بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
العلاقة بين قطاعي السياحة الرسمي والخاص لابد أن تقوم علي الاحترام المتبادل وروح التعاون والتنسيق والقبول بالرأي والرأي الآخر بعيدا عن أي مصالح شخصية أو تصفية للحسابات من جانب أي طرف بما يؤدي إلي اعاقة تحقيق الصالح العام.
علي مدي الاسابيع الماضية سعدت بمتابعة جولات الحوار والنقاش وتبادل الافكار والاراء علي الموقع الالكتروني »صالون السياحة» ومن أبرز نجومه الصديق رجل الاعمال السياحي سيف العماري ارتبط هذا الصالون بمشاركة العديد من الرموز السياحية التي كان لها ومازال دور فعال في تنمية النشاط السياحي بوجه عام.
أنني قد أتوافق و أختلف مع ما يتم عرضه وتناوله سواء كان جدا أو هزلا. في هذا الاطار اعترف بأن بعض ما يثار يشوبه تجاوزات غير مستحبة. . رغم ذلك فإنني أري أن فكرة هذا الصالون تخدم في النهاية السياحة.. صناعة الأمل الذي تحطم بتأثير انحراف ثورة ٢٥ يناير.
كم أرجو أن يتجرد المشاركون في هذه السيمفونية الحوارية السياحية من أي توجهات أو نوازع شخصية تعكس الرغبة في تصفية حسابات. عليهم أن يؤمنوا بأن ذلك هو السند لانطلاق هذه الصناعة الواعدة.
>>>
انني أتطلع وفي إطار حرصي علي تنمية وازدهار النشاط السياحي بشكل عام وليتحقق له الخروج من محنته ويسترد عافيته.. أن يسعي جميع من يهمهم صالح هذه الصناعة ومستقبلها إلي الاتفاق والتوافق.
إنهم مطالبون بالعمل علي إصلاح ذات البين والتوصل إلي صيغة تجمع بينهم علي الرأي السديد والنقد الهادف الذي يخدم الآمال والتطلعات. هذا لا يمكن أن يتأتي سوي بتضافر الجهود وتقارب وتلاقي الآراء بما يؤدي إلي انهاء الخلافات والتوترات التي يترتب عليها تفاقم الوضع المأساوي الذي تعيشه السياحة منذ ست سنوات.
الجانب الأكبر من هذه المهمة يتحملها القطاع الرسمي السياحي الذي عليه بحكم تمثيله للدولة التي يهمها ازدهار السياحة أن يبحث ويدرس أسباب هذا التباعد والتنافر اللذين تعاني منها العلاقات مع بعض المنتمين للقطاع الخاص السياحي. من المؤكد أن التفاهم والتحاور الخلاق القائم علي أسس سليمة مستهدفا صالح الدولة والصناعة والعاملين في أنشطتها.. لابد أن يكون دافعا للطرفين للالتقاء علي كلمة سواء.
تحقيق هذا الهدف يحتاج إلي العقلانية والتجرد من الانانية والالتزام بالاحترام المتبادل. كما يجب ان يستند إلي الاقناع والاقتناع بعيدا عن أي توتر أو عصبية ودون تمسك بالموقف أو بالرأي الذي قد لا يكون صحيحا أو سليما .
>>>
يجب أن يكون معلوما ومفهوما أن عمليات التصيد وتوجيه الاساءات تقود إلي مزيد من قطع للصلة وانعدام الثقة وهو الأمر الذي لا عائد من ورائه سوي الاضرار بالصناعة وتعطيل جهود انتشالها من محنتها.
إن التعاون وتبادل الرأي السديد المتجرد من التسفيه و التبكيت والقبول بالآخر والتخلي عن أي موقف لا يحقق الفائدة المرجوة للصناعة.. هو السبيل الوحيد لتصحيح المسار تجاه ما يحقق الصالح العام. الوصول إلي هذا الهدف هو لصالح الجميع. كل الاطراف سواء في القطاعين الرسمي أو الخاص ومن واقع المسئولية المشتركة مطالبة بأن تضع في الاعتبار مصلحة الوطن ومصلحة الصناعة حيث أن المحصلة في النهاية تصب في مصلحتيهما أيضا. هذا يتطلب أن يكون هناك إدراك بأن النجاح يتحقق بالتوازن القائم علي مبدأ الاخذ والعطاء. في هذا الشأن فإن علي الفاعلين في قطاع الاعمال السياحي ألا تقتصر مواقفهم وتوجهاتهم علي أن تُسخر الدولة جهودها من أجل الاستجابة لمصالحهم دون أن يقدموا من جانبهم أي مقابل.
أخيرا وفي عودة »لصالون السياحة» فإنني أعتقد أنه يمكن ومن خلال المشاركة في حواراته من جانب المسئول الرسمي عن العمل السياحي ممثلا في الوزير دون خروجات أو تجاوزات.. أن يكون في ذلك بشرة خير لعودة الثقة وانهاء الجفوة التي ليست في صالح الجميع بشكل عام.. وربنا يجعله عاما سعيدا علي مصر وعلي كل أبنائها المخلصين .