الرياض “المسلة” ….. توقع اقتصاديون أن ينخفض عدد السياح السعوديين في الخارج العام الحالي 2017 ونمو السياحة الداخلية، مع انخفاض دخل الفرد في المملكة، بسبب رفع الدعم عن الطاقة والوقود، ما يؤثر في دخل الأفراد وانخفاض موازنة السفر، وهو ما يدفع الكثيرين للتخلي عن السياحة الخارجية ذات التكاليف الباهظة والبحث عن أماكن مناسبة ذات كلفة منخفضة في الداخل بحسب الحياة.
وكان تقرير حديث لمركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، كشف أن حجم إنفاق السياح المغادرين من المملكة ارتفع بنسبة 24 في المئة إلى 79 بليون ريال خلال الـ11 شهراً الأولى من العام الماضي 2016، مقارنة بـ64 بليون ريال للفترة نفسها من 2015.
ووفقاً للبيانات بلغ عدد السياح المغادرين من المملكة منذ بداية كانون الأول (يناير) إلى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر)، 17.2 مليون سائح بزيادة 3 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال المستشار الاقتصادي فيصل العليان، كانت الوجهة الأبرز بالنسبة للسياحة خلال العام الحالي مدينة دبي بسبب التوجه إليها خلال فترات الإجازات القصيرة، ومع بداية 2017 وإعلانات موازنة المملكة ورفع الدعم عن السلع يتوقع أن يتأثر دخل الفرد، ما قد يتسبب في انخفاض عدد السياح السعوديين المغادرين.
وبيّن أن الطلب في السياحة الخارجية قد يرتفع على دول شرق آسيا وشرق أوروبا، إذ تتميز هذه الدول بانخفاض قيمة عملتها، وهذا ما نلاحظه مع نهاية 2016، إذ بدأت الشركات السياحية الاتجاه إلى هذه الدول وإصدار العروض السياحة للأفراد والعوائل، إذ إنها أقل كلفة من ناحية السكن والأكل والمعيشة، في حين أن تذاكر الطيران للخطوط الدولية قد تكون عائقاً لدى البعض لارتفاع كلفتها.
وأضاف أننا شهدنا في الأيام الجارية بداية الترويج لعروض بعض دول شرق آسيا مثال فيتنام والفيليبين وغيرها، إذ تتميز باعتدال الجو والطبيعة والكلفة المنخفضة مقارنة مع بعض الدول المجاورة لها وأيضاً الاتجاه إلى دول شرق أوروبا مثل جورجيا والقوقاز، والتي تكون فيها كلفة السيحة منخفضة بشكل كبير مقارنة بالدول الأوروبية مثل سويسرا والنمسا وفرنسا.
واستدرك قائلاً: «في ظل توقع انخفاض دخل الفرد في المملكة خلال 2017، فمن المتوقع نمو السياحة الداخلية بنسبة 30 في المئة، إذ ستكون أقل كلفة بسبب استخدام وسيلة السفر الخاصة مثل السيارة، ما يخفض كلفة السفر بالطائرة لمن أراد السفر خلال فترات الإجازة القصيرة، ومع نمو السياحة الداخلية المتوقع ستواجه السياحة الخارجية انخفاضاً ملحوظا قد يصل إلى 40 في المئة خلال العام المقبل خصوصاً المتجهين إلى دول أوروبا وأميركا».
وأشار إلى أن التأثير قد يكون قليلاً على السياحة في دول الخليج بنسبة 15 في المئة خلال الإجازات التي قد تمتد إلى أسبوعين فأكثر. وأضاف العليان: «من ناحية مالية ومع قرارات رفع الدعم وزيادة الأسعار، والتي قد تصل إلى 30 إلى 40 في المئة فإن دخول الأفراد ستتأثر، ما يتسبب له في انخفاض موازنة السفر وقضاء وقت الإجازة، ما يدفع الكثيرين للتخلي عن السياحة الخارجية ذات التكاليف الباهظة والبحث عن أماكن مناسبة ذات كلفة منخفضة».
من جهته، قال المحلل الاقتصادي والمالي محمد العمران: «إن من المتوقع أن تلعب السياحة المحلية دوراً مهماً لدعم اقتصاد المملكة خلال السنوات المقبلة مع انتهاء مشاريع توسعة الحرمين الشريفين ومشاريع النقل في مكة المكرمة والمدينة المنورة»، مضيفاً: «في ٢٠١٧ قد تشهد الأرقام في المملكة بعض الانخفاض الطفيف بسبب انخفاض أسعار عملات دول مثل مصر وتركيا وانخفاض القدرة الشرائية للفرد في كثير من الدول الإسلامية والعربية وغيرها من العوامل الاقتصادية، لكن اعتباراً من ٢٠١٨ سنشهد عودة مجددة للنمو حتى نصل في عام ٢٠٢٠ إلى تحقيق هدف استراتيجي يتمثل باستقبال ١٥ مليون معتمر مقارنة بـ٦ ملايين معتمر في ٢٠١٥».
وحول التنافس بين خطوط الطيران أكد العمران أنه من الطبيعي أن نشهد منافسة بينها الآن نتيجة لانخفاض أسعار الوقود عالمياً وانخفاض عدد الركاب، واعتقد بأننا قريباً سنشهد منافسة أكثر حدة في ما بينها لاستقطاب أكبر عدد من المسافرين.
من ناحيته، قال الخبير الاقتصادي عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عصام خليفة: «إن هناك عوامل عدة أسهمت في ارتفاع حجم إنفاق السياح السعوديين في الخارج، أولها التنافس بين شركات الطيران وارتفاع عدد الرحلات المغادرة، ما أدى إلى ارتفاع عدد السعوديين المغادرين وبالتالي ارتفاع حجم اﻹنفاق، إضافة إلى انخفاض أسعار رحلات الطيران نتيجة للمنافسة الشديدة بين شركات الطيران، ورغبة الكثير من اﻷسر السعودية في التغيير والتخفيف من ضغوط العمل، وتوافر البنية السياحية في الخارج مقارنة بداخل المملكة، علاوة على العروض السياحية المختلفة المغرية للسياحة بالخارج، وارتفاع أسعار السياحة الداخلية وتدني مستوى الخدمات».
وحول مسارات السياحة الخارجية للسعوديين، قال: «إن غالبية السياح السعوديين يتجهون إلى دبي لتوافر جميع وسائل الراحة المطلوبة سواءً لرجال اﻷعمال أم اﻷسر أم الشباب السعودي، ثم تأتي تركيا ومصر ثم أوروبا وأميركا».