بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
أخيرا تحققت الانفراجة في جهود إنقاذ مارينا العلمين من الانهيار من خلال الجهود والاتصالات التي أجراها مجلس الأمناء وحسمها قرار وزير الإسكان والتعمير د. مصطفي مدبولي بتعيين رئيس جديد لجهاز القري السياحية في إطار حركة تنقلات شاملة قام بإصدارها.
ليس من سبيل لحل المشاكل وإزالة العقبات وما يترتب عليهما من تضييع للوقت والجهد سوي تحكيم العقل والقانون ومبادئ الحق والصالح الوطني. هذا يتطلب التصدي للمواقف والسلوكيات المريبة وغير السوية من جانب بعض الأطراف التي تشغل مواقع السلطة. قد يكون من بين الأسباب فقدان هذه العناصر للخبرة والقدرة علي الإدارة ومواجهة الأزمات.
قطاعات كثيرة من المواطنين دفع بهم سوء الحظ للتواجد بحسن نية في هذه الدائرة وهو ما يؤدي إلي أن يتحولوا إلي ضحايا دون أي ذنب ارتكبوه.
هذا الوضع الذي يتكرر.. شهدته مارينا العلمين علي مدي السنوات الأخيرة نتيجة الخطأ في اختيار المسئول الذي يرأس الجهاز التابع لوزارة الإسكان والتعمير (القري السياحية). هذا الجهاز مكلف بتمثيل الحكومة فيما يتعلق بالمسئوليات التي يحددها القانون. هذا المسئول الخطأ تبني مهمة السطو علي حقوق ملاك مارينا وسلطة مجلس أمنائها بما يتعارض مع القانون. كان سلاحه في ذلك الإرهاب والتخويف والاستناد إلي مزاعم تهديدية مختلقة بأنه يدافع عن حقوق الدولة وهو أمر لا يملك أحد المساس به.
- ••
هذا المسئول لجأ إلي فرض الاتاوات والغرامات علي ملاك مارينا والاستيلاء علي كل ما يمكن تحقيقه من موارد. في نفس الوقت رفض التكفل بتحسين الخدمات والمرافق بجزء من هذه الموارد التي لا تخلو من شبهة الفساد المستتر. ألزم بالقوة والعافية ولي الذراع شركة الادارة المسئولة عن إدارة المشروع نيابة عن الملاك بأن تتولي تمويل هذه الاحتياجات.
ولان الدخل الذي تحصل عليه شركة الإدارة لم يعد يكفي لأداء هذه المهمة فإنها تحولت إلي عبء ثقيل علي الملاك. نتيجة لذلك كان لابد ان يحدث الصدام بين مجلس أمناء مارينا وجهاز الجباية المنفلت الذي يمثل وزارة الاسكان والتعمير.
هذا الصراع تحول إلي قضايا في المحاكم مع التواصل مع كل أجهزة الدولة المسئولة طلبا لتدخلها لإنقاذ مارينا العلمين من حالة الضياع والانهيار.
في صيف العام الماضي تصاعدت المشكلة خاصة بعد تعيين مجلس أمناء جديد وإدارة جديدة للشركة المسئولة عن الإدارة.. تم انتخاب واختيار اعضائهما من الشخصيات ذات الخبرة والحيثية والذين لديهم الرغبة في أصلاح أحوال مارينا العلمين المايل. تدعمت سلطة هذا المجلس وشركة الادارة ومسئولياتهما باجتماع الجمعية العمومية للملاك والذي عقد ولأول مرة منذ ١٥ عاما بحضور كثيف ضم الآلاف. هؤلاء الملاك يصل عددهم إلي ١٠ آلاف مالك يمثلون أكثر من خمسين ألف مستفيد. فوضت الجمعية العمومية مجلس الأمناء وشركة الإدارة باتخاذ كافة الإجراءات التي تحافظ علي حقوقهم وفقا للقانون.
- ••
تولي مجلس الأمناء برئاسة الدكتور هلال محرم رئيس مجلس الامناء ورئيس الشركة عبدالقادر فريد بمساعدة الشخصيات البارزة من أعضاء الجهتين.. إجراء الاتصالات بالمسئولين بالدولة لتوضيح وجهة نظرهم وفقا لما تضمنه قانون إنشاء مارينا علي يد رائد التعمير المهندس حسب الله الكفراوي شفاه الله وعافاه. شملت قائمة المقابلات رئيس الوزراء الدكتور شريف اسماعيل ورئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال ووزير الاسكان والتعمير الدكتور مصطفي مدبولي الذي كان له موقف ايجابي فيما تم عرضه عليه.
اخيرا تحقق ايجاد حلول لما تم اثارته من طلبات مشروعة للملاك وممثليهم. جاء ذلك بمبادرة الدكتور مصطفي مدبولي التي فتحت الطريق أمام التوصل إلي تفاهم وتوافق يحقق مصلحة الدولة والمواطنين ملاك مارينا وفقا للقانون. تحقق ذلك من خلال حركة التنقلات الواسعة التي اجراها وشملت كلا من رؤساء أجهزة الوزارة ومن بينها رئيس جهاز القري السياحية الذي كان وراء تصاعد وتخريب مشروع مارينا والصدام مع الملاك. ترتب علي هذه الخطوة التي تأخرت كثيرا تلاشي التوتر والخلاف الذي كاد ان يقضي علي اعظم واجمل مشروع علي الساحل الشمالي.
في هذا الاطار عقد اجتماع بين المسئولين عن مجلس امناء مارينا وشركة الادارة وبين المهندس حاتم محمود حسن رئيس جهاز القري السياحية الجديد والتي تدخل ضمن مسئولياته »مارينا». توصل المجتمعون الي تصفية كل الخلافات. بما يعني استعادة مارينا العلمين لريادتها وبريقها باعتبارها اجمل منتجع سياحي علي الساحل الشمالي.