وزارة السياحة أن يصل إلى 32.4 مليون هذا العام، بينما يقول مجلس السياحة إنه من المحتمل أن يصل إلى 34.4 مليون في 2017.
لكن نمو السياحة يضع المطارات وبنى تحتية أخرى تحت ضغط. والبنية التحتية مشكلة لا تضر بالسياحة -وهي نقطة بيضاء نادرة في الاقتصاد- فحسب ولكن بالنمو بشكل عام حسبما ذكرت رويترز.
وتحتل البنية التحتية التايلاندية المرتبة 49 على مؤشر المنتدى الاقتصادي العالمي للتنافسية في 2016-2017 مقارنة مع المرتبة 38 في 2006-2007.
وبالنسبة لاختناقات المطارات فهناك خطط للمساعدة، إذا قالت شركة مطارات تايلاند -مشغل المطارات الرئيسي في البلاد- إنها تنوي إنفاق 5.5 مليار دولار على مدار 15 عاما لتوسعة ستة مطارات رئيسية.
وتمثل الفترة الحالية منتصف موسم الإشغال المرتفع، إذ ينشد السياح القادمون إلى تايلاند الاستجمام على شواطئ وجزر البلاد بعيدا عن البرد القارس في الغرب في هذا الوقت من العام.